تقرير / لا ميديا -
أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة، أمس الثلاثاء، فشل مشروع العدو الصهيوني لتوزيع المساعدات في ما تسمى «المناطق العازلة»، مؤكداً أن المشروع الذي يهدف العدو منه الى تشريع الإبادة تحت مظلة «العمل الإنساني» انهار منذ ساعاته الأولى، وتحوّل إلى مسرح فوضى دامٍ وانتهاك صريح لكل الأعراف والقوانين الدولية، وسط تقارير ميدانية وإعلامية  توثق فصول الفشل والدمار.
وأطلقت قوات العدو الصهيوني رصاصها على حشود من المدنيين الفلسطينيين الذين اندفعوا تحت وطأة الجوع القاتل نحو مراكز توزيع المساعدات في منطقتي «تل السلطان» ومحور «موراغ» بمدينة رفح، في محاولة للحصول على ما يسد الرمق بعد حصار قاتل لأكثر من 90 يومًا، حُرم فيه سكان القطاع من الغذاء والدواء والماء والكهرباء. فقدان السيطرة الأمنية، واندفاع الجوعى، وقيام الطائرات العسكرية الصهيونية بإطلاق النار من الجو على الجوعى، حوّل مشهد توزيع الإغاثة إلى مجزرة إنسانية، في يومٍ يُضاف إلى السجل الدموي للاحتلال.
واعتبر البيان الرسمي الصادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن إقامة ما تسمى بـ»مناطق عازلة» لتوزيع المساعدات، لا تعكس بأي شكل نية حقيقية للتعامل مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة، بل تمثل «هندسة سياسية ممنهجة» لإدامة التجويع وتعميق التفكك الاجتماعي، وفرض مسارات إنسانية مُسيّسة تخدم المشروع العسكري الأمني للاحتلال.

الأمم المتحدة: المناطق العازلة تشتيت عن المجاعة
من جانبه، جدد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة رفضه لما يُسمى بـ»الآلية الأميركية -الإسرائيلية»، معتبراً أنها مجرد تشتيت للأنظار عن الحاجة الحقيقية، وهي فتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الكافية.
وقال المتحدث ينس لايركه إن «ما يُسمح بدخوله لا يلبّي الحد الأدنى من الاحتياجات». وقد تزامن ذلك مع استقالة مدير مؤسسة «إغاثة غزة» (GHF) المدعومة أميركياً، جاك وود، احتجاجًا على فشل المؤسسة في الالتزام بمبادئ العمل الإنساني، لاسيما الحياد والنزاهة والاستقلالية، وهو ما يؤكد أن ما يسميه العدو الصهيوني والأمريكي بالمشروع الإغاثي ليس إلا واجهة لاستمرار الإبادة.

90 شهيدا في يوم
بدورها الإبادة الجماعية المباشرة بالنار متواصلة في قطاع غزة وتجاوزت حدود الفظاعة، حيث بلغ عدد الشهداء منذ بداية عدوان الإبادة في 7 أكتوبر 2023 حتى اليوم، 53,977 شهيدًا، بالإضافة إلى 122,966 مصابًا، وأكثر من 10 آلاف تحت الأنقاض بحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية.
ومع دخول اليوم الـ71 من استئناف العدوان الصهيوني، شهد قطاع غزة قصفا عنيفا أسفر عن استشهاد أكثر من 90 فلسطينيا، بينهم نساء وأطفال، إلى جانب عشرات الإصابات خلال 24 ساعة فقط.

المقاومة تعلن عن عمليات والعدو يعترف بالخسائر
في الميدان، تستمر المقاومة الفلسطينية في صدّ الاجتياحات المتكررة لقوات العدو، معلنةً تنفيذ عمليات نوعية أبرزها تفجير آلية عسكرية بعبوة شديدة الانفجار شمال عبسان الجديدة، وتفجير منزل تتحصن فيه قوة كبيرة في حي الشجاعية.
وفي بيت لاهيا شمالي القطاع، أفادت وسائل إعلام بإصابة جنديين بجراح حرجة إثر اشتباكات مع المقاومين. سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، أكدت أن المعركة لم تنتهِ، وأن المفاجآت لاتزال في جعبتها.

