حالة اللاشعور وجرائم القتل الكارثية
 

عفاف محمد

عفاف محمد / لا ميديا -

في زحمة الأحداث ومع توالي المشاهد اللاإنسانية بفعل عدوان سافر ومتوحش تتناقل الأخبار بين الوقت والآخر عن جرائم قتل في مجتمعنا اليمني ومرتكبيها من أهل الحكمة والإيمان، وأغلبها يرتكبها الجاني في أهله! 
عجب كيف توحشت القلوب ووصلت للحد الذي تغفل فيه كل معنى للرحمة والرأفة. ونحن شعب قد وصفه سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والتسليم وعلى آله الكرام، باللين والرقة والحكمة. 
وما أبشع أن يقتل الأب فلذات كبده؛ وهذه آخر قصة تناقلتها مواقع التواصل، ناهيكم عما قبلها من قصص تهتز لها الأبدان من هول بشاعتها، كأن يقتل الزوج زوجته أو تقتل الأم أبناءها! 
والقاتل في هذه الحالة قد يواجه متاعب نفسية تجعله يخرج من حالة الشعور إلى حالة اللاشعور، فيهون لديه ارتكاب الجريمة، لأن إيمانه مهتز وضعيف، بل يضعف شيئاً فشيئاً، ويصل إلى حد الإجحاد والكفر بالله وبرحمته وقدرته على الانتقام بالعقاب الشديد. 
نلحظ أن ما نسمعه من جرائم لها أسبابها النفسية المعقدة منها حالة اليأس من رحمة الله. وفي ما يختص بالحالة المادية وانسداد كل منافذ الفرج واختيار إزهاق الأرواح كنهاية للأوجاع وإن كانت بلا انتهاء لمشاكله، كديون متراكمة، وعجز رب الأسرة عن توفير القوت الضروري لأسرته. فحينها يسول له الشيطان قتل نفسه أو أولاده يأساً من رحمة الله التي وسعت كل شيء، غير مدرك حجم الكارثة والجريمة التي ستؤدي به لنار جهنم وبئس المصير.
وما حدث مؤخراً مع أب لثلاث بنات كارثة إنسانية. وكما أفادت المصادر فإن السبب قنوطه من رحمة الله، الأمر الذي دفعه ليرتكب جريمة لا تغتفر من الله ولا من المجتمع الإنساني. 
لأنه بهذه الفعلة الشنيعة قد أغضب الله وقتل النفس المحرمة عمداً وطاوعه قلبه المتحجر بارتكاب هذه البشاعة التي حتماً سيشعر بعدها بحالة ندمٍ فظيع ساعة لا ينفع الندم. 
وهناك أسباب أخرى غير نفسية لحدوث مثل هذه الجرائم البشعة، مثل تعاطي كل ما يسكر العقل ويخرجه من حالة الوعي إلى حالة اللاوعي؛ حينها يرتكب الجاني فعلته وهو في حالة انعدام الشعور. وبعد زوال أثر التخدير يستوعب فداحة فعلته. 
ومن تلك الأسباب أيضاً العقد النفسية المتراكمة التي تجعل صاحبها يفقد توازنه، وسببها انعدام وازعه الديني والأخلاقي، وعدم ارتباطه بالله سبحانه وتعالى. وبالتالي يهون عليه ارتكاب المحرمات والمعاصي التي تقود إلى الجريمة، والتي تنتهي بسجنه وفضحه أمام الله وخلقه. 
وفي هذه الحالة علينا أن نتمسك بحبل الله أكثر، ونُوَعّي لأهمية الارتباط بحبل الله جل وعلا، ونجعل إيماننا وثقتنا به لا حدود لها، وألا نستسلم للأفكار الشيطانية التي تسبب الهلاك والندم في ما بعد. وعلينا أن نثق أن الله هو الرازق وهو المعين والمدبر وهو المنتقم، وأن رحمته وسعت كل شيء. 
أجارنا الله وإياكم من سوء هذه الأفعال.

أترك تعليقاً

التعليقات