بينهم تركي وطاجيكي وتركماني.. تعيينات جديدة في قيادة جيش نظام الجولاني
- تم النشر بواسطة خاص / لا ميديا

دمشـق- خاص / لا ميديا -
استكملت وزارة الدفاع في نظام الجولاني تعيين القيادات العليا في الجيش الجديد، المكون من الفصائل المسلحة المنضوية تحت سلطة ما تسمى "هيئة تحرير الشام" (القاعدة - جبهة النصرة) والموضوعة كلها على قوائم الأمم المتحدة للتنظيمات "الإرهابية".
شملت التعيينات الجديدة قيادات في هيئة الأركان وإدارات الجيش والحرس الجمهوري، وست فرق عسكرية.
وكما هي الدفعة الأولى، اقتصرت التعيينات الجديدة على قادة المجموعات المسلحة الموالين لرئيس السلطة الانتقالية الجديدة في دمشق، أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، وجميعهم يتميزون بأنهم ليسوا من خريجي الكليات والأكاديميات العسكرية، ومن مستوى عملي وأكاديمي متدنٍّ، حيث إن مؤهلات معظمهم لم تتجاوز الشهادة الثانوية، وتم منحهم رتباً عسكرية عليا تتناسب مع مناصبهم الجديدة، ومعظمها عميد وعقيد ركن.
لكن اللافت أكثر أن هذه التعيينات تضمنت دفعة جديدة من العناصر غير سورية.
فقد تم تعيين العميد عبد الرحمن الخطيب قائداً للحرس الجمهوري، وهو طبيب أردني الجنسية، معروف بميوله السلفية، ويلقب بـ"أبو حسين الأردني"، التحق بجبهة النصرة عام 2013، وبرز اسمه بعد مقتل "أبو عمر سراقب"، القائد العسكري السابق لـ"جبهة النصرة"، واعتمد عليه الجولاني خلال قيادته غرف العمليات ووضع الخطط العسكرية.
كما أسندت قيادة فرقة دمشق العسكرية إلى العميد "عمر محمد جفتشي"، وهو تركي الجنسية، وكان يعرف بلقب "مختار التركي"، وهو من رجالات الظلّ الذين وقفوا مع الشرع، وكان اسمه يبرز في المراحل الحساسة التي كانت تشهد توتراً في العلاقة بين الشرع ومجموعات المقاتلين الأجانب في "هيئة تحرير الشام"، حيث كان جفتشي يسارع، مع بعض القادة الأجانب الآخرين، للتدخل لدعم الجولاني، ولهذا فقد برز اسمه باعتباره كقناة وصل مع الاستخبارات التركية.
وفي مراتب أدنى، تم تعيين الشيخ "عبد الله شحادة" رئيساً لفرع المخابرات الجوية في حمص، وهو لبناني من عكار. كما سرت أخبار -لم يتم تأكيدها- عن تعيين السلفي اللبناني "شادي المولوي" في منصب أمني حساس، ومجال عمله في منطقة الساحل السوري.
ومن العناصر السورية، تم تعيين العميد "محمد الجاسم" المعروف بـ"أبو عمشة"، قائداً لـ"الفرقة 25"، وهي نفسها الفرقة التي كان يقودها القيادي السابق في الجيش السوري اللواء سهيل الحسن (النمر)، الذي برز اسمه خلال المواجهات مع المجموعات المسلحة، ولكن بعناصر وقيادات غير التشكيل الجديد للفرقة، وكان الحليف الأوثق لروسيا.
وكان "أبو عمشة" يقود فصيل "فرقة سليمان شاه" المعروفة باسم "فرقة العمشات"، وهو خاضع للعقوبات الأميركية والأممية.
كما تولى العميد هيثم العلي، المعروف سابقاً بلقب "أبو مسلم آفس"، أو "الشامي"، قيادة الفرقة "الفرقة 103"، ومركزها مدينة حمص بوسط سورية، وكان سابقاً قد تعرض للاعتقال والتعذيب على يد "هيئة تحرير الشام"، على خلفية اتهامه بقضية العملاء التي هزّت "الهيئة" سابقاً؛ لكنه عاد إلى منصبه كقائد لـ"لواء علي بن أبي طالب" بعد تدخل الجولاني لحل القضية.
