حاوره:أنور عون / لا ميديا -
وائل القرشي، واحد من ألمع نجوم تنس الطاولة. بزع نجمه في حقبة التسعينيات بنادي الوحدة صنعاء. موهبته الواضحة أجبرت المدرب الصيني خوجامين على اختياره للمنتخب الوطني الأول في سن مبكرة ليشارك خارجياً قبل مشاركته مع ناديه في المسابقات المحلية.
اعتزل اللعبة بعد مشوار معمد بالإنجازات والبطولات والصدارة. اتجه للإدارة وها هو اليوم يتقلد منصب مدير عام الاتحادات، وبلا شك يستحق مكاناً أفضل لكفاءته وقدراته العالية.
أجرينا معه حوارا خاصا لصحيفة "لا" وخرجنا بالسطور التالية:
 لا يزال الرياضيون يتذكرون وائل القرشي، نجم تنس الطاولة، هل بالإمكان العودة بك إلى سنوات البداية مع اللعبة والرياضة؟
- نعم بالإمكان أخي أنور. دعني أخبرك بأن بدايتي كانت مع كرة القدم بنادي الوحدة صنعاء في البراعم، تدربت مع الشيخ صالح، والكابتن عبدالوهاب الحواني، وبعد التدريب كنا نذهب نلعب في مقر النادي بالتحرير تنس طاولة وبلياردو، ورآني مدربي الشيخ صالح ألعب تنس وأملك الموهبة فيها، فقال لماذا لا تتدرب مع فريق الطاولة بالنادي، وبالفعل ذهب بي إلى مدرب فريق الطاولة الكابتن نبيل الذماري، وكان الفريق مرصعا بالنجوم الكبار، وليد عطاء، زياد الخرباش، محمد سعيد، هاني موسى وعبدالكريم، ولعبت معهم، وأذكر ذات مرة أنه تم صرف بدلات رياضية (ترنكات) لفريق الطاولة ولم يصرف لي كوني مازلت ناشئا، وقالوا لي إذا استمررت سوف نصرف لك ترنك. الموقف حفزني واستفزني للمواصلة والتألق. قلت في نفسي سأبذل ما بوسعي لآخذ الترنك، وبعدها سأتوقف عن اللعب، وبالفعل تألقت وأخذت الترنك، لكن استمررت ولم أتوقف، وبعدها بزغ نجمي في المسابقات المحلية وحققت بطولات وإنجازات.
 قبل الحديث عن البطولات، كيف تم اختيارك للمنتخبات الوطنية؟
- كان الصيني خوجامين سعيد مدرب المنتخب الوطني ومعه مدربون آخرون ينزلون للأندية أسبوعياً لمشاهدة تدريبات اللاعبين، وشاهدني خوجامين أتدرب لمدة خمس دقائق فقط! لفت انتباهه، وجاء إلي وعدّل بعض تكنيكي (حركة اليد والقدم)، وقال سأحضر الأسبوع القادم لأراك. وعاد مجدداً وشاهدني أتدرب بالتعديلات التي أعطاني إياها واستدعاني وفوجئ بأني أتقنها أفضل من لاعبي المنتخب الأول، وقال تعال تدرب مع الكبار في بيت الشباب، وبعدها أصبحت أحد أعمدة المنتخب، وهو ما جعلني أتفرغ لتنس الطاولة.
 وما هي أول مشاركاتك الخارجية؟
- كانت في الهند مع خوجامين ضمن منتخب الناشئين، ثم معسكر تدريبي وبطولة آسيا، وكان معي محمد الحاشدي، أحمد المطري، ياسر الصباحي، وعشت خلالها أجواء من الرهبة لأني لعبت خارجياً قبل اللعب مع النادي محلياً.
 وماذا عن البطولات المحلية؟ كيف كانت؟
- تفوقت من البداية، فقد كنت الثالث على مستوى الرجال بالنادي، والأول في الناشئين مع الوحدة، والثاني على مستوى الفرقي لمدة 15 سنة، وبطولتي دوري عام وحققت 4 بطولات كأس جمهورية في الزوجي والفرقي، وبقية السنين احتللت المركز الثاني، كما حققت المركز الأول في بطولة التميز العام 2010، وبطل الجامعات اليمنية 2008-2010 على المستويات فردي وزوجي وفرقي، وكنت المصنف الأول في اليمن لمدة ست سنوات، والمصنف الأول خارجياً لمدة 12 سنة.
 بالنسبة لمشاركاتك الخارجية والإنجازات؟
- حققت إنجازات عربية منها بطل بطولة الجامعات العربية الأولى التي جرت في اليمن عام 2003، والمركز التاسع في دورة الألعاب الآسيوية في تايلاند 1998، والمركز السادس فرقي في بطولة آسيا للناشئين بالهند 1999، ونلت كأس أفضل لاعب في بطولة الأندية العربية في اليمن عام 2004، وأحرزنا برونزية الفرقي لليمن في البطولة العربية العشرين العام 2006 وبرونزية الزوجي في بطولة كأس العرب الـ11 عام 2007 المقامتين في اليمن, وبرونزيتي الفرقي والزوجي في الدورة العربية الـ11 في مصر العام 2007، وتوجت ببرونزية بطولة الأندية العربية في لبنان 2010، وبكأس اللاعب المثالي في بطولة كأس العرب التاسعة باليمن، وشاركت في بطولات عربية من العام 1999 حتى العام 2010، وآسيوية من 1997 حتى 2006، وعالمية من العام 2001 حتى العام 2012، وشاركت كإداري لبعثات اليمن في ألعاب دورة التضامن الإسلامي بإندونيسيا 2013، وفي بطولة اليمن العالمية للملاكمة العربية والبطولة العربية للشطرنج المقامتين في اليمن العام 2013. 
