المشهد يرتسم بأيدٍ صهيونية.. أدوات الاحتلال تتقاتل في حضرموت وغارات سعودية تزيد التوتر
- تم النشر بواسطة لا ميديا
تقرير / لا ميديا -
يد «إسرائيل» تعبث بالجنوب اليمني المحتل وتتحكم بخيوط المشهد؛ يد بإبهام من وجهين سعودي وإماراتي. أما أصابعها الأخرى فتتوزع بحسب مراتب الارتزاق وناظم الأدوار الوظيفية للعملاء المحليين، حيث كل إصبع يحمل اسمه ودوره: العليمي، الزبيدي، العرادة، طارق عفاش. وبحسب الظروف والمعطيات تتبدل الأدوار وتحل كل إصبع مكان الأخرى ضمن عملية مكرورة اسمها إعادة الانتشار.
هذا باختصار هو ما يحدث في حضرموت وباقي محافظات الجنوب المحتل، حيث يتضح أن تلك اليد «الإسرائيلية» هي التي ترسم خطوط اللعبة، فيما تتحول أرض الجنوب إلى ساحة لتصفية الحسابات بين أدوات الاحتلال، والدم اليمني هو الثمن المدفوع في هذه المسرحية المستمرة.
دخلت محافظة حضرموت المحتلة منعطفا جديدا وموجة من الاقتتال بين أدوات الاحتلال السعودي الإماراتي، إثر كمين نصبه مسلحون مما يسمى حلف قبائل حضرموت الموالي للاحتلال السعودي، مساء أمس الأول، لرتل عسكري تابع لمرتزقة الإمارات أسفر عنه مصرع وإصابة العشرات، فيما تحدثت وسائل إعلام عن دخول طيران الاحتلال السعودي المشهد بعد بيان لوزارة خارجيته يتوعد «بما لا تحمد عقباه».
وقالت مصادر محلية وعسكرية متطابقة إن هجوما عنيفا نفذه مسلحو «حلف حضرموت» التابع للمرتزق عمرو بن حبريش في وادي خرد بحضرموت، استهدفوا من خلاله رتلا عسكريا تابعا لما يسمى المجلس الانتقالي الموالي للاحتلال الإماراتي كان في طريقه إلى المنطقة، وأوقعوا في صفوفهم عشرات القتلى والجرحى في إحصائية غير معروفة.
وأوضحت المصادر أن الهجوم أعقبته اشتباكات عنيفة بين فصائل انتقالي الإمارات ومسلحي بن حبريش في كل من وادي خرد وغيل بن يمين، تمكن الأخيرون من خلالها من اغتنام أسلحة ومعدات وأطقم عسكرية تابعة لمرتزقة الإمارات، فيما هرعت سيارات الإسعاف لنقل عشرات القتلى والجرحى إلى المستشفيات.
وأفادت مصادر طبية بأن مستشفى الشحر العام ومستشفيات مدينة المكلا استقبلت نحو 30 قتيلا وجريحا مما يسمى «لواء الدعم الأمني» التابع لانتقالي الإمارات جراء الكمين الذي استهدفها في منطقة خرد بمديرية الشحر، والمواجهات التي دارت بين الجانبين في مديرية غيل بن يمين شمالي المكلا.
من جهتها، أعلنت ما تسمى المنطقة العسكرية الثانية التابعة لمرتزقة الانتقالي في المكلا أن «قوات النخبة الحضرمية أحكمت سيطرتها على معسكر وادي نحب»، واصفة بن حبريش بـ”المتمرد”، في إشارة إلى رفض الانتقالي الانصياع لإملاءات الرياض.
وكانت سلطات الرياض استدعت المرتزق عمرو بن حبريش رئيس حلف قبائل حضرموت على وجه السرعة، وهو الأمر الذي اعتبرته فصائل الانتقالي تصعيدا ضدها، قوبل برد عملي من قبلها بالإصرار على عدم التنازل عما تسميه مكاسبها العسكرية شرقي اليمن.
وجاء التصعيد الميداني بين أدوات الاحتلال السعودي الإماراتي، بعد ساعات فقط من بيان رسمي لوزارة الخارجية السعودية، دعا فصائل الانتقالي إلى الانسحاب الكامل من محافظتي حضرموت والمهرة، محذرا من «خطورة الاستمرار في التصعيد».
