البحرية الأمريكية: تكلفة الاشتباكات مع قوات صنعاء كانت مذهلة واستعاضتها تحتاج إلى سنوات
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
أفاد تقرير أمريكي حديث بأن البحرية الأمريكية خاضت طوال العام 2024م، في البحر الأحمر معركة "لا يمكن مقارنتها بسهولة بأي شيء منذ الحرب العالمية الثانية".
وأكد التقرير الصادر عن المعهد البحري الأمريكي ونشره في موقعه الإلكتروني، أمس، أن العمليات البحرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية؛ إسنادًا لغزة وردا على العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن، مَثَّلت أكبر تحدٍ لبحرية الولايات المتحدة، وكبدتها الكثير من الخسائر التي تتطلب سنوات طويلة لاستعاضتها.
وذكر التقرير المطول الذي بعنوان "البحرية الأمريكية في مراجعة للعام" أنه "في العام الماضي، ظهرت بحريتان أميركيتان مختلفتان. الأولى تعمل في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وتشارك في حرب بدوام كامل، وتنفق مئات الصواريخ وتجري آلاف الساعات من الطيران القتالي لحماية الأسطول والحلفاء والشحن التجاري من هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار التي يشنها الحوثيون. والثانية تعمل عبر منطقة المحيطين الهندي والهادئ الشاسعة وتعمل على تحديث وإعادة تسليح وتدريب والتخطيط بسرعة لمعركة محتملة مع بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني".
وأضاف: "خاضت البحرية الأمريكية في عام 2024 معارك بحرية متطورة بوتيرة لم نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية. كما استخدمت البحرية العديد من أنظمة الأسلحة الجديدة لأول مرة في القتال ضد الصواريخ والأنظمة غير المأهولة"، مشيراً إلى أن البحرية الأمريكية "شاركت في عمليات في البحر، وفي الجو لا يمكن مقارنتها بسهولة بأي شيء منذ الحرب العالمية الثانية".
وأوضح التقرير أن بحرية الولايات المتحدة وفي أعقاب عملية طوفان الأقصى الفلسطينية، نشرت سفناً في البحرين الأحمر والمتوسط وخليج عمان وبحر العرب لمنع وصد هجمات قوات صنعاء المساندة للشعب الفلسطيني على السفن "الإسرائيلية" والمرتبطة بكيان الاحتلال والمتجه إلى موانئ فلسطين المحتلة، والسفن والأساطيل الأمريكية والبريطانية.
ووصف التقرير هذه العمليات بأنها "عالية الكثافة"، حيث تعرضت القوات الأمريكية والبريطانية لهجمات يمنية قال إنها "شبه يومية" بالطائرات بدون طيار والزوارق الحربية المُسيّرة والصواريخ الباليستية والمجنحة.
تكلفة مذهلة
تقرير المعهد البحري الأمريكي، أكد أن "تكلفة هذه الاشتباكات كانت مذهلة، حيث يقدر المحللون أن البحرية الأمريكية أنفقت ما يقرب من ملياري دولار على الذخائر في عام 2024، مع ميل نسب تبادل التكلفة بشكل حاسم لصالح الحوثيين"، مضيفاً: "غالبًا ما تستخدم البحرية الأمريكية صواريخ أرض-جو قياسية بملايين الدولارات لتدمير الطائرات بدون طيار المسلحة التي تكلف بضعة آلاف من الدولارات لكل منها".
وأردف: "ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق من نسب التكلفة إلى التبادل هو أن مخزونات الصواريخ والذخائر لدى البحرية الأمريكية محدودة إلى حد ما. وسوف يستغرق استبدال المئات من الصواريخ المستخدمة في عمليات البحر الأحمر سنوات، في حين تكافح شركات الدفاع لتعزيز إنتاجها الشهري"، مشيراً إلى أن معركة البحر الأحمر "أدت إلى تقليص الذخائر المتاحة لمواجهة الصين في الأمد القريب إذا لزم الأمر".
ونقل التقرير عن جيمس هولمز أستاذ كلية الحرب البحرية الأمريكية، القول: "إن الأسلحة التي يتم إنفاقها في البحر الأحمر لمواجهة القوات الحوثية هي أسلحة غير متاحة في المسرح الرئيسي، شرق آسيا، ولا يتم استبدالها بسرعة".
واستعرض موقع المعهد البحري الأمريكي بعض محطات المعركة في البحر الأحمر بدءًا من أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، عندما أعلنت البحرية الأمريكية أنها تصدت لصواريخ باليستية وطائرات مسيرة يمنية كانت في طريقها إلى "إسرائيل"، مروراً بكانون الثاني/ يناير 2024م عندما شنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، أول ضربات مشتركة استهدفت عددا من المواقع في العاصمة صنعاء ومحافظات يمنية أخرى، وهي الضربات التي أعقبها إعلانُ اليمن باستهداف السفن الحربية والتجارية الأمريكية والبريطانية، بعد أن كان قد اقتصر في السابق على استهداف السفن المرتبطة بـ"إسرائيل"، إسناداً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023م.
وكان ذات المعهد قد أكد في تقرير سابق نشره في كانون الثاني/ يناير الفائت، أن العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، مثّلت أحد أبرز أحداث 2024م، مشيراً إلى أن القوات المسلحة اليمنية كانت الطرف الأكثر إيلامًا لواشنطن خلال العام 2024، وذلك لعملياتها العسكرية النوعية التي طالت أساطيل أمريكا البحرية وحاملات طائراتها في المنطقة.
وبيَّن التقرير أن القوات اليمنية "ربما تحصل على الجائزة الكبرى في عام 2024؛ لأَنَّها صنعت المشكلة الأكثر إزعاجًا التي تواجهها البحرية الأمريكية"، منوهاً إلى طرد اليمن لحاملات الطائرات "أيزنهاور" و"روزفلت" و"لينكولن".
وأوضح أنه بعد مغادرة الحاملات الثلاث، اعتمدت البحرية الأمريكية على أربع مدمّـرات قبلَ وصول الحاملة "ترومان"، مشيراً إلى أنه وبعد 6 أَيَّـام فقط من وصول حاملة الطائرات "ترومان"، تم استهدافها من قبل القوات المسلحة اليمنية في عملية استباقية أسفرت عن إسقاطِ طائرة من طراز إف 18 جراء حالة الاضطراب التي دخلتها القوات الأمريكية.
وبعد صدور التقرير الأمريكي بأيام، التحقت حاملة الطائرات "ترومان" بسابقاتها الثلاث، مغادرة البحر الأحمر، إثر هجمات يمنية متتالية استهدفت "ترومان" والسفن الحربية المرافقة لها، مُجبرة إياها على الفرار والعودة من حيث جاءت.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا