المدرب الياباني يوكي ماتسـودا لـ«لا»:دوري الأمم الآسيوية يُنهي معاناة التوقفات الدولية وسوء الجدولة قد يُقوض مشروع البطولة
- تم النشر بواسطة طارق الأسلمي / لا ميديا
طارق الأسلمي / لا ميديا -
رحب المدرب الياباني يوكي ماتسودا بقرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم استحداث بطولة دوري الأمم الآسيوية للمنتخبات، معتبراً القرار خطوة إيجابية نحو تطوير كرة القدم في القارة. وأوضح أن المنتخبات الآسيوية عانت سنوات طويلة من صعوبة إيجاد مباريات ذات قيمة خلال فترات التوقف الدولي، مشيراً إلى أن كثرة المباريات الودية لم تُسهم فعلياً في التطور المنشود.
وقال، في تصريح خاص لصحيفة "لا"، إن دوري الأمم سيمنح المنتخبات منافسة مستمرة عالية المستوى، وأهدافاً أوضح، ومساراً أفضل للتقدم، إذ ستواجه المنتخبات القوية بعضها بعضاً بشكل متكرر، فيما ستلعب المنتخبات النامية أمام خصوم من المستوى نفسه، ما يُسهل عملية التطور للجميع.
ومن وجهة نظر تدريبية، شدد على أن المباريات التنافسية تتيح تحليل اللاعبين تحت ضغط حقيقي، ووضع خطط طويلة الأجل أكثر فاعلية، مؤكداً أن البطولة سترفع مستوى كرة القدم الآسيوية وتُسهم في روزنامة دولية أكثر احترافية.
وأضاف أن قارة آسيا تختلف جوهرياً عن أوروبا من حيث مسافات السفر والمناخ والفروق الزمنية وثقافات كرة القدم، ما يتطلب من الاتحاد الآسيوي إعطاء أولوية للمجموعات الإقليمية وتقليل السفر لمسافات طويلة وضمان فترات راحة كافية للاعبين.
وبيّن أن التنوع الفني واختلاف مستويات التطور في آسيا يفرضان نظام بطولة يسمح بمواجهة منتخبات متقاربة في المستوى، بما يضمن مباريات تنافسية هادفة بدلاً من مواجهات غير متكافئة.
وأشار ماتسودا إلى أنه في حال تصميم البطولة بالشكل الصحيح، فإنها ستمثل استبدالاً للمباريات الودية منخفضة القيمة بمواجهات تنافسية حقيقية، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على تطوير اللاعبين وزيادة تفاعل الجماهير. لكنه حذر في المقابل من أن غياب التوافق الدقيق مع الروزنامة الدولية، وسوء إدارة الأحمال، قد يحوّل البطولة إلى عبء بدني إضافي، خصوصاً في ظل متطلبات السفر الكبيرة في القارة، مؤكداً أن جوهر المسألة لا يكمن في عدد المباريات، بل في كيفية وجدولة إقامتها.
وتابع ماتسودا أن نظام التصنيف التنافسي يُعزز مفهوم المساءلة والتخطيط طويل الأجل، ويدفع المنتخبات إلى التركيز على الهوية والاستمرارية وثبات الأداء بدلاً من الحلول قصيرة المدى.
وأكد أن مواجهة منتخبات من التصنيف نفسه بانتظام تُسهم في تسريع عملية التعلم والنضج التكتيكي وبناء الثقة لدى الدول النامية، ما ينعكس في نهاية المطاف على رفع المستوى العام لكرة القدم الآسيوية.
واختتم المدرب الياباني حديثه بالتنبيه إلى أن سوء الجدولة قد يؤدي إلى صراعات بين الأندية والمنتخبات وزيادة إرهاق اللاعبين وخلق حالة من الرفض لدى الدوريات المحلية. وأوضح أن اللاعبين في آسيا يواجهون بالفعل سفراً مكثفاً وجداول مزدحمة، ما قد يؤثر سلباً على صحتهم ويقوض مصداقية البطولة، مؤكداً أن غياب التنسيق الدقيق مع "الفيفا" وفترات المباريات الدولية والأندية قد يُفقد المشروع قيمته الرياضية رغم حسن النوايا.
وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد أعلن، أمس، اعتزامه إطلاق خطة لإقامة دوري أمم آسيا في الفترة المقبلة، بهدف تطوير كرة القدم على صعيد المنتخبات الوطنية في مختلف أنحاء القارة.
وجاء هذا الإعلان بعد يوم من إعلان الاتحاد الأفريقي لكرة القدم استحداث بطولة دوري أمم أفريقيا، والتي تنطلق في أيلول/ سبتمبر 2026 وتكون مبارياتها خلال فترات التوقف الدولية.










المصدر طارق الأسلمي / لا ميديا