عادل بشر / لا ميديا -
مع دخول العدوان الأمريكي على اليمن في عهد الرئيس ترامب، شهره الثاني، تزايدت حدة الانتقادات في الولايات المتحدة لسياسة التكتم الشديد التي تتبعها واشنطن حول حملة القصف المكثف التي أمر بها ترامب والمستمرة منذ 15 آذار/ مارس الفائت، في محاولة لإيقاف العمليات العسكرية اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني.
في هذا الإطار نشر موقع «مليتاري» Military العسكري الأمريكي، تقريراً شكك فيه بشأن الدعاية الرسمية الأمريكية بتحقيق نجاحات في ضرباتها المتواصلة ضد من تصفهم بـ»الحوثيين» في اليمن.
التقرير الذي بعنوان (الجيش يرفض تقديم تفاصيل حول حملة القصف المستمرة في اليمن) جاء فيه: «بعد أكثر من شهر من الإعلان عن حملة قصف غير محددة ضد الحوثيين في اليمن، قدمت وزارة الدفاع الأميركية القليل من المعلومات»، مؤكداً أن «القيادة المشرفة على الحملة ترفض الإجابة حتى على الأسئلة الأساسية حول ما أنجزته القوات الأميركية في المنطقة أو ما إذا كانت هذه القوات تعرضت لإطلاق نار أو أصيبت بجروح».
وأوضح أن «القيادة المركزية الأميركية، التي تشرف على جميع العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، أمضت الأيام الثلاثين الماضية في نشر منشورات شبه يومية على وسائل التواصل الاجتماعي حول عملياتها ضد الحوثيين، ولكن تلك المنشورات لم تكن أكثر من مقاطع فيديو لعمليات جوية على حاملة الطائرات في المنطقة وتصريحات عامة توجت بوسم «الحوثيون إرهابيون».
وفيما أشار التقرير إلى أن «بعض السرية أو تأخير المعلومات لطالما كان جزءًا من العمليات العسكرية» إلا أنه أكد أن «التحول إلى الرفض القاطع لتقديم حتى أبسط التفاصيل حول ما يفعله أفراد الخدمة في عملية عسكرية كبرى -والتي يُرجَّح أنها لم تُنفَّذ منذ سنوات- أمرٌ غير مألوف على الإطلاق. خصوصاً وأنه يتزامن أيضًا مع غياب شبه تام للإحاطات الصحفية للمتحدث باسم البنتاغون، وتزايد عدد التقارير التي تُفيد بأن المهمة لا تُحقق أيًا من أهدافها الأوسع».

إنجازات وهمية
وأفاد موقع (ميليتاري) في تقريره بأنه طلب من القيادة المركزية الأمريكية هذا الأسبوع تقديم أي تفاصيل عن الإنجازات في المنطقة والبيانات الأساسية عن عملياتها مثل عدد المهام التي تم تنفيذها، أو ملخص للذخائر التي تم إسقاطها أو الأهداف التي تم ضربها. فكان أن رد «مسؤول» ببيان جاء فيه: «ضربت الولايات المتحدة أهدافا في الأجزاء التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، مما أدى إلى تدمير منشآت القيادة والسيطرة، ومرافق تصنيع الأسلحة، ومواقع تخزين الأسلحة المتقدمة»، كما «أكدت مقتل عدد من قادة الحوثيين».
وأضاف الموقع: «وعندما سُئل عن أسئلة متابعة بشأن الادعاءات أو ما إذا كانت القيادة القتالية ترفض الإجابة على الأسئلة، أعاد مسؤول آخر إرسال نفس البيان بعد دقائق وأضاف سطرًا: «ليس لدينا أي شيء إضافي لنقدمه في هذا الوقت».
واعتبر التقرير بأن «هذا الموقف يمثل انحرافًا ملحوظًا عن سلوك القيادة في ظل إدارة بايدن»، حيث إن «التكتم الذي يمارسه البنتاغون في عهد إدارة ترامب، تجاوز مستوى التكتم الذي كانت تمارسه الإدارة السابقة».. لافتاً إلى أنه «ورغم الوعود الكبيرة، لم يكن مكتب وزير الدفاع بيت هيجسيث أفضل حالاً في تقديم رؤية ثاقبة حول العملية العسكرية في اليمن، التي دخلت الآن شهرها الثاني».
وأردف: «قبل أيام قليلة من بدء الحملة، نشر المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، مقطع فيديو وعد فيه بتقديم تحديثات أسبوعية وأن تكون وزارة الدفاع الأكثر شفافية في تاريخ الولايات المتحدة بالنسبة للمقاتلين والشعب الأمريكي. ومع ذلك، لم يستضف بارنيل سوى مؤتمر صحفي واحدا منذ توليه منصبه».

فشل أمريكي
وأوضح التقرير أن «التفاصيل القليلة التي أصبحت معلنة أو التي جمعها الصحفيون ترسم صورة لحملة يبدو أنها تتراكم التكاليف وتنفق مخزونات الذخيرة الثمينة ولكنها لا تحقق الكثير في هدفها المعلن». مُذكراً بتقرير شبكة «سي إن إن» التي نشرته في وقت سابق من هذا الشهر وأكدت فيه أن تكاليف العملية بلغت مليار دولار خلال 3 أسابيع فقط، ولم تحقق تأثيراً يُذكر على قدرات صنعاء، فضلاً عن «التقارير التي تتحدث عن نجاح القوات اليمنية من إسقاط عدة طائرات أمريكية بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper، والتي بلغت تكلفة كل منها نحو 30 مليون دولار، منذ بدء الحملة».
وأضاف: «في الوقت نفسه، أشارت تقارير متعددة إلى أن الهجمات الجوية من غير المرجح أن تكون كافية لهزيمة اليمنيين، بل ربما تكون في الواقع تشجعهم أكثر».
وأكد التقرير أن العدوان الأمريكي «لم يُحدِثْ فَرْقًا» فيما يتعلق باستعادة حركة الملاحة الأمريكية والصهيونية في البحر الأحمر، مُشيرًا إلى أن أسعار التأمين على السفن الخاضعة للحظر اليمني لاتزال مرتفعة.
وأفاد بأن (القيادة المركزية الأمريكية) رفضت الإجابة على سؤال لمعد التقرير حول «ما إذا كانت لديها أي مقاييس أظهرت تأثيرًا إيجابيًا على إعادة تأسيس حركة الشحن في البحر الأحمر» حد تعبيره.. «كما أنها لم تقدم أي تفاصيل بشأن ما قد يدفع إلى إنهاء هذه العمليات».
وتظهر بيانات الحركة الملاحية البحرية أن العدوان الأمريكي المكثف على اليمن، لم يفعل شيئاً فيما يتعلق بالحظر الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية على الملاحة «الإسرائيلية» و»الأمريكية» في البحر الأحمر، ومازالت السفن «الأمريكية والإسرائيلية» تعمل على تجنب المرور من باب المندب، خشية استهدافها من قبل قوات صنعاء، رغم القوة البحرية الأمريكية الكبيرة المتواجدة في المنطقة وكثافة الهجمات الجوية على مدار الأسابيع الماضية ضد اليمن.