«الوعد الصادق 3».. إيران تنقل الحرب إلى قلب الكيان الصهيوني وتتوعد بتوسيع المعركة
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

تقرير/ عادل بشر / لا ميديا -
تتسارع تطورات المشهد في الأراضي المحتلة مع تعرض الكيان الصهيوني لهجوم غير مسبوق من إيران، وإطلاق طهران تهديدات بتوسيع دائرة الرد على العدوان «الإسرائيلي» على إيران، الذي أسفر عن استشهاد عدد من كبار قادة القوات المسلحة وعلماء نوويين بارزين ومواطنين.
وبعد 18 ساعة على بدء الهجوم «الإسرائيلي» على الأراضي والمنشآت الإيرانية في الساعات الأولى لفجر أمس الأول الجمعة، أعلن الحرس الثوري الإسلامي في إيران عملية «الوعد الصادق 3» مساء الجمعة، ضد الكيان الصهيوني، وأطلق نحو 300 صاروخ على دفعات، باعتراف الإعلام العبري، وأصابت أكثر من 150 هدفاً، من بينها قواعد جوية «إسرائيلية» تضم مقاتلات من طراز «إف 35» و»إف 16» و»إف 15».
مشهد لم يألفه المستوطنون في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عقود، وليلة وُصفت في الداخل «الإسرائيلي» بأنها «الأسوأ منذ قيام الكيان»، أطلق الحرس الثوري الإيراني موجات متتالية من الصواريخ والمسيّرات، اخترقت منظومات الدفاع الصهيونية والأمريكية، وخلّفت أضراراً كبيرة في قلب الكيان الغاصب وقواعده ومنشآته الإستراتيجية.
وأعلنت وكالة «فارس» الإيرانية، أمس، نقلاً عن مصدر عسكري إيراني، أنّ الحرب مع العدو «ستتوسع خلال الأيام المقبلة».
وأوضح المصدر أنّ الحرب «ستشمل جميع المناطق المحتلة وقواعد الولايات المتحدة في المنطقة»، مشيراً إلى أنّ «المعتدين سيكونون هدفاً لردّ إيراني حاسم وواسع النطاق».
من جهتها ذكرت وكالة «مهر» الإيرانية أن طهران أبلغت واشنطن وباريس ولندن بتوسيع الهجمات على «إسرائيل».
كما نقلت وسائل إعلام مختلفة تصريحات نسبتها لمسؤول إيراني أفاد فيها بأن «الهجمات ضد الكيان الصهيوني ستتواصل بوتيرة متصاعدة كرد مشروع على العدوان الإسرائيلي على إيران»، مشيراً إلى أنّ «إيران ستستهدف القواعد الإقليمية لأي دولة تقدّم دعماً لإسرائيل».
وأضاف أنّ «أي دولة تحاول الدفاع عن النظام الصهيوني ضد عمليات إيران، ستُعدّ بدورها هدفاً، وستُدرج قواعدها ومواقعها الإقليمية ضمن بنك الأهداف الإيراني».
الإعلان عن العملية
مع انطلاق الموجة الأولى من الصواريخ الإيرانية، نحو الأراضي المحتلة، أطل قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، في كلمة متلفزة، أعلن فيها أن «الشعب الإيراني لن يسكت عن دماء شهدائه، ولن يغضّ الطرف عن انتهاك سماء بلاده».
وتوعّد خامنئي الاحتلال بأنه لن «يفلت سالماً من الجريمة الكبرى التي ارتكبها».
من جانبه، أعلن الحرس الثوري، في بيان، بدء «رده الساحق، والدقيق، على عشرات الأهداف، والمراكز العسكرية، والقواعد الجوية، للنظام الصهيوني الغاصب، في الأراضي المحتلة».
الأماكن المستهدفة
الهجمات الصاروخية من إيران، استهدفت مساحة واسعة من الأراضي المحتلة، إلا أنها تركّزت في «تل أبيب».
ودوت صفارات الإنذار في مئات المواقع والمغتصبات، من القدس و»تل أبيب» إلى مستوطنات الضفة الغربية، وسط حالة استنفار كاملة في «إسرائيل»، ودعوات متكررة للمستوطنين بدخول الملاجئ وعدم نشر تفاصيل المواقع المستهدفة.
وأعلنت إيران استهداف مقر وزارة «الأمن» في كيان الاحتلال (الكرياه)، مرتين خلال هجماتها مساء الجمعة، كما استهدفت قواعد جوية، أبرزها «رامات دافيد» في الشمال، و«نيفاتيم» جنوباً، إضافةً إلى المراكز الصناعية العسكرية، التي قالت طهران إن «جيش النظام الصهيوني استخدمها لإنتاج الصواريخ، وغيرها من المعدات، والأسلحة العسكرية، لارتكاب الجرائم ضد الشعوب المقاومة في المنطقة».
