مسؤولون أمريكيون: الحوثيون يستنزفون مخزوننا العسكري ويعـرضون أمننا القومي للخطر
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
لم تدم طويلاً النشوة الأمريكية بالعدوان المكثف الذي تقوده إدارة ترامب ضد اليمن على خلفية إسناد صنعاء للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية في قطاع غزة ينفذها الكيان الصهيوني بدعم أمريكي منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023م. فمع مرور شهر على الحملة العسكرية المكثفة لواشنطن ضد صنعاء والتي بدأت في 15 آذار/ مارس الفائت، زادت حالة القلق لدى المسؤولين في البنتاغون والكونجرس والمحللين والخبراء الأمريكيين، نتيجة فشل الضربات الأمريكية في ردع القوات المسلحة اليمنية أو الحد من عملياتها ضد الكيان الصهيوني والقطع البحرية الأمريكية، وما يتعرض له المخزون العسكري الأمريكي من استنزاف سريع وغير مسبوق، دون تحقيق أي من الأهداف المعلنة لهذا العدوان الغاشم.
في هذا الإطار تساءلت مجلة أمريكان كونسيرفيتف (المحافظ الأمريكي) في تقرير لها "لماذا نسمح لحرب اليمن باستنزاف مخزوناتنا العسكرية؟"، مضيفة: "عندما يشعر العاملون في وزارة الدفاع بالقلق، فأنت تعلم أن هناك خطأ ما".
وأشارت المجلة إلى أنه وباعتراف المسؤولين العسكريين وأنصارهم في الكونجرس الأمريكي، فإن "حملة القصف ضد الحوثيين هي مضيعة للمال وقد تعرض الأمن القومي الأمريكي للخطر".. موضحة أن ذلك يعود إلى "الفهم المتزايد بأن واشنطن تُنفق كميات هائلة من الأسلحة الثمينة على جماعة مسلحة صغيرة، لها تاريخٌ في الصمود أكثر من خصومها الأكبر والأقوى بكثير. ويُعزى ذلك أيضًا إلى المصالح القوية داخل مجتمع الأمن القومي التي تريد من واشنطن إعادة تركيز أصولها العسكرية الأمريكية بعيدًا عن الصراعات المُستنزفة في أوكرانيا والشرق الأوسط، ونحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وذكّرت المجلة بما كشفته مؤخراً صحيفة نيويورك تايمز، بأن "مسؤولي البنتاغون أبلغوا نظراءهم الحلفاء والمشرعين ومساعديهم في إحاطات مغلقة أن الجيش الأمريكي لم يحقق سوى نجاح محدود في تدمير ترسانة الحوثيين الضخمة من الصواريخ والطائرات المسيرة والقاذفات". علاوة على ذلك، "صرح مسؤول في الكونغرس مؤخرًا بأن مسؤولًا كبيرًا في وزارة الدفاع أبلغ مساعديه في الكونغرس أن البحرية وقيادة المحيطين الهندي والهادئ قلقتان للغاية بشأن سرعة استهلاك الجيش للذخائر في اليمن".
وأضافت المجلة "بغض النظر عن مزايا وعيوب سياسات إدارة بايدن تجاه الحروب في أوكرانيا وغزة والشرق الأوسط عمومًا، فقد بات واضحًا أن الولايات المتحدة تستخدم صواريخها وتتخلى عنها بوتيرة أسرع من قدرتها على إنتاجها".
وقالت: "منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عندما بدأ الحوثيون في ضرب السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وهددوا بفرض حصار بسبب ما قالوا إنه عقاب جماعي من جانب إسرائيل للفلسطينيين في غزة، قادت البحرية الأميركية عملية حارس الرخاء، فأنفقت المزيد من الصواريخ والذخيرة في الصراع أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية".
وأكدت مجلة (المحافظ الأمريكي) أنه "مع وقف إطلاق النار في غزة كانون الثاني/ يناير الماضي، نفّذ الحوثيون ما وعدوا به، فأوقفوا مهاجمة السفن. ثم عاودوا الكرة عندما خرقت إسرائيل وقف إطلاق النار، واستأنفت قصفها وتوغلاتها البرية في القطاع. وردّت واشنطن بشن هجمات أوسع نطاقًا على أهداف حوثية، مقارنةً بضربات بايدن العام الماضي. ومنذ شهر، يقصف الجيش الأمريكي موانئ اليمن وأهدافًا أخرى يُزعم أنها تابعة للحوثيين".
ووفقاً للمجلة فإن "الولايات المتحدة أنفقت بالفعل 3 مليارات دولار حتى الآن، منها مليار دولار على الذخائر وتكاليف التشغيل في حملة ترامب الأخيرة وحدها".
ونقلت عن مدير برنامج إصلاح الأمن القومي في مركز ستيمسون للأبحاث، دان جرازيير، القول إنه أقل قلقا بشأن القدرة على الاستعداد للحرب مع الصين، من قلقه بشأن "الحماقة الاستراتيجية والهدر المتمثلة في محاربة جماعة مسلحة صغيرة بما يعادل ترسانة تبلغ قيمتها تريليون دولار".. مضيفاً: "هناك تفاوتٌ ماليٌّ، كما تعلمون، نرسل صاروخًا بقيمة مليوني دولار لهزيمة طائرةٍ مُسيّرةٍ بقيمة ألف دولار، وهذا أمرٌ مُثيرٌ للسخرية".
وخلصت المجلة في تقريرها إلى إجماع المحللين الأمريكيين بأن "ما يفعله الجيش الأميركي في البحر الأحمر الآن ليس ذكيا على الإطلاق".
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا