تقرير / لا ميديا -
تحاول الخونجية توكل كرمان أن تستثمر في متاجرة جديدة وجدتها في «ثورة النسوان» بمدينة عدن المحتلة، فيأتيها الرد صاعقاً من قبل الثائرات أنفسهن: لا علاقة لنا بك ولم نخولك الحديث باسمنا، ولن نسمح لك بذلك أصلاً. كانت النوبلية الأردوغانية تعتقد أن فهلوتها ستنطلي على نساء عدن بحيث تتصدر ثورتهن من إسطنبول وتوظف نضالهن في أجنداتها السياسية ومتاجراتها المشبوهة، فالتقطت الثائرات حجراً من تحت أقدامهن وألقمنها إياه حتى تعرف نفسها جيداً وتعرف عمن تتحدث..  وفي سياق المشهد ذاته تستمر «ثورة نسوان عدن» بالتصعيد رغم آلة القمع التي يقابَلن بها من قبل فصائل الاحتلال لمنع التظاهر في ساحة العروض، مؤكدات أن كل زقاق وشارع من مدينة عدن هو ساحة لثورتهن في وجه الاحتلال ومرتزقته، مثلما أن التظاهرات هي لسان حال مواطني عدن نساء ورجالاً.

شهدت مدينة عدن المحتلة، أمس، عصياناً مدنياً واحتجاجات في عدد من الأحياء والشوارع، شملت محلات تجارية وبعض المؤسّسات، احتجاجاً على انهيار الخدمات ومحاولات سلطات الارتزاق قمع «ثورة النسوان» المستمرة منذ ما يقارب ثلاثة أسابيع.
يأتي ذلك إثر قيام فصائل ما يسمى المجلس الانتقالي، الموالي للاحتلال الإماراتي، بمنع نساء عدن من إقامة فعالياتهنّ وأنشطتهن الاحتجاجية، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية الذي أثّر على حياة المواطنين في المدينة المحتلة، وما صاحب ذلك من توقف الرواتب وانهيار مستمر للعملة وارتفاع أسعار المواد الأساسية، فضلاً عن تردي الخدمات وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة وانقطاع شبه تام للمياه عن عدد من المناطق والأحياء.
وشهدت الساعات الأولى من صباح أمس، وقبل سريان العصيان، تظاهرة للمئات من الشبان الغاضبين خرجوا على نحوٍ مفاجئ مع صلاة الفجر، في عدد من أحياء مديرية المنصورة وغيرها من المديريات، وقاموا بقطع الطرقات وإحراق الإطارات التالفة، وهي المرة الأولى منذ سنوات التي يخرج فيها شباب غاضبون مع صلاة الفجر للتعبير عن غضبهم في الشوارع.
وأكدت التظاهرات التي اشتعلت بها شوارع مديرية المنصورة في الساعات الأولى من صباح أمس أن الصمت لم يعد خياراً أمام انقطاع الكهرباء وانهيار الخدمات الأساسية، وأن الهبة الشعبية جاءت رداً على القمع الممنهج، بعد أن أقدمت فصائل انتقالي الإمارات على قمع المظاهرات السلمية، واعتقال المواطنين، ولم يسلم حتى النساء من الاعتداء في الساحات.
وأكد المحتجون استمرار تصعيدهم، داعين الجميع إلى الخروج إلى الشارع، وكسر حاجز الصمت، والالتحام في معركة الصمود والعيش الكريم.
وفي صعيد العصيان المدني، أكدت نساء عدن أن هذا العصيان هو أحد خيارات «ثورة النسوان» للتصعيد في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية والخدمات الأساسية، ورداً على محاولة منع النساء من التظاهر وتعرضهنّ للقمع من فصائل الاحتلال.
وأوضحت المتظاهرات أن حكومة الفنادق وسلطات الارتزاق إذا كانوا يعتقدون أنهم سيستطيعون منعهن من الخروج للتظاهر والتعبير عن رفضهن لتردي الأوضاع وانهيار الخدمات الأساسية وانهيار العملة الوطنية، فهم واهمون؛ لأن كل الخيارات أمام «ثورة النسوان» متاحة لإيصال صوتهنّ والتعبير عن رفضهنّ لكل هذه الممارسات، وأن الاحتجاجات قد تشمل أشكالاً متعددة سلمية وتمتد إلى مناطق أوسع».
وفي تطور لافت اتهمت نساء مدينة عدن الإخوانية توكل كرمان بمحاولة استغلال ثورتهن في أجندات سياسية لا تمثلهن ولا تعبّر عن تطلعاتهن، مؤكدات أن نضالهن حرّ مستقل ومبني على إرادتهن ومواقفهن الواقعية، وليس على خطابات إعلامية تروّج لأدوار وهمية لا تعكس صوت الشارع الحقيقي.
وقال بيان لـ«ثورة نسوان عدن» على «فيسبوك»: «تابعنا باستغراب ما صدر عن توكل كرمان والمنشور في صفحتها، والذي زعمت فيه أن مجلس شباب الثورة السلمية يدعم مطالب نساء عدن وتعز، وأنها تتحدث باسمنا كنساء ثائرات».
وأضاف البيان: «نحن، نساء الثورة في عدن، نؤكد وبشكل قاطع ألا علاقة لنا بتوكل كرمان، لا من قريب ولا من بعيد، ولم نخولها أو نسمح لها بالتحدث باسمنا أو إصدار أي بيانات تمثلنا. إننا نرفض محاولات توظيف نضال نساء عدن واستخدامه في أجندات سياسية لا تمثلنا ولا تعبّر عن تطلعاتنا».
وأكد أن «نضال نساء عدن نابع من معاناة هذه المدينة وأهلها، وهو نضال حرّ، مستقل، ومبني على إرادتنا ومواقفنا الواقعية، وليس على خطابات إعلامية تروّج لأدوار وهمية لا تعكس صوت الشارع الحقيقي».
وختم بيان نساء عدن بالقول: «نطالب جميع الجهات بعدم الزجّ باسم نساء عدن أو قضاياهن في بيانات لا تمثلنا، ونؤكد أن صوتنا نابع من الأرض، من معاناتنا اليومية، ومن إرادتنا المستقلة كما يمكننا التحرك قضائياً في حال حاولت تسييس الثورة لصالحها».