إعلام عبري: الحوثيون لن يتوقفوا عن إسناد غزة وعلينا البقاء بالقرب من الأماكن المحصنة
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
مع توقف المواجهات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني، والتي استمرت 12 يوماً تعرض فيها كيان الاحتلال لضربات إيرانية قاسية، دفعت العديد من السياسيين والمحللين «الإسرائيليين» إلى وصف اتفاق وقف إطلاق النار بأنه «هزيمة مذلة» للكيان الغاصب، لازالت المخاوف «الإسرائيلية» من استمرار سقوط الصواريخ والطائرات المسيرة على المدن المحتلة، متواصلة، ولكن ليس من إيران وإنما من اليمن.
وزادت هذه المخاوف مع تأكيد سيد الجهاد والمقاومة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في خطاب له أمس الأول الخميس، استمرار إغلاقِ البحر الأحمر في وجه الملاحة «الإسرائيلية»، والمضي قدماً في موقف صنعاء المساند للشعب الفلسطيني حتى يتوقف العدوان الصهيوني ويُرفع الحصار عن قطاع غزة.
وتناقلت وسائل إعلام ومنصات ووسائط عبرية، خطاب السيد الحوثي، على نطاق واسع، مجددة التأكيد بأن الاحتلال يواجه معضلة كبيرة في التعامل مع الجبهة اليمنية وصعوبة حسم هذه الجبهة التي وصفوها بأنها «الجبهة التي يصعب ردعها عسكريا أو اختراقها استخباراتياً»، فيما انتقد أكاديميون صهاينة، عدم ضم اليمن إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران و «إسرائيل».
وجدّد سيد الجهاد والمقاومة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التأكيدَ على استمرارِ إغلاقِ البحر الأحمر في وجه الملاحة «الإسرائيلية»، في إشارة إلى الضغوطِ اليمنية المتواصِلة والحصار اليمني المؤثِّر والمفروض على العدوّ.
وقال في خطاب له بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة وآخر التطورات والمستجدات، أمس الأول الخميس إن إغلاق البحر الأحمر في وجه الملاحة «الإسرائيلية» مستمر ومتواصل بشكل تام.. مشيراً إلى أن ميناء أم الرشراش (إيلات) متوقف كلياً عن العمل، في تطور يواصل الضغط على الاقتصاد الإسرائيلي وسلاسل توريده الحيوية.
وكشف السيد عبدالملك، عن الحصيلة الدقيقة للعمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية دعماً لغزة ضمن جولة التصعيد الثانية، والتي انطلقت منذ 15 رمضان الماضي (آذار/مارس) مؤكداً أن إجمالي ما تم إطلاقه من صواريخ ومسيرات ضد أهداف «إسرائيلية» بلغ 309 عمليات هجومية.
وأوضح أن العمليات شملت صواريخ بالستية، وفرط صوتية، وطائرات مسيرة، مشيراً إلى أنه خلال أيام شهر ذي الحجة فقط (حزيران/ يونيو)، تم تنفيذ 25 عملية باستخدام هذا النوع من الأسلحة المتطورة، ما يعكس الاستمرارية والديناميكية العالية لجبهة الإسناد اليمنية.
ولفت إلى أن جبهة الإسناد اليمنية تقوم بواجبها الديني «في إطار إمْكَاناتنا، وفي إطار المستطاع والممكن».
الحوثيون لا يهدؤون
وتعليقاً على ذلك قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، إن من وصفتهم بـ«الحوثيين في اليمن» لا يهدؤون.
ونقلت الصحيفة ما جاء في خطاب السيد عبدالملك الحوثي، حول الإسناد اليمني للشعب الفلسطيني، وأبرزت ذلك بعنوان «إغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية مستمر».
وفي تقرير آخر نقلت الصحيفة ذاتها عن خبير صهيوني ومحاضر في كلية «رامات جان» ويدعى كفير تشوفا، قوله إن «اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إيران وإسرائيل هو جزئي وليس كاملا»، حيث «كان بإمكان إسرائيل أن تحقق وقف إطلاق نار واسع النطاق مع الحوثيين أيضًا».
