الماخذي لـ «لا»:نعمل على إصدار تقرير بجرائم العدوان الأمريكي منذ منتصف آذار
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عـادل بشر / لا ميديا -
أصدرت منظمة إنسان للحقوق والحريات، أمس، بالعاصمة صنعاء تقريراً يسلط الضوء على جرائم العدوان الأمريكي البريطاني "الإسرائيلي" على اليمن خلال الفترة من كانون الثاني/ يناير 2024 وحتى كانون الثاني/ يناير 2025م.
وأوضحت نائبة رئيس منظمة إنسان، أمل الماخذي، أن التقرير الذي بعنوان (العدوان الثلاثي على اليمن في زمن الطوفان)، ركز على الجرائم التي ارتكبها العدوان الثلاثي خلال عام واحد، مع استمرار هجمات العدوان على اليمن لأكثر من 13 شهراً.
وأشارت الماخذي في تصريح لـ(لا) إلى أن التقرير اعتمد على رصد ميداني للغارات التي استهدفت مناطق مدنية، وإجراء المقابلات مع الضحايا (جرحى وناجين من الغارات) وشهود عيان، وتحليل الصور الجوية، ورصد التصريحات الرسمية.. ولفتت إلى أن التقرير استند إلى قواعد القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية منع الإبادة الجماعية ونظام روما الأساسي.
وأكدت الماخذي أن منظمة إنسان ومع استمرار العدوان الأمريكي على اليمن، تعمل ليل نهار على رصد وتوثيق الجرائم والانتهاكات منذ منتصف آذار/ مارس المنصرم، حيث ارتكبت الولايات المتحدة مجازر بشعة بحق المدنيين وتدميرا واسعا للبنية التحتية الخدمية، وستقوم المنظمة بإصدار تقرير خاص بهذه الجرائم.
وأوضحت أن العدوان المكثف على اليمن، يأتي خدمة للكيان الصهيوني، ومعاقبة للشعب اليمني على موقفه المساند لشعبنا الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية في قطاع غزة ينفذها الاحتلال الصهيوني منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023م بدعم أمريكي فاضح، بينما يعاقب اليمن لأنه استخدم حقاً قانونياً في الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني، خصوصاً بعد تجاهل المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن، للجرائم "الإسرائيلية" في غزة.
ملخص التقرير
تقرير منظمة (إنسان) وثق أكثر من 1000 غارة وقصف بحري شنتها أمريكا وبريطانيا و"إسرائيل" على مناطق مدنية في اليمن، مستخدمة أسلحة محرمة، ما أسفر عن استشهاد 116 مدنيا وإصابة 366 آخرين معظمهم من النساء والأطفال.
وأوضح التقرير أن القصف استهدف بشكل ممنهج ومتعمد المنشآت المدنية والخدمية كمطار صنعاء الدولي ومحطات الكهرباء (حزيز وذهبان) وميناء الحديدة ومنازل المواطنين.. مؤكداً أن الهجمات الجوية والبحرية ضربت أهدافاً مدنية بشكل متعمد دون أدلة على استخدامها عسكرياً، ونتج عن ذلك نزوح مئات العائلات وتفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن.
واحتوى التقرير على جداول وإحصائيات وبيانات تفصيلية للهجمات الجوية والبحرية على الأعيان المدنية في العاصمة صنعاء ومحافظات "الحديدة، صعدة، ريمة، تعز، حجة، البيضاء، ذمار" والوسائل المستخدمة في العدوان على اليمن، ومواقف وردود الفعل الدولية تجاه العدوان الصهيوني على غزة، وكذلك العدوان الثلاثي "الأمريكي البريطاني الإسرائيلي" على اليمن.
وحمل التقرير دول العدوان المسؤولية القانونية والجنائية عن هذه الأعمال العدوانية التي تمثل جرائم حرب وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني.
وطالبت منظمة إنسان للحقوق والحريات، بفتح تحقيق دولي ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وتعويض الضحايا، وإعادة إعمار البنية التحتية المدمرة، والضغط على الأمم المتحدة لفرض عقوبات على الدول المعتدية وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وأكد التقرير شرعية موقف اليمن تجاه دعم الشعب الفلسطيني في غزة ورفض الحصار، وطالب باحترام السيادة اليمنية ووقف الاعتداءات على الأراضي اليمنية.