 كابتن وائل، هل أنت راضٍ عن مسيرتك في الطاولة، أم تشعر بالندم؟
- راضٍ كل الرضا، فقد حققت ما أريد مع اللعبة للنادي ولوطني، ولكن الندم يكمن في رفضي الاحتراف بنادي الريان القطري الذي قدم لي عرضا مغريا، والسبب إدارة الوحدة حينها التي أغرتني براتب شهري من مؤسسة الأسمنت، يعني وظيفة، وأعطوني بالفعل، لكن بعد ضياع الاحتراف انقطع الراتب ولم يعد هناك احتراف، بعدها حدثت بيني وبين الإدارة مشاكل وطلبت الرحيل عن النادي، ولم توافق الإدارة على احترافي في الشعلة العدني، ثم جاءني عرض من الصقر ورفضت الإدارة.
 لكنك لعبت لشعب صنعاء وأهلي صنعاء؟
- كانت مجرد مشاركات في البطولات الخارجية كإعارة في بطولات الأندية العربية، وحققنا نتائج جيدة.
 من هم المدربون الذين تدين لهم بالفضل؟
- خوجامين سعيد، باركتيهان، نبيل الذماري، والمدرب الصيني وليندني.
 لاعب كنت ترتاح للعب بجانبه؟
- منير الذبحاني، وللعلم أنا من اكتشف النجمين منير ومحمد الذبحاني.
 ومن هو النجم الذي تأثرت به في اللعبة؟
- خالد الحبوري.
 كمدير للاتحادات بوزارة الشباب والرياضة؟ هل أنت راضٍ عما تقدمه الوزارة؟
- في الحقيقة لست راضيا أبداً في ظل العدوان الغاشم والحصار القاتل المعيق للطموحات والتوجهات، وهذا لا يعفينا من وضع آلية تفتيش وحلول جذرية.
 هل ترى نفسك فنياً أم إدارياً؟
- دربت فور اعتزالي، لكن الإدارة تستهويني كوني مؤهلا ومتخصصا في الجوانب الإدارية واللوائح والأنظمة طيلة مسيرتي المهنية، بالإضافة للمشاركات الميدانية.
 وكيف تقيم المواهب في بلادنا؟
- برأيي المواهب غزيرة، لكن تنقصنا الإدارة والمال بعكس الخليج لديهم المال ولا يملكون المواهب.
 والمنظومة الإدارية في الوزارة ماذا عنها؟
- تحتاج لهيكلة وغربلة وتنقيح واختيار دقيق للكفاءات القادرة على صنع الفارق، وبصراحة نائب الوزير الأستاذ نبيه ناصر علي متحفز ومتحمس ولديه طموح كبير لتغيير وتصحيح الأخطاء فقط لنساعده ونقف بجانبه، وأنا على ثقة بأنه سيحدث نقلة نوعية للرياضة، ولا بد من القول بأن القيادة السياسية رغم تحملها أعباء كبيرة في مواجهة العدوان ودورها الكبير في مناصر غزة ومواجهة "إسرائيل" وأمريكا، إلا أنها تولي الجانب الرياضي دعمها وتفرغها، بلا شك في قادم الأيام عندما ينتهي العدوان وتستقر البلد سيكون الأمر مختلفا وأكثر ألقاً ونجاحاً بإذن الله.
 نود سؤالك عن اللعبة بناديك السابق، الوحدة صنعاء؟
- رئيس النادي، أمين جمعان عمل بنية تحتية يشكر عليها، لكنها جاءت على حساب الألعاب الرياضية، في كرة القدم لم يقدم شيء، والطاولة التي كانت ولادة للأبطال في النادي ولسنوات وبإمكانيات لا تكاد تذكر انتهت اليوم رغم الإمكانيات والاستثمارات.
 وماذا عن اللجنة الأولمبية التي تكاد تكون الوحيدة الرابط بين رياضة الوطن؟
- سأختصر لك الموضوع، اللجنة الأولمبية للأسف تكيل بمكيالين؛ لا تتعامل مع الاتحادات بشكل حيادي ومتساوٍ؛ أخطائها جسيمة ولا تخدم الرياضة!.
 قبل الختام، ماذا تحب أن تقول؟
- شكراً لصحيفة "لا"، ولرئيسها صلاح الدكاك، ورئيس القسم الرياضي، طلال سفيان، على المهنية العالية، وعتبي على من لا يعمل بمهنية ويشخّصن الأمور، فالصحافة هي مرآة حقيقية لتقييم الأخطاء بالنقد البنّاء، ولدينا نماذج محترمة من الإعلاميين، والعتب على البقية.