من وراء دراما رمضان؟.. مطاوعة (VIP).. دجل رجال الدين في قنوات المرتزقة.. الحلقة الرابعة والأخيرة
- تم النشر بواسطة خاص / لا ميديا

خاص / لا ميديا -
من منّا لا يعرف جبران خليل جبران الذي اعتبر أساس الفساد هو التزاوج والتوأمة بين رجال الدين ورجال السياسة وأصحاب رؤوس الأموال، فيعتبر هذا التحالف الثلاثي قد أنتج التخلف، والقهر، والظلم من خلال سلطتهم الدينية، واحترام الناس لهم، وكلامهم غير قابل للمناقشة، هذا في الحالة الطبيعية، فكيف إذا كان من يتكلم باسم الدين مرتزقة، خونة لأوطانهم، عملاء لأعداء الأمة، يتحركون بأوامر أسيادهم المطبعين، ويقفون عند المقاومين للقضية الفلسطينية، فالطامة أكبر وأعظم، وهذا ما سنوضحه في حلقتنا حول مطاوعة الـ(VIP) لأنهم يعيشون في أبراجٍ عاجية، ومفصولين عن المجتمع تماما... وينطبق عليهم الأثر القائل:
يا رجال العلم يا ملح البلد
من يصلح الملح إذا فسد؟!
وضمن حلقات صحيفة «لا» التي أفردتها حول «من وراء دراما رمضان؟» نأتي في هذه الحلقة إلى ما يبثُ في إعلام المرتزقة ضمن برامجهم الدينية ضمن الخارطة الرمضانية، حيث أظهروا تناقضا مثيرا للسخرية، وتزييفهم للشريعة الإسلامية والمسلمات التي لا تحتمل الجدال، وخداع المشاهد وتخديره بأفكارهم المتخبطة.. وذكرنا نماذج حسب المساحة المتاحة، والحديث عنهم يطول، لكننا ذكرنا كنماذج فقط.
التثبيط والإرجاف في لقاء أحبة الخونج
في ليالي رمضان الفضيل وبين زحام الطاعات تطل برامج المرتزقة الدينية بلحى مزيفة، وقلوب مرجفة، وألسنة تتفنن الحديث عن كل شيء إلا ما يهم الأمة، فيلهون المشاهد بمسلمات لا تخفى على كل مسلم يعرف تماما بديهيات وأساسيات حياته الدينية، فيتم إضعافه، وفقدانه للقوة وفهم مكانته وقضاياه، وتحجيم الإسلام في أحكام العبادات، وتحسين وتلميع صور من يدينون لهم بالولاء والطاعة على حساب القضايا الأكبر، وما يسمى برنامج «لقاء الأحبة» على قناة الإخوانجي حميد الأحمر «سهيل» في هذا البرنامج، يمكنك أن تسمع عن فضائل الصمت، ومكارم الأخلاق، وأهمية التعايش، ولكن إياك أن تسأل عن فلسطين!
فالقضية الفلسطينية، كما يبدو، ليست من أولويات «الأحبة» بدلاً من ذلك، ينشغلون بتصوير أنفسهم كصفوةِ المجتمع، ويوزعون صكوك الغفران على من يشاؤون، ويشيطنون من يخالفهم الرأي، ولا يخفى على أحد أن هؤلاء «الأحبة» يمتلكون استثمارات ضخمة في مأرب، والخليج، وتركيا، وأرصدة في بنوك الخارج، ولكنهم يتحدثون باسم الدين، والقناعة... يا له من تناقض عجيب!
«لقاء أحبة الخونج» ليس برنامجاً دينياً فحسب، بل هو عرض مسرحي هزلي، يهدف إلى تلميع حزبهم وجماعتهم لتحقيق مآربهم.
مطاوعة الأقيال.. «العباهلة»
بات بعض رجال الدين، ومن لفظتهم بعض الجماعات، يتبنون خطابا يعادي الإسلام، ويُمجّد المرتدين أتباع الأسود العنسي، من يطلقون على أنفسهم «العباهلة» و«الأقيال» يعادون الإسلام ويحاولون صياغة تاريخ مزوّر، وفكرتهم مجرد ارتداد عن الدين والرجوع إلى ما قبل الإسلام، وبث النرجسية، والعزلة على بعض أتباعهم، والمشكلة ليست هنا، بل المأساة أن يتصدر المشهد أصحاب لحى ومطاوعة الأقيال في برامج دينية كبرنامج المطوّع علي المحثوثي بشاله وعمامته، على قناة اليمن التابعة للمرتزقة في برنامجه الديني المسمى «عرش عظيم»، حيث يقوم ببث السموم، ومحاولة تفكيك المجتمع، وإحياء مرحلة ما قبل الإسلام.
