طارق الأسلمي / لا ميديا -
أعرب المدرب والخبير الاسكتلندي ريتشارد هاركوس عن تضامنه العميق مع الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن ما يحدث اليوم في غزة أمر مقزز ومروع، وأن السكوت على مثل هذه الجرائم لم يعد مقبولاً بأي شكل من الأشكال.
وفي حديث خاص لصحيفة "لا"، قال هاركوس رداً على سؤال حول تفاعله الإنساني على مواقع التواصل مع القضية الفلسطينية: "هذه إجابة سهلة حقاً؛ لأنني أشعر بالشفقة والتعاطف وأهتم بالناس. يمكنني تقديم إجابة أطول، تاريخية وسياسية واجتماعية، ترتبط بهويتي الاسكتلندية وتاريخ بلادنا في التعايش بجانب أمة أكبر ذات طموح إقليمي، ما يجعل من السهل عليّ فهم معاناة الفلسطينيين والتواصل معهم".
وأضاف: "لقد أدرت حملات لجمع التبرعات لصالح فلسطين لأكثر من 20 عاماً، لذلك موقفي ليس ناتجاً عن الأحداث الأخيرة فقط، بل هو موقف راسخ وعميق منذ زمن".
وعن رؤيته الشخصية لما يحدث اليوم في غزة، قال بنبرة حزينة: "إنه لأمر صادم أن نرى في العام 2025 مثل هذا المشهد المأساوي يتكرر. لدي أصدقاء في غزة منذ سنوات، وأنا قلق بشدة على سلامتهم وسلامة عائلاتهم. بصراحة، إذا لم يُظهر أي شخص تعاطفاً في هذه المرحلة فمتى سيفعل؟!".
وشدّد المدرب الاسكتلندي على دور الرياضيين في نشر الوعي ومواجهة الظلم، قائلاً: "مثل الفنانين والممثلين، يتحمّل الرياضيون مسؤولية أخلاقية لرفع مستوى الوعي بالقضايا الإنسانية. أفعالهم وسلوكياتهم تحت المجهر دائماً، سواء داخل الملعب أو خارجه، وهذا يفرض عليهم استخدام صوتهم لصالح المجتمع والإنسانية. للأسف، أصبح من المقبول اجتماعياً في بعض البيئات أن تكون عنصرياً أو متعصباً أو وقحاً. لا أفهم لماذا قد يشجّع أحدهم هذا السلوك بينما يمكننا أن نكون جزءاً من الحل".
وختم المدرب الاسكتلندي تصريحه قائلاً: "أنا أفعل ما أفعله لأنه الشيء الصحيح أخلاقياً. لا أبحث عن مكافأة، بل أريد فقط أن أساعد الآخرين. لو أننا جميعاً التزمنا بهذا المبدأ لكان العالم مكاناً أفضل للجميع ولكل كائن حي".
هاركوس هو مستشار كرة قدم اسكتلندي يتمتع بخبرة عالمية تمتد لأكثر من 14 عاماً في تطوير اللعبة داخل جنوب شرق آسيا، حيث ساهم في برامج تدريبية وتنموية رائدة في عدد من الدول الآسيوية. كما يحمل درجة الماجستير في الإدارة الرياضية من معهد يوهان كرويف بجامعة برشلونة، ويعمل كمدرب معتمد من الاتحاد الأوروبي (UEFA)، إضافة إلى دوره مع اتحاد ويلز لكرة القدم في تدريب المدربين داخل آسيا. كما عمل كشاف مواهب مع أندية كبرى مثل فالنسيا وروما، ويُعرف في الأوساط الكروية بدوره كوكيل سابق للنجم العاجي يايا توريه.