اليمن بين الذئاب والأحباب
 

عفاف محمد

عفاف محمد / لا ميديا -

بينما تقلب قنوات التلفزيون أو تقرأ بعض ما في المواقع الإلكترونية، تجدهم يتحدثون عن وجع اليمن، جروح اليمن، الطفولة في اليمن، والانتهاكات الحاصلة ضد الإنسانية في اليمن. تستغرب استخدام تلك المصطلحات في ما هو منافٍ للواقع..!
يتحدثون عن الجوع ومن أحدثه. يتحدثون عن النازحين ومن شردهم. يتحدثون عن الدماء ومن سفكها. يتحدثون عن الجراح ومن أنكأها. وكلها باسم "المليشيات الحوثية" حسب تعبيرهم.
نحن شعب اليمن من نعيش الواقع نعي جيداً من يحاصرنا ومن يمنع الغذاء والدواء والنفط من الدخول بحراً وجواً وبراً..
وندرك أيضاً من نقل البنك وتحكم في إيرادات النفط وغيره وغيره من الأيادي المتلاعبة باقتصاد اليمن..
ونعي جيداً ما سبب هجر الديار والنزوح منها.. نعلم أن الصواريخ العفنة هي من تطارد المستضعفين ومن تقلق سكينة البلاد والعباد، وتترصد الطفولة بصور جلية لا يمكن تكذيبها..
من قتل أطفال ضحيان غدراً. ومن قتل طالبات سعوان عن سابق إصرار وتصميم. ومن استخف بالطفولة في كل سهل ووادٍ غير تحالف العدوان الأرعن الخبيث الذي لا يحمل أي معنى للإنسانية!
فمن قصف مخيمات النازحين. ومن منع الراتب! ومن حجز سفن النفط والغذاء...!
ترى تلك الأقلام والألسن المشتراة تتحدث عن النساء السجينات اللواتي إن وجدن كما يدعون في سجون صنعاء؛ يعقد الحياء الألسن والأقلام الحديث عنهن لسوء فعالهن، وتسكت تلك القنوات والأقلام عن السجون السرية التي اعترفت بها منظمات دولية، وما يحدث فيها من شذوذ وأفعال مشينة خارجة عن الدين والعرف والدساتير!
يتحدثون عن انتصارات وهمية، هي في الأصل إن وجدت تخدم المحتل والغازي، ولا تخدم الأرض التي تربينا وترعرعنا فيها..
لا ندري عن كينونة أولئك الذين هم من اليمن ويتحدثون بتلك اللغة! 
وتراهم يشتكون من المنظمات ومن المبعوثين ومن... ومن... ولكن يتجاهلون ما لا يخدم أقاويلهم بكل تبجح.. يتجاهلون التلاعب الحقيقي بالاقتصاد اليمني.. يتجاهلون ما يرتكبه المحتلون في أرض اليمن، وما خلفوه من فرقة وشتات وفوضى في المناطق التي هم يتحكمون بها!
يتجاهلون التطبيع الذي يمهد له ويتيحه كل من يحوم حول التحالف..!
يتجاهلون ما يسمونها الزلات التي تهفو بها صواريخ تحالف العدوان، وحجم الكوارث التي تخلفها غرف العمليات المتطورة تلك..!
يتجاهلون ما يحدث في جنوب اليمن وفي جزرها. يتجاهلون ما يحدث في المهرة وما يحدث في الضالع وفي البيضاء..
يصمون آذانهم عن كل ما لا يؤمنون به. وبعد كل هذا يتضح أننا نعيش في صنعاء تحت ظل دولة عادلة، تعمل وفق اللوائح والقوانين، مثلها مثل أية دولة تكافح الفساد، وتعمل بإخلاص وضمير. 
 أولم يكن الرئيس الشهيد الصماد خير دليل على المنهج العادل والصادق الذي لا يسعى لأجل نوازع عرقية أو طائفية، إنما سعى بكل إخلاص ونزاهة وشفافية لأجل بناء دولة حاول المعتدي هز أركانها..
أولم تكن إنسانية تترجمها مواقفه، لم يكن متكبراً او متجبراً أو جشعاً لأنه يمشي على منهج عادل. لم يرتهن لملك أو أمير ويقبل أياديه أو ينتظر أن يرمي له بفتات الأموال. ولم يهتم بتكوين ثروة أو تأمين مستقبل أولاده كحد أدنى من مرتبه كرئيس دولة..! مثل بقية الحكام، هم تجاهلوا ذلك وتجاهلوا الكثير. وهكذا باتوا ذئاباً تحوم حول الوطن، لا أحباب له يحمونه ويرعون مصالحه ويدافعون عنه.. ولازال البعض يجهل من هم الذئاب ومن هم الأحباب..!
تعساً لهم ولعقولهم المختلة.

أترك تعليقاً

التعليقات