وأوصى التقرير بتوثيق الجرائم وشهادات الضحايا وتقديمها كأدلة قانونية أمام المحاكم الدولية، كما أوصى ببناء تحالفات مع منظمات حقوقية عالمية للضغط على صناع القرار وتعزيز المناصرة الإعلامية وكسر الصمت الإعلامي حول معاناة اليمنيين، وذلك عبر حملات دولية.
وفي الفعالية أشاد مسؤول قطاع حقوق الإنسان بوزارة العدل وحقوق الإنسان علي تيسير، بجهود منظمة إنسان في إعداد التقرير الذي يكشف الحقيقة أمام الرأي العام ويفضح الإجرام الأمريكي البريطاني الصهيوني المتجذر تاريخيا.
وأوضح أن العدوان الثلاثي هو امتداد للعدوان على اليمن منذ العام 2015 ما يؤكد أن أمريكا هي المسؤول الأول عن الجرائم والانتهاكات بحق الشعب اليمني.
تضامن أجنبي
وشهدت الفعالية مداخلة تسجيلية للناشطين الأسترالي تيم أندرسون، والبريطاني ستيفن بيل، اللذين عبرا عن تضامنهما مع الشعب اليمني الذي يتعرض لهجمات قاتلة وغير مبررة، تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والإنساني وكل المواثيق والاتفاقيات الدولية.
وقال مدير مركز مكافحة الهيمنة تيم أندرسون في مداخلته إن "الأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن، فشلت في التعامل مع قضايا الشعب اليمني، من خلال عدم الاعتراف بالحكومة الثورية في اليمن -حكومة صنعاء- والاستمرار في التفويض الفعلي للحصار والحرب القذرة ضد الشعب اليمني، وكذلك فشل الأمم المتحدة في الاعتراف بصحة وعدالة العمليات اليمنية المساندة لإخوانهم في فلسطين"، لافتاً إلى أن "الأمم المتحدة تحاول تصوير العمليات في البحر الأحمر التي تستهدف إسرائيل والولايات المتحدة، بأنها هجوم على حرية الملاحة، متجاهلة ارتباط هذه العمليات بمنع الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة".
وأكد أهمية نشر تقارير الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب اليمني من خلال هجمات العدوان الثلاثي.. مشدداً على وجوب أن يعرف العالم أن الشعب اليمني يقاوم ويعاني نتيجة لموقفه العادل ووفائه بالالتزامات تجاه إخوانه الفلسطينيين، بموجب اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية في غزة.
من جهته الناشط البريطاني في حركة مناهضة الإمبريالية والحروب، وعضو منظمة أوقفوا الحرب ستيفن بيل، أكد أن تقرير منظمة إنسان حول العدوان الثلاثي على اليمن في زمن الطوفان، إلى جانب كونه يعرض الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني، فإنه يسلط الضوء على قضية هامة تتعلق بالمطالبة بالتحرك ضد الإبادة الجماعية التي تنفذها "إسرائيل" في غزة.. موضحاً أن هذا يأتي في إطار القانون الدولي وواجب الدول جميعها تجاه المجتمع الدولي.
وقال بيل إن "السلطات اليمنية في صنعاء تصرفت بما يتماشى مع الدفاع عن الاتفاقية الدولية في منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية في غزة، من خلال استخدام القوات المسلحة اليمنية لمنع تزويد الحكومة الإسرائيلية اقتصادياً وعسكرياً عبر البحر الأحمر".. مؤكداً أن صنعاء من خلال ذلك "تقوم بمسؤولياتها تجاه المجتمع الدولي ككل".
وأضاف: "الحصار على البحر الأحمر هو إجراء إنساني لحماية وجود الشعب الفلسطيني".. لافتاً إلى أن حكومتي واشنطن ولندن "لم تساعدا فقط في تنفيذ الإبادة الجماعية بغزة، بل إنهما أيضا يخرقان مسؤولياتهما تجاه المجتمع الدولي ككل".
وقال: "إن العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني هي مصدر إلهام لنا جميعا".
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا