خاص / لا ميديا -
من يدفع أكثر، يستقطب مأجورا مشهورا لصفه، هذا شعار مشاهير مرتزقة العدوان في برامجهم، التي ابتعدت عن قضايا الأمة، وانشغلت بالتفاهات وتمويلها، ليصير محتواهم مجسدا لصناعة التفاهة، وقضايا الأمة المتمثلة في مقاومة العدو «الإسرائيلي»، وسخريتهم من كل مُقاوم، وجهود رجال الرجال.. ففي الوقت الذي كان خطابهم الإعلامي يمجّد قنواتهم التي تتبع حزب الإخوان المسلمين، وحزب مرتزقة المؤتمر خارج الوطن، وقنوات الانتقالي، وفصيل ثالث لقنوات تمثل من يموّلها كالمنظمات الدولية، وتبني أفكار الإلحاد لبث تلك السموم عبر برامجهم التي تروّج لخطاب طائفي ديني وعرقي يفكك النسيج اليمني الواحد، ويدخلون أفراد المجتمع في صراعاتهم السياسية التي تخدم أفكار الممولين ومن يستهدفون الهوية اليمنية من خلال المال المدنس الذي يتم استخدامه عبر بيادقهم وأدواتهم من خلال برامجهم الرمضانية.. في هذه الحلقة نتناول نموذجا يمثل لُبّ الصراع الذي كان من تحت الطاولة، ففضحته تلك البرامج وصار صراعا خرج للعلن مثيرا للسخرية، ولا يخفى ذلك على المتابع اللبيب الذي لا ينطلي عليه مثل هذا الخطاب الإعلامي المضطرب.

 «الجمهورية».. بوق المرتزقة الأكبر
من خلال تتبع الخارطة البرامجية لقنوات مرتزقة العدوان لاحظنا مؤخرا الجدل المثار حول انضمام الأضرعي في برنامجه الرمضاني على قناة الجمهورية «كش ملك»، والحاوري من خلال برنامجه «هرجلة»، قناة الجمهورية التابعة للمرتزق طارق عفاش، والممولة إماراتيا استقطبت في برامجها الرمضانية لهذا العام من كانوا يمجدون قناة «سهيل الفضائية» التابعة للمرتزق الخونجي حميد الأحمر، ففي ليلةٍ وضحاها انتقلوا إلى قنوات خصومهم بعد صراعاتٍ إعلامية فيما بينهما، مما سبب حربا إعلامية بين أتباع طارق عفاش ومعارضة هذا الانتقال غير المتوقع لمرتزقة المؤتمر خارج الوطن، وتبادل كلمات السُباب، والشتائم من أتباع حزب الإصلاح ضد (الحاوري والأضرعي) كونهما خانا ولاءهما لقنوات الحزب، وهذا يعكس الخلافات بين أدوات المرتزقة، وهم كما قال الله تعالى»تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى»، هذا الانتقال يكشف حقيقة الصراع بينهم البين، وأنهم مجردون وبلا هوية، وليسوا سوى عبيد للمال، ولمن يدفع أكثر.

قنوات «الانتقالي»تدخل المعمعة..!
لم يقتصر الصراع عبر البرامج الرمضانية على قنوات المرتزقة بين الإخونج، ومرتزقة المؤتمر، بل دخلت في الخط «قناة عدن» التابعة لـ«المجلس الانتقالي» وهذه الأخيرة استعدت بمجموعةٍ من البرامج التي تستهدف خصومها من الطرفين، وأعدت خارطة حسب ترويجها لبرامج مضادة وحملة إلكترونية تحت هشتاج «رمضان مع عدن المستقلة»، والتي بيّنت أن هناك معركة إعلامية كبيرة تدار من تحت الطاولة، وللعجب أن هذا الصراع له نفس الممول، يدعم هؤلاء، وأولئك ضد بعضهم، ومن خلال برامجهم حتى طريقة طرح أسئلة المسابقات استفزازية وتحريضية ضد الكل، وتجردهم من يمنيتهم بشعارات الانفصال، كذلك «فضائية بلقيس» التي تبث من إسطنبول ومالكتها الخونجية توكل كرمان، فالمتابع المهتم لا يخفى عليه توجهها الذي تتبناه المنظمات وبث تلك السموم، والأهداف، والأفكار ضمن البرامج، ومسلسلها «طريق إجباري» الذي يجسد حسب المهتمين شخصية مالكة القناة، والذي سنفرد له لاحقا حلقة خاصة بإذن الله، الشاهد أن كل تلك الخلافات تؤكد أن قنوات المرتزقة تشهد صراعات وخلافات صارت جلية وظاهرة للجميع.

«كُش ملك»
وعطفا على ما ورد في بدايةِ السياق نتوقف عند برنامج «كُش ملك» للأضرعي الذي انتقل من فضائية «سهيل» إلى فضائية «الجمهورية»، ومعروف عن الأضرعي الذي له الكثير من الأعمال الدرامية البرامجية المشبوهة، إذ إن كل أعماله السابقة اتسمت بزرع الطائفية، والمذهبية «سنّة/ شيعة» والعرقية «هواشم/ أقيال» والتحريض المستمر على التعبئة الخاطئة، وإيقاظ الفتن النائمة، وتصوير الدين بطريقة فجّة وغير مطابقة لواقعنا اليمني، ونحن في اليمن لا يوجد لدينا سوى دينٍ واحدٍ، فتجد الجامع الواحد يصلي فيه الذي يضم، والذي يسربل، فالتعايش، والسلام من سمات أبناء المجتمع الواحد وهذا معروف في كل مساجد صنعاء، بينما الأضرعي يؤجج بعض الاختلافات ويصوّرها بطريقته الاستفزازية، ويرسم صورة ذهنية مشوهة ومغلوطة عن المجتمع اليمني المسالم، ويحرص على إثارة النعرات العرقية والمناطقية، وهذه النقلة التوجهية للأضرعي من قناة كانت تحمل فكراً وتوجهاً إخونجياً، إلى قناة تحمل فكراً آخر، فشخصية الأضرعي التي تحرض على نبذ القيم المجتمعية، ونشر الكراهية وتعميقها في أوساط المجتمع، وهو كالذباب الذي لا يقع إلا على القاذورات، وأياً كانت توجهاته فالمواطن اليمني لم يعد غبياً ولم تخف عليه هذه الألاعيب.

«هرجلة»
كما سبقت الإشارة أيضا إلى الحاوري وبرنامجه الذي سيبث على فضائية «الجمهورية» الممولة إماراتيا، وهو كصاحبه الأضرعي نزح من فضائية «سهيل» إلى «الجمهورية» في برنامجه «هرجلة»، وبالتأكيد أننا سنشهدُ خلال الشهر الكريم صراعاً بين الخونج ومرتزقة المؤتمر في الخارج كون الأخيرين غير مُرحب بهما، وكونهما كانا يوماً ما أعداء لأنصار المؤتمر، والحاوري شخصية متناقضة تخرج كل عقدها النفسية في تجسيد التفاهات، والتقليل من شأن أي نجاحات في المجتمع على مستوى قضايا الأمة، وعلى مستوى نجاحات مجتمعية تصنعها القيادة الحكيمة في جغرافيا السيادة الوطنية، والحاوري أيضا من خلال برامجه يقضي على الشخصية القدوة، ومن هنــــا تأتي الفوضى غير الخلاّقة، فلا يحـــترم المتلقي لتلك الرسائل الشخصيات الاجتماعية، ومن لها ثقل وتأثير مجتمعي كبير.