بيان الخارجية السعودية الذي وصفه مراقبون بالمسرحية الجديدة، قال إن «التحركات العسكرية التي قامت بها قوات المجلس الانتقالي، تمت بشكل أحادي، دون موافقة مجلس القيادة الرئاسي أو التنسيق مع قيادة التحالف»، مشيرا إلى محاولة الرياض التفاهم مع الفصائل التابعة للإمارات «للخروج بحلول سلمية لمعالجة الأوضاع في المحافظتين»، دون جدوى.
وطالب البيان السعودي فصائل الانتقالي “بتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن»، مهددا “بما لا تحمد عقباه في حال استمرار الأحداث المزعزعة للأمن والاستقرار”، حد تعبير البيان.
وبحسب مراقبين فإن بيان الخارجية السعودية الذي جاء بعد مرور ثلاثة وعشرين يوماً من قيام فصائل انتقالي الإمارات باجتياح محافظتي حضرموت والمهرة هو بمثابة مسرحية جديدة تم إعدادها من قبل سلطات الرياض للظهور بدور المنقذ.
وفي تطور لافت، أفادت قناة «عدن المستقلة» التابعة للانتقالي بأن سلاح الجو السعودي نفذ، أمس، عدة غارات على مواقع لما تسمى «قوات النخبة الحضرمية» التابعة للمجلس في وادي نحب في مديرية غيل بن يمين بحضرموت.
ونشرت القناة مشاهد على منصة إكس قالت إنها تظهر «قصف الطيران السعودي لمواقع النخبة الحضرمية في وادي نحب في حضرموت»، مشيرة إلى أن ذلك يأتي ردا على تمكن فصائل الانتقالي «من السيطرة على مناطق حلف قبائل حضرموت وقوات حماية حضرموت في وادي نحب وغيل بايمين»، وأسر العديد من مسلحي الحلف، فيما كشفت عن مقتل عدد من عناصر الانتقالي خلال هذه المواجهات التي لا تزال متواصلة.
وفيما لم يصدر أي إعلان سعودي رسمي يؤكد أو ينفي شن الغارات، قال الصحفي عبدالجبار باجبير في منشورات له على منصات التواصل الاجتماعي إن «سلاح الجو السعودي شن عدة غارات (أمس) استهدفت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، في مناطق وادي نحب وغيل بايمين ومعسكر قوات الدعم الأمني التابعة للانتقالي، وهي مناطق انتشار حلف قبائل حضرموت وقوات حماية حضرموت»، مشيرا إلى «مشاهدة طلعات جوية مكثفة فوق الشريط الساحلي لمدينة الشحر ومناطق خرد في إطار ضغوط عسكرية تهدف إلى دفع تلك القوات للتراجع عن مواقعها».
بدوره، أكد المرتزق صبري سالمين بن مخاشن المسؤول الإعلامي لحلف قبائل حضرموت وقوات حماية حضرموت، أن دوي انفجارات ضخمة سمع في وادي نحب غيل، مضيفا أن الطيران السعودي واصل قصف المواقع المستحدثة لـ»مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي القبلية والعسكرية والدينية الإرهابية» في مناطق هضبة حضرموت.
وتحدث بن مخاشن في منشور آخر، عن هروب جماعي لفصائل الانتقالي عقب تعرّضها لقصف جوي سعودي في هضبة حضرموت، مشيرا إلى أن «الضربات أسفرت عن انهيار صفوف المليشيات وفرار عناصرها».
وبحسب المصادر فإن المواجهات التي شهدتها محافظة حضرموت المحتلة بين أدوات الاحتلال السعودي الإماراتي، والتي بدأت عصر أمس الأول، لا تزال مستمرة في مناطق غيص حرد وجبال مديرية الشحر وفي غيل بايمين، وسط تحليق مستمر للطيران الحربي السعودي، في مناطق المواجهات.
الجدير بالذكر أن ما يجري في محافظة حضرموت المحتلة ليس سوى فصل جديد من مسرحية الاحتلال المزدوج، حيث تتصارع الأدوات على الغنائم بينما يتبادل الرعاة المحتلون أدوار «المنقذ» و»المنذر». وبين بيانات الرياض وغاراتها الجوية، وادعاءات الانتقالي وسيطرته، يتضح أن المشهد مرسوم وفق ما تريده اليد الإسرائيلية لإطالة أمد الفوضى وتكريس الانقسام، لتبقى حضرموت، كما سائر المحافظات المحتلة، رهينة صراع وكلاء الاحتلال، فيما الحقيقة الوحيدة هي أن دماء اليمنيين تُستنزف في معارك لا تخدم سوى مشاريع المحتل وسادته الصهاينة.










المصدر لا ميديا