وقال المتحدّث باسم الجيش الإيراني العميد أبو الفضل شكارجي، أمس، إنّ كيان الاحتلال لم يتمكّن من ردع صواريخ إيران عن إصابة أهدافها على الرغم من الدعم اللوجستي الذي يتلقاه من حلفائه.
وتوعد بأن «الهجوم المقبل سيشمل إطلاق ألفيْ صاروخ دفعة واحدة، أي 20 ضعف الهجمات الحالية».
وأكد شكارجي أن الجيش الإيراني استخدم في الهجمات صواريخ دقيقة ذكية ومنظومات هجومية متطورة.
من جانبها ذكرت وكالة «تاس» الروسية أن الضربات الإيرانية أصابت أكثر من 150 هدفاً، من بينها قواعد جوية إسرائيلية تضم مقاتلات من طراز «إف 35» و«إف 16» و«إف 15».
نيران كثيفة ودمار غير مسبوق
منصات الأخبار والقنوات في كيان الاحتلال، تحدّثت عما لا يقل عن 200 صاروخ، وعشرات الطائرات المسيرة أُطلقت من إيران نحو «إسرائيل»، في الضربات المتعاقبة خلال الفترة من مساء الجمعة إلى صباح السبت.
كما تحدّثت وسائل إعلام عبرية عن «دمار غير مسبوق في تل أبيب»، وأظهرت صور، نشرها المستوطنون، ووكالات أنباء دولية، دماراً واسعاً في المناطق التي أصابتها صواريخ الجمهورية الإسلامية.
وقالت القناة 13 إن «دمارا غير مسبوق» لحق بمنطقة تل أبيب الكبرى، حيث دُمرت عشرات المباني وأُصيب عدد كبير من المركبات، بينما أشارت صحيفة هآرتس إلى أن 9 مبانٍ دُمرت بالكامل في رمات غان، فيما أُجلي 300 شخص من منازلهم، إضافة إلى تضرر برج سكني مكون من 32 طابقا في «تل أبيب».
وأعلن الإسعاف «الإسرائيلي»، صباح أمس، مقتل 4 «إسرائيليين» وإصابة 172 آخرين.
وقال قائد شرطة لواء «تل أبيب» إن «ما جرى هو حدث كبير استهدف عددا واسعا من المواقع»، مؤكدا أن «قوات الإنقاذ لاتزال تعمل على إخراج محتجزين داخل ملاجئ مغلقة».
وأضاف أن «الصواريخ كانت من أنواع متعددة، وبعضها دمّر طوابق كاملة في مبان».
فيما قال رئيس بلدية مستوطنة «ريشون لتسيون» جنوب «تل أبيب»: «رأيت كل شيء لكنني لم أر دماراً وخراباً بهذا الشكل»، واصفاً المشاهد بـ«قاسية للغاية».
إلى ذلك قال السفير الأمريكي لدى كيان الاحتلال مايك هاكابي إن «الليلة كانت قاسية بسبب كثافة القصف الإيراني».
وأضاف هاكابي أنه اضطر للذهاب إلى الملاجئ 5 مرات خلال الليل.
وعكست المشاهد الجوية التي بثتها وسائل إعلام مختلفة من مدينة ريشون لتسيون -عيون قارة، حجم الدمار الهائل الذي طال المنطقة، وأعادت للأذهان صور الخراب في غزة وجنوب لبنان. غير أن ما يلفت الانتباه هذه المرة أن الدمار حلّ في عمق الكيان المحتل، وتحديدًا في ريشون لتسيون، ما يُعد تحوّلًا نوعيًّا في معادلة الاشتباك، بحسب محللين عسكريين.
وفي خضم التصعيد، ذكرت وسائل إعلام عبرية، أمس، أنّ لدى إيران ترسانة صاروخية قد يتراوح عددها بين 20 ألفاً إلى 90 ألف صاروخ، ما يزيد من حدة المخاوف من موجات جديدة من الهجمات.
إسقاط طائرات صهيونية
إلى ذلك أكدت حكومة الاحتلال استمرار العملية العسكرية ضد إيران لعدة أيام مقبلة.. وقالت إن الهجمات «الإسرائيلية» منذ منتصف ليل الخميس، استهدفت منشآت نووية وعسكرية في إيران، واغتيالات لأرفع القيادات في الجيش والحرس الثوري الإيراني وعلماء نوويين.
وأعلنت القوات المسلحة الإيرانية، أمس، استشهاد مساعد شؤون العمليات للأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد مهدي رباني ومساعد الشؤون المعلوماتي للأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد غلام رضا محرابي، في العدوان «الإسرائيلي» على إيران.