لمثل هذا المدعو المحثوثي تواجه أفكاره المسمومة والرد عليه بأن الله فضّل اليمن بالإسلام، لا بالجاهلية، والعجيب أن مثل هؤلاء يقول ما أريد الإسلام، أريد الوعل، قُبحت العقول، يترك الانتساب للإسلام، وينتسب إلى عبهلة العنسي، ويذمون الفاتحين من المسلمين، وللأسف الشديد أنهم يقومون بلي وعكس الآيات بما يتوافق مع أمزجتهم، ويبررون للملحدين إلحادهم، ومن متابعتنا لمواقع التواصل الاجتماعي في رمضان، وغيره من الأيام نشر إلحادهم وإساءتهم للرسول، وآل بيت النبي عليهم السلام، ونحن لا نرد على هؤلاء «الأقفال» ولكن فقط التوضيح للقارئ الكريم حقيقة هذه البرامج التي تعيد زمن الجاهلية، ونحن قوم أعزنا الله بالإسلام، والإيمان يمان، والحكمة يمانية.
برنامج «أعجمي القرآن»
حين يتصدر المشهد الديني، باسم الدين على الشاشات والقنوات غير أهله، ويتحدث عنه الأنصاف، تكون النتيجة التشكيك في الإسلام، والقرآن، والمعتقدات الثابتة، ومن خلال المتابعة للبرامج الدينية التي تبث على قناة «بلقيس» الفضائية وبرنامجها «أعجمي القرآن»، الذي يقدمه عصام القيسي صديق علي البخيتي وهذه وحدها تكفي لفهم حقيقته، يعتمد القيسي على دراسة أصول الكلمات في القرآن بطريقة تشكيكية، ويشير إلى وجود كلمات ذات جذور غير عربية، مما يطرح تساؤلات حول نقاء اللغة القرآنية، هذه المنهجية في حد ذاتها، ليست مرفوضة، ولكن طريقة تطبيقها واستنتاجاتها هي التي تؤسس لمرحلة ما قبل الإلحاد وهنا مكمن الخطورة بإثارة الشبهات في قلوب المشاهدين، بدلاً من تقديم محتوى مفيد للمشاهد، وإدخاله في متاهات القيسي المعروف بإثارته للجدل، ولا يخفى على اليمنيين أن قناة بلقيس معروفة بتوجهاتها المعادية للثوابت الدينية.
وزير فاسد يُعلم الناس القيم!
يتقبّل المسلم الحديث عن دينه من الشخص القدوة والثقة، لكن أن يأتي وزير سابق لدى المرتزقة مُتَّهم بالفساد المالي والإداري، ومُلاحق بملفات اختلاس أموال الحُجّاج، يطل علينا من شاشة «قناة اليمن الفضائية» التابعة للمرتزقة ليُقدِّم برنامجاً عن «صناعة القيم» وكأننا في مسرحية عبثية، حيث يتولى اللص مهمة تعليم الأمانة، والمُرتشي مهمة تلقين النزاهة.
المرتزق أحمد عطية، الوزير الذي لفظته حكومة الفنادق التي كان جزءاً منها في وزارة الإرشاد، يظهر الآن بمظهر الواعظ والمُرشد، يا له من تحول مُثير للسخرية!
العنوان البرّاق للبرنامج «صناعة القيم»، ما هو إلا محاولة بائسة لتلميع صورته المشوهة، وتبييض صفحته السوداء، زمن أغبر حين يستولي المطاوعة الفاسدون على المشهد الإعلامي، ويُلقون علينا دروساً في الأخلاق والقيم.
مطاوعة الانتقالي.. مدفوعو الأجر
ما يمر به رجال الدين في الجنوب المحتل من مآس واغتيالات لعلمائهم ودعاتهم، وانتشار الأفكار المتطرفة والعنصرية والمناطقية، وتطبيق لوائح وأنظمة دويلة الإمارات المطبعة عليهم، فتحول الخطاب الديني هناك إلى التمهيد للتطبيع والانشغال بالقضايا الهامشية يظهر برنامج «علمنا الرسول» الذي يقدمه محمد الفقيه على قناة عدن المستقلة الذي يركز على جوانب من السيرة النبوية ويتجاهل قضايا الجهاد والأمة، كعادة المطاوعة الـ(VIP) الذين لا هم لهم سوى مصالحهم، وتنفيذ أجندات أسيادهم في الخارج، وهذا يسبب انسلاخهم عن الإسلام الحقيقي الذي فيه العزة والكرامة، ومثل هذا البرنامج الذي يُشجع على القعود، والقعود جريمة كبيرة، كما قال الشهيد القائد، إنه «لا عذر أمام المسلمين يقعدهم عن الجهاد لنشر دين الله وإعلاء كلمته، لاسيما في هذا الزمن الذي أصبح المسلمون فيه تحت أقدام اليهود والنصارى». ولكن مطاوعة الانتقالي مدفوعي الأجر يركزون بشكل كبير في خطابهم على قضايا الطهارة والدين، مع تجنب الخوض في القضايا التي قد تثير حساسية لدى الانتقالي. صمت العلماء عن قضايا الأمة يشكل خطرًا كبيرًا. عندما يتجنب العلماء الخوض في قضايا الأمة وفلسطين قضية العرب الأولى، فإنهم يفقدون البوصلة.
