72 شهيدا و174 جريحا فلسطينيا في غزة خلال 24 ساعة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
بفعل العدو الصهيوني، أصبح قطاع غزة ساحة موت دائمة، لا هدنة، لا تسوية، لا استراحة من الموت.
وتحت نار السلاح الصهيوني، تُنتهك كل معاني الرحمة، وتختلط رائحة الدم برائحة الخبز الناشف. أطفال يركضون نحو شاحنة طحين، فلا يجدون إلا الموت بانتظارهم. لم يعد في غزة وقت للحزن الفردي، فالمأساة جماعية؛ لأن ما يجري إبادة شاملة لسكان القطاع.
وفي آخر إحصائيات الإبادة ارتفعت حصيلة العدوان الصهيوني على القطاع إلى 56,331 شهيداً و132,632 مصاباً، وأكثر من 12 ألف مفقود، منذ بدئه في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية أمس، فيما لا تزال فرق الإسعاف والدفاع المدني غير قادرة على الوصول إلى عشرات الضحايا تحت الأنقاض.
وفي غضون أربع وعشرين ساعة فقط، استقبلت المستشفيات 72 شهيداً و174 مصاباً، بينهم أطفال ونساء ومسنون. كان القصف قد استهدف مدرسة تؤوي نازحين في منطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة، إضافة إلى سوق ومنازل سكنية وتجمعات مدنية في شمال ووسط وجنوب القطاع.
واستشهد فلسطينيان في خيمة بمنطقة المواصي بمحافظة خان يونس إثر قصف من طائرة مسيّرة، فيما فجرت قوات الاحتلال منازل في جباليا ليلاً، مستخدمة مواد شديدة الانفجار لتسوية البنايات بالأرض.
موائد النار
في محيط ما يسميه العدو «محور نتساريم» ارتقى العشرات بين شهيد وجريح خلال انتظارهم للمساعدات الغذائية. وأكّدت مصادر طبية استشهاد عدد من المدنيين وإصابة نحو خمسين آخرين، بقصف مباشر استهدف طابور الانتظار.
ما بدأ بمزاعم تقديم الإغاثة تحوّل إلى ما وصفه جندي صهيوني معترفاً بـ»ميدان إعدام».
صحيفة «هآرتس» العبرية نقلت شهادات صادمة لضباط وجنود صهاينة أكدوا أن أوامر مباشرة صدرت بإطلاق النار على المدنيين قرب مواقع توزيع المساعدات، رغم علم القوات بأن هؤلاء لا يشكلون أي تهديد.
وكشف أحد الجنود أن «ما بين قتيل وخمسة يُسقطون يومياً أمام هذه المراكز»، حيث يُستدرج الناس إلى المراكز في الظلام، ويُطلق عليهم النار دون إنذار، ودون اعتبار لأرواحهم.
ويرجح الجنود الذين تحدثوا إلى الصحيفة أن الغزيين الذين يصلون إلى المراكز قبل فتحها، في ساعات الفجر، لا يرون حدود هذه المراكز بسبب الظلام.
وقال أحد الجنود إن قوات الاحتلال تطلق النار على طالبي المساعدات كأنهم قوة هجومية، ولا يتم استخدام وسائل إبعاد وتفريق أخرى، مثل الميكرفونات أو حتى الغاز، وإنما يتم إطلاق النار من رشاشات ثقيلة، وقاذفات قنابل، وقذائف هاون. ويتوقفون عن إطلاق النار بعد فتح المراكز ويعلم السكان أن بإمكانهم الاقتراب. وأوضح الجندي بالقول: «نحن نتواصل معهم بواسطة النيران».
وفي خضم هذا العنف الممنهج، تتكشف ملامح مخطط أعمق وأكثر ظلامية. منظمة «أطباء بلا حدود» وصفت ما يحدث بأنه «مخطط غذائي إسرائيلي-أميركي يُخير الفلسطينيين بين الجوع أو الموت»، مشيرة إلى أن هذا النظام أسفر عنه استشهاد 500 شخص وإصابة 4000 آخرين، في وقت تدّعي فيه «تل أبيب» والولايات المتحدة «الحرص على الوضع الإنساني».
حرب داخل حرب
في سياق متصل، أكّد مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة نهب 50 شاحنة مساعدات كانت مخصصة لمدينة غزة، مشيراً إلى أن الاحتلال يحمي العصابات التي تستولي على الشحنات، ويوجّهها إلى مناطق موالية له. وفيما تقف عشرات آلاف العائلات في طوابير من الألم، تُدار مراكز المساعدات من قبل مؤسسة (GHF) التي كشفت تقارير أنها أُسست بإشراف مباشر من الاحتلال وبتمويل إنجيلي أميركي، ويديرها مقرب من نتنياهو وترامب.
الخطير أن هذه المساعدات، التي تُسلم عبر حراسة قوات الاحتلال وتحت قصفها، قد تحولت إلى أداة خبيثة للحرب الناعمة. فقد أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة، مساء أمس، اكتشاف أقراص مخدرة من نوع (Oxycodone) داخل أكياس طحين وصلت عبر هذه المراكز. وُجدت المواد في أربع حالات على الأقل، مع تحذيرات من احتمال طحنها أو إذابتها عمداً في الطحين، ما يُنذر بجريمة حرب تستهدف النسيج المجتمعي الفلسطيني.
وقال البيان إن «استخدام المخدرات داخل المساعدات هو اعتداء مباشر على الصحة العامة، وجريمة منظمة تُضاف إلى سجل جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال»، داعياً الأهالي إلى تفتيش المساعدات والتبليغ عن أي مواد مشبوهة.
مصرع 20 صهيونياً في أسبوع
على صعيد الفعل المقاوم، أعلنت سرايا القدس وكتائب القسام، أمس، استهداف تجمعات لقوات الاحتلال شرق مدينة حمد بقذائف الهاون وصواريخ «الياسين 105»، وسط أنباء عن وقوع خسائر في صفوف القوات الصهيونية المتوغلة.
وقالت كتائب القسام إنها استهدفت قمرة آلية عسكرية صهيونية بقذيفة «الياسين 105» في بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس.
هذا وشهد العدو الصهيوني، الأسبوع الفائت، إحدى أكبر خسائره الفادحة، حيث تحدث الإعلام الصهيوني عن 20 قتيلاً في معارك قطاع غزة.
جرائم في الضفة
في الضفة الغربية المحتلة، يتواصل العنف الصهيوني من قوات الاحتلال والغاصبين. فقد هاجم غاصبون بلدة سنجل شمال رام الله، واعتدوا على منازل المواطنين، وأحرقوا أراضي زراعية في ترمسعيا. أما في كفر مالك فقد مزّق جنود الاحتلال صور الشهداء الذين ارتقوا قبل أيام أثناء تصديهم لهجوم الغاصبين، وكأنهم لا يكتفون بالقتل، بل يسعون لطمس ذاكرة الشهادة.
وبحسب شهود عيان، فإن غاصبين مسلحين احتجزوا عدداً من الفلسطينيين والناشطين، خلال محاولة التصدي لهجومهم، واعتدوا عليهم.
وبالتزامن مع ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة كفر مالك وداهمت منازل عدد من الفلسطينيين، وتركزت المداهمات في المنطقة التي شن الغاصبون عليها هجوماً دامياً مساء الأربعاء الماضي، أسفر عنه استشهاد 3 شبان وإحراق منزل ومركبتين.
المصدر لا ميديا