غزة: 70 شهيدا فلسطينيا في أقل من 12 ساعة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
في غزة، القطاع العالق بين الحياة والموت لا يملك الناس ترف الخوف، لأن الخوف ترفٌ للأحياء، أما هم فقد اعتادوا أن يناموا على حافة القصف، ويصحو أطفالهم على أنين الجرحى.
وفجر أمس، لم يكن للغزيين موعد مع الخبز، بل مع مقصلة صهيونية تهوي من السماء، على رؤوسهم بكل حقد. وبينما كانت الأنظار تتجه إلى عدوان الكيان على إيران وردود إيران الساحقة، انفرد الاحتلال بأجساد الفقراء المنتظرين للمعونات، ليحوّل ساحة الانتظار إلى مجزرة.
وارتكب العدو الصهيوني مجزرة جديدة في قطاع غزة، حصدت أرواح 70 فلسطينياً، غالبيتهم ممن كانوا ينتظرون المساعدات الغذائية في محيط ما يسمى «محور نتساريم» وسط القطاع.
وأفادت مصادر طبية في مستشفى العودة بمخيم النصيرات بأن 23 شهيداً وعشرات الجرحى وصلوا إلى المستشفى عقب استهداف التجمع المدني فجراً. ووفق شهود عيان، بقيت جثامين وجرحى ممددين على الأرض لساعات، بسبب القصف المتواصل وصعوبة الوصول إلى المكان.
هي ليست المجزرة الأولى، ولن تكون الأخيرة. لكن لكل مجزرة وجعها الخاص، ولكل شهيد حكاية لم تكتمل. في غزة، تتداخل تفاصيل الفقد مع تفاصيل الحياة، وتُخاض معركة الوجود بسلاح الصبر والكرامة.
منزل يتحول إلى تابوت جماعي في دير البلح
في الوقت ذاته، لم تكن مدينة دير البلح أو أي منطقة في قطاع غزة أقل مأساوية، إذ استهدف الطيران الحربي الصهيوني منزلاً مأهولاً لعائلة «عياش»، ما أسفر عنه استشهاد 11 شخصاً. مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى أكّد أن معظم الضحايا من النساء والأطفال؛ وكأنّ البيوت في غزة تحوّلت إلى فخاخ موت، لا تقي ساكنيها مطر النار والحديد.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تواصل آلة الإجرام الحربية الصهيونية ارتكاب المجازر الجماعية، بدعم مباشر من الولايات المتحدة. وقد أسفر عن هذا العدوان أكثر من 185 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 11 ألف مفقود، في ظل تدمير ممنهج للبنية التحتية ونزوح قسري غير مسبوق.
3 عمليات نوعية للمقاومة
لم تترك فصائل المقاومة الفلسطينية العدوان دون رد منذ أن بدأ؛ إذ أعلنت كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس أنها قصفت بقذائف الهاون تجمعاً لجنود الاحتلال وآلياته في منطقة قيزان النجار جنوب خان يونس، واستهدفت «كيبوتس نيريم» والعين الثالثة بمنظومة «رجوم» الصاروخية.
من جهتها، أفادت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي باستهداف قوة خاصة صهيونية في خان يونس بصواريخ «فاغوت» و»مالوتكا»، مؤكدة تحقيق إصابات مباشرة.
ألوية الناصر صلاح الدين، بالاشتراك مع كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، استهدفت موقع «ناحال عوز» العسكري بصاروخين من نوع (107)، في تأكيد على استمرار المقاومة رغم عدوان الإبادة الشامل.
اقتحام قاعدة بريطانية تساعد الاحتلال
فجر أمس الجمعة لم يكن هادئاً في بريطانيا أيضاً، فقد تمكّن نشطاء مناهضون للاحتلال من اختراق قاعدة «بريز نورتون» الجوية التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، ورش طائرتين عسكريتين بالطلاء الأحمر.
وتبنت مجموعة (Palestine Action) العملية، وقالت إنها احتجاج رمزي على دعم بريطانيا للعدوان على غزة وتزويدها الطائرات الأمريكية والصهيونية بالوقود.
نشرت المجموعة تسجيلاً مصوّراً يظهر أحد النشطاء يتنقل بسكوتر داخل القاعدة ويرش الطلاء داخل محرك نفاث لطائرة (Airbus Voyager). وزارة الدفاع البريطانية أدانت العملية، وفتحت تحقيقاً عاجلاً، واعتبرها وزير الأمن القومي الأسبق «خرقاً مقلقاً للغاية للأمن القومي».
الضفة تحت النار
في الضفة الغربية المحتلة أيضاً، يواصل الكيان الغاصب عدوانه المتصاعد على محافظة جنين، حيث دخل اليوم شهره السادس من الاقتحامات المستمرة، ويومه الـ151 على التوالي.
واجتاحت قوات الاحتلال بلدة قباطية جنوب جنين، وسلمت إخطارات بهدم منازل ثلاثة شهداء، وفرضت حظر تجول كاملاً.
كما طالت الاقتحامات بلدات عنزة وعرابة ويعبد وجبع وبير الباشا، وشهدت اعتقال عشرات الفلسطينيين، بينهم الناشط السياسي ثامر سباعنة ونجله. وفي بلدة طولكرم، تواصل قوات الاحتلال تنفيذ عمليات هدم واسعة، حيث دمّرت عشرات المباني والمحال، ضمن خطة ممنهجة تستهدف مخيمي طولكرم ونور شمس.
المعطيات تشير إلى أن الاحتلال يخطط لهدم 106 مبانٍ، تضم أكثر من 250 وحدة سكنية، ويمنع الأهالي من العودة إلى منازلهم أو حتى الاقتراب منها.
المصدر لا ميديا