حماس: وافقنا على مقترح ويتكوف
على المستوى السياسي، أعلن باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عن موافقة الحركة على مقترح ستيفن ويتكوف، المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، والذي يتضمن وقفًا شاملًا لإطلاق النار وانسحابًا كاملاً للقوات الصهيونية من قطاع غزة. وأشار إلى أن الكرة الآن في ملعب العدو الصهيوني.
وفي الدوحة، توصلت حماس والمبعوث الأميركي إلى تفاهم أولي، فيما أكدت مصادر أن الوسطاء يكثفون اتصالاتهم لتقريب وجهات النظر، سعياً لتوقيع اتفاق وقف دائم لإطلاق النار.

أقبية العذاب
في الجانب الآخر من المأساة في غزة، تبرز فصول مظلمة يعيشها المختطفون في سجون العدو الصهيوني. هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني كشفا، في تقرير مشترك، عن شهادات مروعة لأسرى تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي في معسكري «سديه تيمان» و»عوفر».
أحد المعتقلين، قال: «جُرّدت من ملابسي وصُوّرت عبر الهاتف قبل التحقيق. لم أُبدّل ملابسي منذ شهرين». وآخر أكد أنه «ظل معصوب العينين ومقيدًا لمدة 41 يومًا»، فيما أُجبر معتقلون على الاستحمام بماء بارد في عز الشتاء، واحتُجزوا في بركسات لا تحتوي على أدنى مقومات الحياة.
وبلغ عدد الشهداء من أسرى غزة في سجون الاحتلال منذ بدء عدوان الإبادة 44 شهيدًا على الأقل.

بوريل: نتنياهو وقح
في تطور لافت يعكس تصاعد الغضب الدولي من جرائم العدو الصهيوني في غزة، وجّه جوزيب بوريل، الممثل الأعلى السابق للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، توبيخًا لاذعًا لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، واصفًا اتهام الأخير لمنتقدي «إسرائيل» في الغرب بـ»معاداة السامية» بأنه «أمر حقير».

كولومبيا تعين أول سفير لها في فلسطين
من جهتها أعلنت كولومبيا، أمس، تعيين أول سفير لها لدى دولة فلسطين.
وذكرت وزارة الخارجية الكولومبية، وفقا لراديو فرنسا الدولي، أنها عينت خورخي إيفان أوسبينا الرئيس السابق لبلدية مدينة (كالي) والمقرب من الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، كأول سفير لـ(بوجوتا) في فلسطين.
بدورهم أطلق 300 كاتب وكاتبة فرنسيين صرخة مدوية عبر صحيفة «ليبراسيون»، مطالبين بتوصيف ما يحدث في غزة بوضوح: «إبادة جماعية»، مشددين على أن الصمت لم يعد حيادًا، بل تواطؤ في الجريمة. وفي السياق ذاته، وجّه 800 محامٍ بريطاني -بينهم قاضيان سابقان في المحكمة العليا- رسالة نشرتها «الغارديان»، دعوا فيها إلى فرض عقوبات فورية على قادة صهاينة متهمين بارتكاب جرائم حرب.

شهيدان في الضفة
في الضفة الغربية، لا تقل المأساة حدّة. حيث استشهد الشاب محمود الخراز في نابلس برصاصة في الرقبة، وشُيّع جثمان الشهيد محمد جلايطة في أريحا، بينما أصيب 9 في نابلس برصاص قوات العدو الصهيوني. واستمرت جرائم الاحتلال الصهيوني من مداهمات وتدمير للممتلكات والمنشآت الفلسطينية، كان آخرها حملة صهيونية للاعتداء على محالّ الصرافة في مناطق متفرقة في الضفة.