256 شهيدا وجريحا بينهم صحفي في غزة خلال 24 ساعة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
رغم هجوم العدو الصهيوني الشامل والمدمر على غزة بالتزامن مع الحصار القاتل، لاتزال أرض غزة تلفظ الغزاة، وترفض أن تُروّض أو تنكسر. فقد أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن تنفيذ عملية بطولية شرق بلدة القرارة في محافظة خان يونس، حيث تمكّن المقاومون من تفجير منزل كانت تتحصن فيه قوة صهيونية، ما أدى إلى انهيار المبنى فوق رؤوس الجنود، وتسجيل قتلى وجرحى في صفوفهم. كما نصبت كتائب القسام كمينًا ثانيًا بتفجير عين نفق بمجرد اقتراب جنود العدو، ثم خاض المقاومون اشتباكًا من مسافة صفر، انتهى بقتل وجرح عدد من جنود العدو.
وفي وقت متزامن، وثّقت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- مشاهد لعملية نوعية شرق حي الشجاعية، حيث فجّر المجاهدون عبوة ناسفة من مخلفات قوات الاحتلال، إلى جانب عبوة «ثاقبة»، ما أدى إلى تدمير آلية عسكرية بالكامل. وتأتي هذه العمليات لتعكس تطور أداء المقاومة، والقدرة على إدارة معركة طويلة ومعقدة، رغم النزيف الإنساني المتصاعد يومًا بعد يوم.
ساعات من نار
على صعيد الجرائم الصهيونية، تشتد مأساة المدنيين في القطاع. فقد استشهد خلال الـ24 ساعة الماضية 52 فلسطينيًا، بينما جرح 204 على الأقل، معظمهم من النساء والأطفال، في سلسلة غارات استهدفت منازل وأماكن نزوح. كما استُشهد خمسة من أفراد عائلة واحدة في دير البلح، إثر قصف خيمتهم، التي تحولت إلى كفن جماعي يحتضن أجسادهم. هذا المشهد يتكرر كل يوم في غزة، ضمن جريمة الإبادة الجماعية.
في شمال القطاع، خرجت المستشفيات عن الخدمة، بعدما أصبح الوصول إليها تحت القصف المستمر شبه مستحيل.
العدوان الصهيوني تجاوز حدود الجريمة، ليتحوّل إلى سياسة تطهير شامل وممنهج. فبحسب تقارير إعلامية، بات الاحتلال يسيطر فعليًا على 77% من مساحة قطاع غزة، من خلال الاجتياحات البرية، والتهجير القسري، والنار التي تلتهم الحي والميت. هو تكرار أبشع لنكبة 1948، لكن بوحشية عسكرية مضاعفة أشد فتكًا.
في السياق ذاته، استُشهد أمس الصحفي حسان أبو وردة، ليرتفع عدد الصحفيين الشهداء إلى 220 منذ بدء العدوان، في محاولة مكشوفة لطمس الحقيقة وكتم صوت الشهود. وفي مأساة أخرى، ارتقى مدير عمليات الدفاع المدني في رفح، أشرف أبو نار، وزوجته، إثر قصف مباشر لمنزلهما. كان الرجل رمزًا للإنقاذ في زمن الموت، لكن القذيفة لم تفرق بين إنسانيته وزوجته التي انتظرته.
حرب الجوع مستمرة
المساعدات لاتزال مختطفة عند معابر العدو الصهيوني، حيث يستمر الاحتلال في منع إدخال الوقود والطعام، رغم إنشاء أربعة مراكز توزيع في رفح ووسط القطاع. هذه النقاط، بحسب مؤسسات الإغاثة، خاوية من أبسط المواد، في وقت تشير فيه تقارير أممية إلى خطر مجاعة يهدد مئات آلاف السكان.
حماس وصفت ما يحدث بـ«جريمة التجويع الممنهجة»، واتهمت الولايات المتحدة بالتآمر مع الاحتلال من خلال تجاوز الأمم المتحدة في إدارة توزيع المساعدات، في خطوة تهدف لإضفاء شرعية على السيطرة الصهيونية على تفاصيل الحياة اليومية للفلسطينيين.
وأكدت حماس تمسّكها بدور الأمم المتحدة ومؤسساتها الإنسانية في توزيع المساعدات والإشراف عليها، معتبرة محاولة تجاوز هذا الدور وتهميشه سلوكًا خطيرًا يضع علامات استفهام على الآليات التي يحاول الاحتلال فرضها، ويمهّد لإدارة مشبوهة للعمل الإنساني تتعارض مع القانون الدولي.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدورها حذّرت من «مخطط مشبوه» تُشرف عليه شركات أمنية يقودها جنرالات صهاينة متقاعدون، هدفه تفكيك المجتمع الغزي من الداخل، وتحويل العمل الإغاثي إلى أداة تجسس وضغط.
إسبانيا: يجب الاعتراف بفلسطين
على صعيد السياسة الدولية، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أمس إن على المجتمع الدولي أن ينظر في فرض عقوبات على «إسرائيل» لوقف «الحرب» في غزة.
وأوضح ألباريس أن بلاده تسعى إلى حشد الجهود الدولية لوقف «الحرب» المستمرة على غزة، التي وصفها بأنها تهدف فقط إلى تحويل القطاع إلى «مقبرة كبيرة». وأكد الوزير على ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة ورفع الصوت لوقف ما يقوم به «الجيش الإسرائيلي»، مشددًا على أن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل يجب أن تُبنى على احترام حقوق الإنسان.
كما دعا الوزير إلى تعزيز الزخم الدولي نحو تحقيق حل الدولتين، مشيرًا إلى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يمثل الخطوة الأولى نحو إحلال السلام في الشرق الأوسط. وحثّ جميع أعضاء الأسرة الدولية على الاعتراف بفلسطين كدولة ذات سيادة كاملة، مؤكدًا أن حماية هذا الحل السياسي بات ضرورة ملحّة لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.
طلاب هارفارد: مستقبلنا الدراسي مهدد بسبب مواقفنا ضد حرب غزة
في رسالة نشرتها صحيفة واشنطن بوست، أعرب ثلاثة طلاب أجانب في جامعة هارفارد الأميركية عن قلقهم الشديد من أن مستقبلهم الدراسي والمهني بات مهددًا، وسط صراع محتدم بين إدارة الجامعة والبيت الأبيض، نتيجة «مواقفهم المناهضة للحرب في غزة». الطلاب الثلاثة، الباكستاني عبدالله شهيد سيال، والسويدي ليو جيردين، والنمساوي كارل مولدن، قالوا إنهم يخاطرون بكتابة هذه الرسالة، مستنكرين الحملة التي وصفوها بـ»الاستبدادية»، والتي تستهدف الطلاب الدوليين بسبب مواقفهم السياسية، مؤكدين أن ما حصل لزميليهم رميساء أوزتوك ومحمود خليل من اعتقال واحتجاز جاء فقط بسبب مشاركتهما في الاحتجاجات المناهضة للعدوان الصهيوني على غزة.
وشدد الطلاب على أن الحكومة الأميركية تسعى لفرض رقابة على الجامعة من خلال استهداف الأصوات المناصرة للفلسطينيين، واعتبروا أن هجوم إدارة ترامب على هارفارد يهدد حرية الأكاديميا ويحوّل الطلاب الدوليين إلى أدوات ضغط. ورغم تعليق القضاء مؤقتًا لقرار منع تسجيل الطلاب الأجانب، إلا أن الخطر مايزال قائمًا، ويهدد ربع طلاب الجامعة.
المصدر لا ميديا