وأسندت إلى "رائد عرب" قيادة فرقة الدبابات، المتمركزة في ريف حمص الشرقي، المفتوح على البادية السورية حتى قاعدة التنف الأمريكية، على الحدود مع الأردن والعراق، مما يجعل فرقته العسكرية على تماس مباشر مع تنظيم داعش، وتشرف على الطرق البرية التي تربط شرق سورية مع الداخل.
وتم تعيين "محمد غريب"، المعروف باسم "أبو أسيد حوران"، قائداً لفرقة إدلب، وكان من قادة "فيلق الشام"، الذي عمل مع "هيئة تحرير الشام" ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين". ويعتبر الفيلق من التشكيلات القريبة من تركيا وتنظيم الإخوان المسلمين، وسيشمل نطاق عمله القاطع الشرقي لمحافظة إدلب، وهي المنطقة المفتوحة على البادية أيضا، حيث تنظيم "داعش"، وتقع على عاتقه مهمة حماية الطرق البرية الرئيسية وخط سكة القطار.
أيضاً تم إسناد قيادة فرقة درعا إلى "بنيان الحريري"، وهو قيادي في "حركة أحرار الشام"، المحسوبة على الإخوان المسلمين، وموقعه هذا سيجعله على تماس مع "أحمد العودة"، قائد اللواء الثامن، الذي شكلته روسيا، ورفض حل تنظيمه والانضمام إلى وزارة الدفاع الجديدة، مما يجعل لهذا الموقع امتدادات داخلية وخارجية.
كما تم تعيين العميد "عبده سرحان"، المعروف بلقب "أبو القاسم بيت جن"، قائداً عاماً للقوى الجوية، والعميد "محمد منصور" من قادة "جيش النصر" رئيساً لشعبة شؤون الضباط.
أيضاً تولى "عناد درويش"، المعروف باسم "أبو المنذر"، منصب رئيس شعبة التنظيم والإدارة، وهو ضابط منشق برتبة نقيب، وكان في موقع رئيس أركان "الجبهة الوطنية للتحرير"، والقائد العسكري لـ"حركة أحرار الشام"، ويعتبر من الضباط المنشقين القلائل الذين تم تعيينهم في مناصب قيادية في الجيش الجديد.
وكانت القيادة السورية الجديدة قد منحت عدداً من غير السوريين رتباً عسكرية عالية، ومناصب قيادية في الجيش السوري الجديد، ومنهم -إضافة إلى الأردني "عبد الرحمن حسين الخطيب" والتركي "عمر محمد جفتشي"- التركماني "عبد العزيز داوود خدابردي"، الذي تم منحه رتبة عميد، والألباني عبدل صمريز بشاري (عقيد) والطاجيكي مولان ترسون عبد الصمد (عقيد) والمصري علاء محمد عبد الباقي (عقيد).
ويتولى "مرهف أبو قصرة"، وهو مهندس زراعي، منصب وزير الدفاع، وعلي النعسان "أبو يوسف الحمصي" رئاسة الأركان العامة، وهما من قادة المجموعات المسلحة التي عملت مع الجولاني.
ويلاحظ في التعيينات الجديدة عدة أمور، أبرزها:
- أنها كلها من لون واحد، وهو المجموعات المسلحة التي عملت مع "هيئة تحرير الشام"، وهو ما تم في كل التعيينات التي جرت في مؤسسات الدولة والجيش.
- اعتمدت معيار الولاء، وليس الكفاءة.
- استمرار استبعاد الضباط الذين انشقوا سابقاً عن الجيش العربي السوري، أيام النظام السابق.
- تم تعيين شخصيتين أجنبيتين في أكثر المناصب العسكرية والأمنية حساسية، ونطاق عملهما يتعلق بحماية النظام الجديد عموماً، والعاصمة دمشق خصوصاً، وهما ليس لهما طموح أبعد من المواقع التي تولياها.
واللافت أن أول عملية قامت بها قوة الحرس الجمهوري الجديد، بقيادة الأردني عبد الرحمن الخطيب، هي الصدام الذي تم على الحدود السورية اللبنانية، في منطقة ريف القصير، غرب حمص، مع عشائر سورية ولبنانية تعتبر من البيئية القريبة من المقاومة اللبنانية.
المصدر خاص / لا ميديا