عادل بشر / لا ميديا -
قال مركز استخباراتي دولي إن صنعاء اكتسبت قوة عسكرية ونفوذاً سياسياً بشكل مطرد منذ دخولها الحرب إلى جانب الشعب الفلسطيني في أواخر عام 2023م.
وذكر مركز (جيوسياسي مونيتور Geopolitical Monitor) الذي يُعرف عن نفسه بأنه مؤسسة استخباراتية دولية مقرها في كندا، أن من وصفهم بالحوثيين تحولوا إلى قوة عسكرية كبيرة واكتسبوا نفوذاً سياسياً بشكل مطرد، نتيجة لموقفهم المساند للشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني الذي ينفذ حرب إبادة جماعية في قطاع غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023م.
ونشر المركز بتاريخ 19 شباط/ فبراير الجاري، تقريراً بعنوان «الحوثيون يخرجون سالمين من أزمة الملاحة في البحر الأحمر»، واصفاً فيه «الحوثيين» بأنهم «لاعب عسكري متطور بشكل متزايد في منطقة البحر الأحمر».
وأفاد التقرير بأن القوة العسكرية «للحوثيين» توسعت وأصبحت ترسانتهم الآن «تشمل صواريخ متطورة من بينها على سبيل المثال صاروخ حاتم-2 وصاروخ عاصف المضاد للسفن، وطائرات بدون طيار، مما يمكنهم من ضرب أهداف على مسافات طويلة، بما في ذلك السفن الحربية «الإسرائيلية» والأمريكية والبريطانية، وأي هدف في البحر الأحمر وخليج عدن».
وأضاف: «لقد تطورت العقيدة العسكرية للجماعة إلى ما هو أبعد من تكتيكات حرب العصابات التقليدية، ويشمل هذا التطور استخدام حرب الطائرات بدون طيار، وضربات الصواريخ الموجهة بدقة، والاعتماد المتزايد على تكتيكات الحرب الإلكترونية لمواجهة أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي. كما طور الحوثيون استراتيجيات نشر متطورة، باستخدام منصات الإطلاق المتنقلة والمناطق الساحلية ومرافق التخزين المدفونة بعمق تحت الأرض».
وتطرق التقرير إلى الهجمات التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية على السفن «الإسرائيلية» والأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر، لافتاً إلى أن التدخل الأمريكي والبريطاني لحماية الكيان الصهيوني بإرسال أساطيلهم الحربية إلى البحر الأحمر وتنفيذ ضربات على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، قد خدم موقف صنعاء المساند لغزة من خلال «إظهار القوة على الساحة الدولية مع تعزيز الشرعية الداخلية».
وأوضح أنه وعلى الرغم من الغارات الجوية الأميركية والبريطانية المستمرة، فقد أثبتت صنعاء قدرتها على الصمود، كما أثبتت قدرتها على نشر أصولها العسكرية في مواقع يصعب اكتشافها، الأمر الذي جعل من الصعب على التدخلات العسكرية الغربية توجيه ضربات حاسمة، حدّ تعبيره.
وأشار الى اعتماد «الحوثيين» على الحرب غير المتكافئة، ضمن قدرتهم المستمرة على شن الهجمات على الرغم من الضغوط الخارجية. بالإضافة إلى ذلك، حسنت الجماعة قدراتها في الحرب البحرية، ونشرت زوارق بدون طيار محملة بالمتفجرات وألغام بحرية».

قوة كبيرة
التقرير ذاته أفاد بأن دخول اليمن مع محور المقاومة المناهض للكيان الصهيوني والسياسية الاستعمارية في المنطقة، عزز من موقفه على المستويين الإقليمي والمحلي «ويتردد صدى خطاب الحوثيين المناهض لإسرائيل وأميركا بعمق في اليمن» ونجحوا «في الظهور كمدافعين عن سيادة اليمن والقضية العربية الأوسع نطاقا، الأمر الذي عزز شرعيتهم المحلية بشكل أكبر»، كما ظهروا «كخصم مباشر لإسرائيل ولاعب رئيسي في الصراع الأوسع في الشرق الأوسط».
وأضاف: «وقد سمح لهم تدخلهم في الصراع بين إسرائيل وحماس، على وجه الخصوص، بحشد المزيد من الدعم الشعبي، حيث يُنظر إليهم على أنهم يشاركون بنشاط في النضال ضد العدوان الغربي والإسرائيلي. وقد مكن هذا من تعزيز نفوذهم شمال اليمن، مما أدى إلى تهميش المنافسين السياسيين والفصائل المعارضة بشكل أكبر».
ووصف تقرير مركز جيوسياسي مونيتور حكومة العليمي بأنها «ضعيفة ومجزأة، وتكافح صراعات داخلية على السلطة ونقصا في المقاومة العسكرية المنسقة»، لافتاً إلى أن ما يسمى بـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» التابع للإمارات والمنادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله «لم يتمكن من التنسيق بشكل فعال مع الفصائل الأخرى المناهضة للحوثيين، مما يجعل الحكومة عرضة للانهيار».
وأضاف التقرير: «يبدو أن الحوثيين على استعداد لمواصلة حملتهم في البحر الأحمر وشن هجمات متقطعة على إسرائيل، وخاصة مادام الوضع في غزة لايزال دون حل. وتشير قدرتهم على الحفاظ على الوحدة الداخلية على الرغم من الانقسامات القبلية والسياسية التاريخية إلى أنهم سيظلون قوة مهيمنة في اليمن».
وخلص إلى أنه وبالرغم من الدعوات لتدخل أمريكي غربي ضد «الحوثيين» من قبل المناهضين لهم، إلا أنه لن يحدث تدخل دولي كبير، خصوصاً وأن الولايات المتحدة وحلفاءها «قد لا يرغبون في التورط بشكل أعمق في صراع طويل الأمد آخر».