عادل بشر / لا ميديا -
سلّطت وسائل إعلام عبرية الضوء على الفشل الأمريكي في العدوان على اليمن، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس (ترامب) أوقعت الولايات المتحدة في "ورطة ومعضلة" تشبه تلك التي وقعت فيها "إسرائيل" بعدوانها على قطاع غزة.
وأكد الإعلام العبري أن استمرار صنعاء في حظر الملاحة عن السفن الأمريكية و"الإسرائيلية" في البحر الأحمر، وكذلك مواصلة إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، رغم الحملة الجوية الأمريكية المكثفة على مدار ستة أسابيع، كل ذلك يثبت أن الولايات المتحدة فشلت "فشلاً ذريعاً" ووجدت نفسها في "مأزق استراتيجي"، خصوصاً مع تنامي القدرات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية، والتفاف الشعب اليمني بالملايين حول قيادته في صنعاء.
في هذا الإطار تناولت صحيفة "معاريف" العبرية، أمس، اعتراف مسؤولين أمريكيين بالفشل في عدوانهم على اليمن.. ونشرت الصحيفة تقريراً بعنوان (الفشل في الانتقال إلى المرحلة الثانية.. الولايات المتحدة تعترف لأول مرة بالفشل ضد الحوثيين).
وأوضح التقرير، نقلاً عن شبكة سي إن إن الأمريكية، أن الولايات المتحدة كانت تأمل في تحقيق التفوق الجوي فوق اليمن خلال 30 يوما، إلا أن نجاح القوات اليمنية في إسقاط ما لا يقل عن سبع طائرات مسيرة أميركية تقدر قيمتها بملايين الدولارات، مما يجعل من الصعب على واشنطن الانتقال إلى "المرحلة الثانية" من العملية.
والمرحلة الثانية التي كانت الولايات المتحدة تخطط للبدء بها بعد مرور شهر من العدوان على اليمن، تتمثل، وفقاً لتقرير CNN بالتركيز على زيادة الاستخبارات والاستطلاع ومراقبة كبار القادة "الحوثيين" بهدف تحديد مواقعهم والقضاء عليهم، ولن يتم هذا إلا عبر طائرات MQ9 Reaper التي أصبحت صيداً سهلاً للدفاعات الجوية اليمنية.
وقالت صحيفة "معاريف" إن تقييم الاستخبارات للحملة المكثفة التي أمر بها ترامب ضد اليمن، يؤكد أنه "بعد ما يقرب من ستة أسابيع من القصف الأميركي، فإن قدرة الحوثيين ونواياهم على مواصلة إطلاق الصواريخ على السفن الأميركية في البحر الأحمر وباتجاه إسرائيل لم تتغير تقريبا".

تحطيم صورة الردع الأمريكي
في السياق أكد موقع news-israel العبري، أن أمريكا "فشلت فشلاً ذريعاً في حملتها العسكرية ضد اليمن"، وأن "استمرار الحوثيين بتصعيد إطلاق النار على إسرائيل هو دليل واضح على ذلك الفشل ويشوه صورة الردع الأمريكي في المنطقة".
ونشر الموقع تقريراً جاء فيه: "لا تتأثروا كثيراً بقطرات التقارير الجزئية، عندما يتعلق الأمر بالتفجيرات الأمريكية في اليمن، فحتى الآن، عانى الجيش الأمريكي العظيم من فشل ذريع بشكل مذهل في صراعه ضد جماعة صغيرة ولكنها عنيدة، ولا أحد قادر على هزيمتها".
وأضاف: "الفشل واضح: يواصل الحوثيون إطلاق الصواريخ الباليستية ومهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر وحتى توسيع مسرح القتال باتجاه إسرائيل، وعلى الرغم من التفوق التكنولوجي للجيش الأمريكي، أظهر الحوثيون مراراً وتكراراً قدرتهم على استعادة البنية التحتية وإعادة تأهيلها والحفاظ على قوتهم الرادعة".
وأرجع الموقع أسباب الفشل الأمريكي إلى عدة أسباب، أولها أن القوات المسلحة اليمنية "قوة غير تقليدية" تستخدم أساليب حرب العصابات، وليس لديها قواعد تقليدية يسهل تدميرها، إضافة إلى سوء فهم الولايات المتحدة لعقلية الحوثيين" حد وصفه.
وأضاف: "الأمريكيون لا يفهمون عمق الالتزام الديني الأيديولوجي لمنظمات مثل الحوثيين.. إنهم عدو مستعد للقتال لعقود، بغض النظر عن التكلفة الاقتصادية أو البشرية".
وخلص الموقع إلى القول بأن "الصمود والمقاومة التي يتمتع بها اليمنيون تحطم صورة الردع الأمريكي في الشرق الأوسط".

التصعيد أم الاستسلام؟
صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، هي الأخرى نشرت تقريراً بعنوان (التصعيد أم الاستسلام؟ الولايات المتحدة تواجه معضلةً بشأن الحوثيين في اليمن).
وأفاد التقرير بأن "الساحة اليمنية حاليًا هي الأكثر نشاطًا بين جميع الجبهات التي فُتحت في أعقاب 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023م".
وقال: "الحوثيون وحدهم، الذين اعتُبروا في السابق مجرد عرض ثانوي لا يُذكر، مازالوا منخرطين في المعركة بكامل قواهم، وبقدرات عالية، وعازمين على مواصلة القتال". مشيراً إلى أن قوات صنعاء هي القوة الوحيدة التي وجهت هجماتها "ليس ضد إسرائيل فقط، بل أيضًا ضد أهداف غربية"، في إشارة إلى السفن الحربية والتجارية الأمريكية والبريطانية، التي تشن عدواناً ظالماً على اليمن لوقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني ضد حرب الإبادة في قطاع غزة.
وأكدت الصحيفة العبرية نجاح صنعاء في حظر الملاحة الأمريكية و "الإسرائيلية" في البحر الأحمر، موضحة أنه "مرّ عام منذ عبور سفينة تحمل العلم الأمريكي قناة السويس قادمة من البحر الأحمر".
وأفادت بأن أمريكا تواجه معضلة في اليمن مماثلة لتلك التي واجهتها "إسرائيل" في مواجهة حماس داخل غزة.