تنازع الاحتلال على حضرموت
 

عفاف محمد

عفاف محمد / لا ميديا -

لا يخفى عليكم أن حضرموت تمتلك ثروات طبيعية هائلة، أهمها السمكية والنفطية، والتي يسيل لها لعاب الطامعين.
وتتواجد دولتا السعودية والإمارات في الواجهة، وقد أحكمتا السيطرة على حضرموت بالكامل تحت مسميات وشعارات واهنة دجالة لا يستسيغها اللبيب.
اليوم يتقاسمون ثروة حضرموت بكل بجاحة، وكأنهم خليفة الله في الأرض.
وقد خلق تواجدهم نزاعاً وتشتيتاً بين أبناء المنطقة، وصار جزء منهم يتبع الدولة الفلانية وجزء يتبع الأخرى، وكلتا الدولتين صنعت من أهالي المنطقة أدوات، واقتصر عمل تلك الأدوات على أن تكون دروعاً بشرية تُسهل تحقيق مخططاتهم ومراميهم والعمل على تنفيذها. وكان لتلك الأدوات الدور الرئيس في خلق الأزمات وإثارة الضوضاء والفوضى، وبالتالي حدث انفلات أمني عانى منه الأهالي الأمرين؛ فكثرت الجريمة وتشعبت طرقها من قتل واغتيالات واشتباكات وسجون سرية واغتصابات وجثث مجهولة ومشوهة على قارعة الطرقات وسطو  و... و... الخ.
هذه الجرائم البشعة التي نشرت الرعب في الوسط الجنوبي ككل، أي تلك الأدوات الرخيصة تم توظيفها لتدمر بلدها، فتحركاتها لصالح المحتلين الخاص، لا الصالح العام للمواطنين كما يعللون سبب وجودهم!
وقد تم تقسيم تلك الأدوات كما أوضح السيد أحمد باوزير أحد الأحرار الجنوبيين كالتالي:
• أدوات أبين: قيادات المنطقة العسكرية الأولى.
• أدوات من بقايا النظام السابق: وهم كبار المسؤولين في الجهاز الأمني والمدني، وكذلك مشايخ بعض القبائل وملاك الشركات النفطية...
وهكذا الأدوات انقسمت نصفين، منها أدوات السعودية وهم القوة الحضرمية وبعض الأمنيين والنافذين في قيادة المنطقة العسكرية الأولى. 
وأما أذرع الإمارات فهم النافذون الأمنيون في الأمن القومي والمركزي والسياسي وبعض مشايخ القبائل.
وتظل هذه الأدوات المشتراة بالدرهم والريال تتصارع فيما بينها وتضر بالوطن ومصالح المواطنين، والمستفيد من كل ذلك هما تلك الدولتان المسيطرتان المحتلتان للجنوب.
وكان تواجد أغلب أسرة عفاش في الإمارات عاملاً هاماً في تسهيل أمور الإماراتيين بما يخدم دولة الإمارات، كونهم يمتلكون الكثير من الحيثيات التي تمكنهم في أرض حضرموت أو غيرها في أرض اليمن كونهم ملمين بعدة ملفات.
وتلك القوى المحلية والإقليمية تستبعد حقوق المواطن المكلوم من الواجهة، بل تجعل منه ذريعة لتمرير معظم مشاريعها الاستحواذية.
وكل جماعة منهم لها أسلوبها ولها إعلامها ولها مطبلوها.
ومما لا شك فيه أن كل ذلك خلق روح التنافس بين الدولتين على وادي وساحل حضرموت للسيطرة عليهما.
وموقف الإمارات بات أقوى، كونها تعمل على قدم وساق وبجر?ة تامة في وضع أذرعها على الممرات المائية والجزر وعلى حقول النفط، بينما تركز دولة بني سعود على حماية حدها المحاذي لصحراء حضرموت، حيث إن فيها المنفذ البري الآمن الوحيد بين البلدين، ولذا هي تشدد على التمسك بتلك المنطقة.
ويبدو أن دول الاستكبار قد أوكلت مهمة السيطرة على حرية الملاحة في خليج عدن وباب المندب إلى الإمارات قبل شن العدوان الكوني على اليمن، فبدأت بإنشاء قواعد عسكرية على الشواطئ الأريتيرية والصومالية، واستغلت احتلال اليمن لتكمل المهمة فاحتلت جزيرة سقطرى في خليج عدن واحتلت جزيرة ميون وبدأت ببناء قواعد عسكرية ضخمة ومطار عسكري فيها، وأصبحت تحكم السيطرة كليا على خليج عدن وباب المندب. والعقبة الوحيدة التي تهدد حرية الملاحة في منطقة شمال باب المندب هي وجود ميناء الحديدة خارج سيطرة احتلال الإماراتيين.
فالدولتان تعملان على أن يرضى عنهما الغرب، فيبرز كل فريق العضلات ليبين أنه أحق بأن يدير ملف الشرق الأوسط والمنطقة العربية على وجه الخصوص، ويجهز الكعكة في اليمن لتقدم على طبق من ذهب للدول "العظمى"... وهيهات لهم ذلك!

أترك تعليقاً

التعليقات

ابو حامد صدام الغزالي
  • الأحد , 29 ديـسـمـبـر , 2019 الساعة 11:57:07 AM

اي ورب الكعبه اصبت كبد الحقيقه نعم نحن في كنف الأب والأخ والصديق والمعلم والملهم والقائد مولاي العلم الرباني السيد عبدالملك الحوثي ادام الله ضله الشريف سلمت وسلمت اناملك التي خطت لنا هذي المقاله الاكثر من رائعه مثلها مثل قصائدك الرائعه