مطبّلون باسم الدين
«حريم السلطان» في ثوب الدين.. كيف يوظف «علماء المرتزقة» الدين لتحريض اليمنيين ضد وطنهم.. وهنا ظهر دور فئة من المطاوعة الذين يستغلون الدين لتبرير أفعال حكومة الفنادق وتجييش الناس ضد اليمنيين، كالتطبيل للمسؤولين ويكرس هؤلاء جهودهم لتلميع صورة المرتزقة في «حكومة الفنادق» وتبرير قراراتهم، دون رحمة للمواطنين في المناطق المحتلة، والبعض من المطاوعة يطبلون للمرتزق طارق عفاش، ويتبنى هؤلاء خطابا دينيا ويصورونه على أنه المنقذ والمخلص وهذا ما ظهر في برنامج «ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء» على قناة «الجمهورية» التابعة للمرتزق عفاش، ويقدمه ماجد الأصبحي، ويتبنى سرديات ماسونية تحرّض ضد رجال الرجال، ويستغلون الدين كغطاء للمصالح، لكنهم في الواقع يسعون إلى تحقيق مصالحهم، ويجمعون الأموال من خلال استغلال الدين.
مطاوعة اليمن في أوروبا
كما تم ذكر الكثير من الفئات في بداية السياق واتجاهاتهم، وهناك فئة ظهرت بعد الحرب لا يعرفها إلاّ من يتابع ويراقب المشهد عن كثب، وهم الخونج في أوروبا، هؤلاء أنتجوا خطابا دينيا من نوعٍ جديد حتى على حزب الإصلاح أنفسهم، «الإسلام الكيوت» والتقارب مع الملحدين، والعلمانيين، وجميع شذاذ الآفاق، ويأخذون من الإسلام ما يجمعون به الأموال، الخونج اليمنيون في أوروبا ظاهرة معقدة، تتجاوز حدود العمل الديني التقليدي، حيث يمتلكون شبكات علاقات واسعة، ونفوذًا ماليًا كبيرًا، يستخدمونه لتعزيز أجندتهم السياسية والمالية في اليمن، يتمتع الخونج في أوروبا وتركيا بشبكات نفوذ تمكنهم من السيطرة على المساجد والمراكز الدينية في اليمن، وتحويلها إلى منصات لتمرير أفكارهم.
ومطاوعة أوروبا من حزب الإصلاح يركزون على مدينتي مأرب وتعز، بينما يشيطنون الفئات الأخرى، ويسعون لدعم أصحابهم ووجودهم في أوروبا، وتركيا للهروب من دول الخليج التي يعتبرون لديها إرهابيين ومعروفين أنهم من الإخوان المسلمين ووجودهم في أوروبا هو بسبب العقوبات الخليجية عليهم، لأن السعودية صنّفت الإخوان المسلمين في العالم ضمن قائمة الإرهاب، ومن ضمنهم حزب الإصلاح.
إعلاميو السلفيين وأصحاب الجمعيات
فصيل آخر من مطاوعة الـ(VIP) وهم أصحاب الجمعيات السلفيون، هؤلاء لديهم أموال مهولة من السعودية والكويت وقطر وغيرها من الدول سُخرت لبث خطاب الفرقة، والأفكار المغلوطة ونشر الوهابية. ولديهم قنوات وبرامج خاصة وهم أقرب ما يكونون إلى الانتقالي وطارق عفاش، وهم عدة فرق منهم الجامية، والمداخلة، وأصحاب «أبو الحسن المأربي» في مأرب، و«سلفيو الحجوري»، و«جمعية الإحسان»، و«جمعية الحكمة» وغيرها الكثير.. وكل واحد يطعن في الثاني، وبعضهم تابع للسعودية ويمجدها، مثل المداخلة ويهجم على الجميع ويكفرهم، لكن ما يهمنا هو أنهم يجمعون المال باسم الدين وبلحاهم المزيفة التي يستغلونها لصالح حركاتهم وطوائفهم وأحزابهم وأتباعهم فقط.
تجدر الإشارة إلى أننا أخذنا نماذج لتحليل خطابها الإعلامي الديني المشبوه، وهم كثر، والحليم بالإشارةِ يفهمُ.
ورصدنا في هذه الحلقة كرسالة للجهات المختصة بأن يكثفوا من البرامج التي تواجه تلك السرديات المسمومة، والأفكار المغلوطة، وإدراكا من صحيفة «لا» لهذه الخطورة قدمت هذه الحلقات لمساهمتها بنشر الوعي.
المصدر خاص / لا ميديا