كذلك، أفاد التلفزيون الإيراني باغتيال 3 علماء نوويين، هم: علي بكايي كريمي، ومنصور عسكري، وسعيد برجي.
وأمس الأول، أعلن حرس الثورة الإسلامية استشهاد قائده العام اللواء حسين سلامي وعدد من حراسه وزملائه في العدوان الصهيوني فجر الجمعة.
كذلك، استشهد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري في العدوان الذي استهدف مقر هيئة الأركان.
واستشهد قائد مقر «خاتم الأنبياء» المركزي في الجيش الإيراني اللواء غلام علي رشيد، والعالمان النوويَّان فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانتشي.
ومع استمرار الهجمات «الإسرائيلية» تعاملت الدفاعات الجوية الإيرانية، بقوة مع الصواريخ والطائرات المسيرة، والمقاتلات الصهيونية، وخصوصاً مساء الجمعة.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن الجيش الإيراني، أن دفاعاته تمكنت من إسقاط ثلاث مقاتلات «إسرائيلية» من طراز F-35، فضلاً عن العشرات من الطائرات المسيّرة، المسلحة، والتجسسية.
وأشارت إلى أن الجيش الإيراني استهدف، أمس، مقاتلة «إف 35» معادية غربي البلاد، وأن الطيار قفز بمظلته، ليعلن التلفزيون الإيراني بعد ذلك أن القوات البرية اعتقلت الطيار «الإسرائيلي» الذي قفز من مقاتلة «إف 35» بعد استهدافها.
وأمس الأول الجمعة، قالت وسائل إعلام إيرانية إن «قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش أصابت ودمرت بنجاح طائرتين مقاتلتين إسرائيليتين من طراز (إف 35)، وعددا كبيرا من الطائرات المسيّرة».
توقيف الملاحة
في غضون ذلك وعلى مستوى البنية التحتية الصهيونية، نجحت طهران في توقيف الملاحة الجوية إلى كيان الاحتلال بشكل كامل.
وذكرت صحيفة «معاريف» أن جميع الطائرات المدنية التابعة لشركات الملاحة «الإسرائيلية» تم نقلها إلى قبرص واليونان والولايات المتحدة خشية استهدافها.. مؤكدة أن المجال الجوي سيستمر في الإغلاق لأيام مقبلة.
الصين: ندعم إيران في الدفاع عن حقوقها المشروعة
أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي استعداد بلاده للدفاع عن حقوق طهران المشروعة، رافضاً «انتهاك إسرائيل للقانون الدولي» من خلال مهاجمتها إيران.
وأبلغ وانغ يي، نظيره الإيراني عباس عراقجي، في اتصال هاتفي أجراه معه أمس بأن الصين ستدعم طهران «في الدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة وضمان سلامة شعبها»، مشيراً إلى أن أفعال إسرائيل «تنتهك بشدة... المعايير الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية»، واعتبر أن الهجمات على منشآت طهران النووية «شكّلت سابقة خطرة تداعياتها قد تكون كارثية».
باكستان: نقف إلى جانب إيران بكل الوسائل الممكنة
أعلن وزير الدفاع الباكستاني، خواجه آصف، أمس، أن باكستان ستقف إلى جانب إيران في مواجهة التحديات.
وقال خواجه آصف، خلال اجتماع مجلس النواب في بلاده: «إيران هي جارة لنا وقد كانت لدينا علاقات جيدة معها لقرون. وفي ظل هذه الأزمة، سنقف إلى جانب إيران بكل الوسائل الممكنة وسنحمي مصالحها».
وأكد أن «الإيرانيين هم إخوتنا، وأن آلامهم وآلامنا هي آلام مشتركة». كما أشار إلى أن إسرائيل تستهدف كلا من اليمن وإيران وفلسطين، مشدداً على ضرورة اتحاد العالم الإسلامي ومحذّرا من أنه «إذا لم يتّحد العالم الإسلامي اليوم وظللنا صامتين، فإن الدور سيأتي على الجميع».
إلغاء جولة المحادثات بين طهران وواشنطن
أعلن وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، أمس، إلغاء الجولة القادمة من المفاوضات النووية الأمريكية الإيرانية، التي كان من المقرر عقدها في عُمان، اليوم الأحد.
وكتب بدر البوسعيدي عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، تويتر سابقا: «لن تُعقد المحادثات الإيرانية -الأمريكية المقرر عقدها في مسقط، الأحد المقبل. لكن تبقى الدبلوماسية والحوار السبيل الوحيد للسلام الدائم».
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا