النفط والدماء
 

عفاف محمد

عفاف محمد / لا ميديا -

قد هالنا المنظر واحترقت أكبادنا على بني جلدتنا بعد الفاجعة التي استيقظنا عليها.. 
مجزرة جديدة لتحالف الشر الذي مازال يحاول إقناع العالم أنه ينقذ اليمن! 
تطلعوا في وجوه الضحايا. تأملوا موقعهم.. تأملوا كثيراً تلك الطفولة المسجاة على أسرة المشافي.. 
ألم تلفتكم تلك العيون الشاخصة الحائرة التي لم تستوعب الموقف بعد؟! 
ألم ترهبكم تلك الدماء التي قد تصعب علينا إن وخزتنا إبرة أو زجاجة أو أية آلة حادة؟! واليوم تنزف من الأجساد من كل جانب لتؤدي إلى فراق الروح. 
الدماء سفكوها عوضاً عن النفط الذي سفك والذي خسروا على إثر عمليات الطيران المسير الملايين من الدولارات.. 
النفط والدماء.. 
هكذا هي الأرواح الجشعة ترتكب الجريمة في سبيل أن تصل إلى أهدافها، وفي سبيل ألا يجف ماء وجهها.. 
 سُفكت دماء اليمنيين يوم الـ11 من رمضان لأجل النفط السعودي..
أية قوقعة يلفون الوهم بداخلها ويبيعونه للمغفلين؟! 
وأية بجاحة يخفونها تحت أقنعتهم؟! 
وأي قلوب نابضة ومشاعر إنسانية يمتلكون في حناياهم؟!
فالوحشية التي ارتكبوها لا توصف ولا تقال بالكلمات. فالصورة أبلغ وهي تنطق من على الوجوه البريئة وقد حفرت التفاصيل المفجعة فيها.. 
تلك الوحوش الآدمية لا تنفك عن بشاعتها ولا وخز الضمير يؤنبها وكأن هذه الدماء أجيز لها أن تُباح. كم هي غالية علينا كل قطرة دم وكل دمعة حزن وكل أنة وجع وكل دعوة يتفوه بها من فُجع في أهله..  فيا ملوك النفط خسئتم يا من تساوون النفط بالدماء.. 
يا من أنتم دمى يحركها المتغطرس ترامب، ويسخر منها في كل مكان.. 
أنتم خسرتم الكثير، وتجلت مواقفكم وعرفت بالانحطاط. 
مهزومون أنتم يا بدو الصحراء.. 
والوعد الصادق قادم يا رعاة الشاة ويا عبيد النفط.. 
وتباً لكل متخاذل صامت أمام مجازر التحالف الكوني للعدوان الخارجة عن كل شرائع السماء والمواثيق الدولية وحتى الأعراف القبلية المتوارثة من جيل إلى جيل.
كل تلك الضربات الخبيثة على رؤوس الآمنين الذين سالت دماؤهم في صباح رمضاني اختاره بنو سعود ليكون شهر رمضان الأخير لمن استشهد، وليكون معاناة لمن لايزال على قيد الحياة.
تباً لهم ولسلاحهم ولنفطهم ولأموالهم ولبشاعتهم.. 
رحم الله الشهداء، ومنّ على الجرحى بالشفاء العاجل.

أترك تعليقاً

التعليقات