وأضاف «يمكن لترامب أن يدّعي النصر، لكن في لحظة قوة تحديدًا، كان من الممكن أن تتخذ إسرائيل خطوة استراتيجية وهي وقف إطلاق النار مع الحوثيين الذين ينشطون في إطلاق الصواريخ على إيلات ووسط البلاد» بحيث يكون وقف إطلاق النار مع طهران مُشترطاً بوقف إطلاق النار مع صنعاء.
في السياق نشر موقع «bhol.co.il» العبري، تقريراً بعنوان «مواجهة مباشرة بين الحوثيين وإسرائيل.. 82 ألف متطوع مستعدون للقتال».
وأفاد الموقع بأن الهجمات المنطلقة من اليمن في عمق الكيان الصهيوني ستتصاعد خلال الفترة المقبلة، رداً على تصاعد جرائم الاحتلال في قطاع غزة واستمرار الحصار على القطاع.
وأشار الموقع إلى أن الأنباء الواردة من اليمن تفيد بأن أكثر من 82 ألف متطوع في صنعاء وحدها أكملوا دورة تدريبية عسكرية بعنوان «عاصفة الأقصى» لإعدادهم للقتال ضد «إسرائيل».
كذلك نقل الخبر موقع «إيبوك» العبري، محذراً من أن العمليات اليمنية ضد الكيان الصهيوني ستتصاعد في القريب العاجل.
سفير واشنطن ورهبة الصواريخ اليمنية
في السياق قال السفير الأميركي لدى الاحتلال مايك هاكابي، إنه تمكن من النوم الليل كله بعد أسابيع من الركض إلى الملاجئ، نتيجة الهجمات الإيرانية، قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح الثلاثاء الماضي، لكنه أبدى تخوفه من أن هذا الهدوء لن يستمر طويلاً وستعود الصواريخ اليمنية للهطول على العمق الصهيوني.
وأوضح هاكابي في تصريح لقناة «فوكس نيوز» الأمريكية، أنه «يضطر إلى التوجه إلى الملاجئ كل يومين تقريبا بسبب الصواريخ القادمة من اليمن والتي تطلقها جماعة الحوثي».
وأضاف أنه كان في «مقر جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) مع مدير الجهاز واضطررنا إلى النزول إلى الملجأ لا أحد مستثنى، وهذا يتكرر يوميا».
وأعلنت السفارة الأميركية في «إسرائيل»، رفع جميع القيود المفروضة على موظفيها وأسرهم، وذلك عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين «إسرائيل» وإيران حيز التنفيذ، لكنها في ذات الوقت حذرت مواطنيها من أن البيئة الأمنية لاتزال معقدة ومتغيرة بسرعة، داعية إلى توخي الحذر الدائم ومعرفة مواقع الملاجئ القريبة تحسبا لأي طارئ، خاصة مع احتمال وقوع حوادث أمنية مفاجئة، مثل إطلاق الصواريخ أو هجمات الطائرات المسيّرة من اليمن.
ترسانة كبيرة
في غضون ذلك قال مايكل نايتس، المحلل والخبير البارز في معهد «واشنطن» لسياسة الشرق الأدنى، إن قوات صنعاء تمتلك قدرات عسكرية أكبر مما هو متوقع وبفاعلية عملياتية تعزز صورتها كقوة غير قابلة للردع.
وأوضح نايتس في ندوة نظمها المعهد مؤخراً أن «الحوثيين في اليمن أظهروا قدرة متزايدة على إطلاق صواريخ باليستية متوسطة المدى ومتطورة نحو إسرائيل، ومن المتوقع أن يواصلوا هذا النمط من الهجمات».
وتابع: «رغم الضربات المتكررة التي تعرضوا لها في اليمن، فقد حافظ الحوثيون على تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة، وتشير التقديرات إلى أن ترسانتهم لاتزال أكبر مما كان يأمل كثير من المسؤولين».
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا