مدفع الإفطار..صوت رمضاني أسكتته غارات العدوان
- تم النشر بواسطة لا ميديا

أقبل رمضان بحضوره البهيج هذا العام وذاكرة الناس لا تزال تتذكر ما كان يطلق عليه «المدفع العثماني»، ودويه، معلناً لحظة الإفطار، وعند الخيط الأبيض من الفجر معلناً وقت الإمساك.
على قمة جبل «نُقُم» (3000 متر عن سطح البحر) يربض مدفع الإفطار. وفي هذا الارتفاع يكمن سر وصوله إلى مسافات بعيدة حول صنعاء، بسبب تردد صداه بين الجبال المقابلة لجبل «نُقُم». والمدفع وهو بعض مخلفات الاحتلال العثماني لليمن، والتي استخدمها العثمانيون في حروبهم للسيطرة على اليمن.
وبحسب إفادة بعض السكان فإن عدد المدافع التي تركها الأتراك يبلغ 107 مدافع.
وفي تجوالنا بين جبل «نُقُم» ومدينة صنعاء القديمة، طرحنا بعض الأسئلة على المواطنين، واسترجعنا مع الحاج حمادي القاضي (70 عاماً)، والحاج محمد صالح حمران (55 عاماً)، ذكريات رمضان وصوت مدفع الإفطار، وقالا بأن صوته كان له أثر كبير في ذاكرة الناس خلال شهر رمضان؛ فقد كان الناس ينتظرون دويه على مائدة الإفطار كطقس يومي رمضاني، وحتى وقت قريب استمر هذا الطقس كجزء من عادة جرت في اليمن، وبعض الدول الإسلامية.
وتقول بعض الروايات إن هناك ما كان يُعرف بمدافع «المتراليوز» والمدافع التي تعمل بالبطاريات، مثل «المانتل» و«الجنبر» و«الهاون» الذي كانوا يلقبونه بـ«السريع العثماني» و«السريع المتوكلي» (نسبة إلى الدولة المتوكلية في عهد الإمام يحيى حميد الدين).
الحاج عبدالكريم السراجي (60 عاماً) قال لنا أيضا بأن انفجار المدفع كان يبهجه أكثر من تناول التمر وأصناف الأكل عندما كان صغيراً، وأن هذه العادة استمرت بعد مغادرة العثمانيين لليمن، في عهد الإمام يحيى حميد الدين ومن بعده.
لكن في العام 2015 سكت مدفع الإفطار في صنعاء وبقية المحافظات التي كان لها نصيب من هذه المدافع، بفعل غارات العدوان الأمريكي - السعودي على اليمن، وتبدل سكون مدن البلاد التي كانت تنتظر دوي مدافع الإفطار إلى ضجيج طائرات الـ(إف 16) ودوي الغارات والانفجارات على مدار العام بما فيه شهر رمضان المبارك.
الآن، وبعد أن استطاع اليمن أن يضع حداً للعدوان ووضع معادلة ردع متفوقة، هل سيعود مدفع الإفطار إلى عواصم المحافظات؟!
المصدر لا ميديا