لا ميديا -
واصل الريال الدنبوعي، أمس، انهياره أمام العملات الأجنبية في مدينة عدن المحتلة، مسجلا رقما قياسيا جديدا تجاوز 2630 ريالًا للدولار الواحد، في ظل ما تشهده المدينة من أزمات خانقة وانعدام للخدمات وتدهور كبير في الحالة المعيشية للمواطنين.
وقالت مصادر مصرفية إن سعر صرف الدولار الأمريكي، في تداولات أسواق الصرف بمدينة عدن، بلغ أمس 2636 ريالًا للشراء، بزيادة نحو عشرين ريالا عن تعاملات يوم أمس الأول.
وأشارت المصادر إلى أن سعر بيع الريال السعودي سجل 693 ريالًا، في ظل صمت رئاسي وحكومة الفنادق في التعامل مع حالة الانهيار المتواصلة في أسعار الصرف والتي شهدت منذ مطلع مزيدًا من التراجع أمام العملات الأجنبية.
وأشعل التهاوي الذي شهدته العملة الدنبوعية خلال اليومين الأخيرين موجة الاحتجاجات الشعبية الغاضبة لسكان مدينة عدن المحتلة، والذين يواصلون تظاهراتهم والخروج إلى الشوارع للتنديد بتردي الأوضاع الاقتصادية وانعدام الخدمات وبالارتفاع غير المسبوق في أسعار المواد الغذائية والأساسية.
واحتشدت مئات النساء في تظاهرة غاضبة بمديرية المعلا طالبت بتحسين الوضع المعيشي وتوفير الخدمات الأساسية، وسط هتافات غاضبة نددت بتجاهل حكومة الفنادق لمعاناة المواطنين وتدهور الوضع الاقتصادي.
ورفعت المحتجات شعارات تحذّر من “مجاعة وشيكة” في حال استمرار تدهور سعر صرف العملة، وتفاقم الأوضاع الخدمية في المدينة.
وأشارت المشاركات في التظاهرة إلى أن الغلاء الفاحش جعل من تأمين الاحتياجات اليومية أمرًا بالغ الصعوبة لدى معظم الأسر في مدينة عدن المحتلة.

كما شهدت مدينة عدن المحتلة، أمس، حالة استنفار غير مسبوقة لفصائل الاحتلال الإماراتي، قبيل انطلاق "مليونية العدالة" في ساحة العروض وسط المدينة، والمقررة اليوم الاثنين.
وتوافدت إلى عدن، أمس، قبائل أبين وعدد من المحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى أسر وأهالي المختطفين والمخفيين قسراً في سجون انتقالي الإمارات، للمشاركة في التظاهرة في ساحة العروض بمنطقة خور مكسر، استجابة لدعوة قبيلة الجعادنة المطالبة بالكشف عن مصير ابنها المختطف علي عشال الجعدني، الذي لا يزال مصيره مجهولاً منذ اختطافه في منتصف حزيران/ يونيو 2024.
وفي محاولة لمنع التظاهرة، أغلقت فصائل انتقالي الإمارات، منذ أمس الأول، الشوارع الرئيسية والفرعية المؤدية إلى ساحة العروض، ونفذت انتشاراً كثيفاً لعناصرها ولمختلف الآليات العسكرية في معظم شوارع المدينة.
وكانت قبيلة الجعادنة بمحافظة أبين دعت، في بيان، الأسبوع الماضي، القبائل الجنوبية إلى المشاركة الفاعلة في التظاهرة التي وصفتها بـ"التاريخية" لإيصال صوت العدالة المطالبة بالكشف عن مصير المختطف "عشال" المخفي قسراً في سجون انتقالي الإمارات، بعد الاعترافات التي أدلى بها المرتزق مطهر الشعيبي، المعين مديراً لأمن عدن، ووجه فيها أصابع الاتهام للمرتزق يسران المقطري، قائد ما يسمى "مكافحة الإرهاب" التابعة لمرتزقة الانتقالي بالوقوف خلف الحادثة.
وفي السياق، تتأهب قبائل يافع، خلال اليومين المقبلين، للوصول إلى عدن على رأس المئات من المسلحين، وذلك للوقوف على حادثة مقتل الشيخ أنس الجردمي اليافعي تحت التعذيب داخل سجون فصائل حزام الإمارات، التي يقودها المرتزق جلال الربيعي، الأسبوع الماضي.
ويأتي احتشاد قبائل يافع في عدن احتجاجاً على مقتل "الجردمي"، رئيس ما يسمى "مجلس اتحاد الجنوب العربي"، تحت التعذيب في سجون الاحتلال الإماراتي بقطع "عضوه الذكري"، عقب اختطافه مطلع نيسان/ أبريل الماضي، وإلقائه في منطقة غير مأهولة وسط عدن.
وقتل الجردمي بسبب انتقاداته الشديدة لانتقالي الإمارات وحكومة الفنادق، وتنديده بتردي الأوضاع المعيشية والخدمية المنهارة في عدن وبقية المحافظات الجنوبية المحتلة.