إعلام صيني:الجيش الأمريكي مُني بخسائر كبيرة خلال مواجهة الحوثيين
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
سخرت وسائل إعلام صينية من الأخبار التي نشرتها البحرية الأمريكية التي زعمت فيها تعرض حاملة الطائرات النووية "ترومان" للاصطدام بسفينة تجارية في البحر الأبيض المتوسط.
وأكد الإعلام الصيني أن الجيش الأمريكي تعرض لخسائر كبيرة في معارك البحر الأحمر مع القوات المسلحة اليمنية خلال الخمسة عشر شهراً الماضية.
وذكرت شبكة أخبار الصين China News Network، في تقرير لها، أمس، بعنوان "تحطم طائرة واصطدام سفينة، لماذا أصبح الجيش الأمريكي أسوأ وأسوأ؟"، أن البحرية الأمريكية أعلنت أن حاملة الطائرات النووية من فئة نيميتز، يو إس إس هاري إس ترومان (CVN-75)، اصطدمت بسفينة شحن تحمل العلم البنمي في البحر الأبيض المتوسط مساء 12 شباط/ فبراير الجاري.
ونقلت الشبكة عن وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، القول بأن "ترومان" أنهت قبل عشرة أيام مهمة استمرت 50 يوما في البحر الأحمر، شاركت خلالها في العديد من الضربات الجوية ضد القوات المسلحة اليمنية في المعركة التي خاضتها صنعاء إسناداً للشعب الفلسطيني.
وأشارت إلى أن "الجيش الأمريكي الذي شارك في القتال ضد قوات صنعاء، خلال العام الماضي، تكبد خسائر كبيرة، من ضمنها هذا الاصطدام".
وأضافت: "في 22 كانون الأول/ ديسمبر 2024، أُسقطت طائرة من طراز F/A-18 بقيمة 80 مليون دولار على متن حاملة الطائرات يو إس إس ترومان عن طريق الخطأ بصاروخ أطلقته سفينة حربية تابعة لها وتحطمت في البحر. كما كادت طائرة عسكرية أمريكية أخرى أن تصطدم بالطائرة ذاتها، وذلك خلال الاشتباكات مع الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية اليمنية"، لافتة إلى أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في إسقاط العديد من الطائرات المسيرة العسكرية الأميركية طراز MQ-9 Reaper، ما تسبب في خسائر بمئات الملايين من الدولارات، حيث تبلغ تكلفة الطائرة الواحدة من هذا الطراز قرابة 30 مليون دولار.
وعلقت شبكة أخبار الصين على "حادث التصادم" المزعوم بالقول: "حاملة الطائرات يو إس إس ترومان التي سقطت مقاتلة حربية من نوع إف 18 على متنها في البحر الأحمر، فدافعت عنها وسائل إعلام أجنبية، قائلة إن "الضغط الهائل من المقاتلين الحوثيين جعل الجيش الأميركي في حالة عصبية شديدة"، مما أدى إلى وقوع حادثة "الإصابة العرضية لقوات صديقة"، ولكن على البحر الشاسع -الأبيض المتوسط- بعيدًا عن منطقة الحرب، غضت حاملة الطائرات ترومان الطرف عن السفينة التجارية التي يزيد وزنها عن 50 ألف طن، مما أدى إلى وقوع تصادم. ولا يسعنا إلا أن نقول إن حاملة الطائرات الأميركية ربما تعاني من مشاكل كثيرة، سواء من حيث جودة الأفراد أو وضع السفينة".
وتطرقت الشبكة الإخبارية الصينية إلى الحوادث التي وصفتها بـ"الخطيرة" والتي عانى منها الجيش الأمريكي خلال الأشهر القليلة الماضية، سواء أكان ذلك في البحر الأحمر أو في مناطق أخرى بالعالم، مشيرة إلى أن المحللين الخارجيين يقولون بأن "الجيش الأميركي مشغول للغاية بالفعل، إذ يتعين عليه أن يعمل بمثابة شرطة العالم على مدار العام، فيؤجج الصراعات و ينخرط في معارك عنيفة في جميع أنحاء العالم من أجل تعزيز الهيمنة الأميركية".
وأوضحت أن القوة العسكرية الأمريكية لم تعد قادرة على إشباع طموحات واشنطن المتضخمة، وتعتبر سلسلة الحوادث التي تعرض لها أفراد من الجيش الأميركي من الأمثلة الأكثر وضوحاً.
وخلص التقرير إلى أن "الاعتقاد الأعمى باستخدام القوة والانحياز لحل القضايا الإقليمية المعقدة لن يؤدي فقط إلى زيادة التوترات وتفاقم الصراعات، بل سيجعل أداء الجيش الأميركي أكثر ضعفاً. وأخطر عدو له هو الولايات المتحدة نفسها".
وأصدرت البحرية الأميركية، الخميس المنصرم، أول صور تظهر الأضرار التي لحقت بحاملة الطائرات "ترومان" نتيجة حادث الاصطدام المزعوم في البحر الأبيض المتوسط.
وأظهرت الصور تمزقات كبيرة متعددة عبر دعامة على الجانب الأيمن من مؤخرة حاملة الطائرات بالقرب من أحد مصاعد الطائرات، ومن غير المعروف ما إذا كان هناك ضرر في مكان آخر من السفينة.
تشكيك
في هذا السياق شكك موقع Security Clearance Jobs الأمريكي المختص بالشؤون الأمنية والعسكرية في الرواية الأمريكية حول "حادث التصادم".
وقال الموقع: "تُطرح العديد من الأسئلة هذا الأسبوع حول كيفية اصطدام السفينتين العملاقتين. يبلغ طول حاملة الطائرات من فئة نيميتز حوالي 1100 قدم، بينما يبلغ طول سفينة الشحن السائبة بشيكتاش-إم حوالي 618 قدمًا"،
ونقل عن خبراء بحريين القول إنه "من غير المعتاد أن تقترب سفينة تجارية من حاملة طائرات إلى هذا الحد، كون سفنها المرافقة في مجموعة حاملة الطائرات موجودة هناك لضمان عدم حدوث ذلك".
وأفاد الموقع بأن "الحاملة ترومان واجهت مشكلتين خطيرتين خلال ثمانية أسابيع فقط"، دون الحديث عن نوع هاتين المشكلتين.
وكانت "ترومان" وما تسمى بالمجموعة الضاربة المرافقة لها، قد أُرسِلَت إلى مسرح العمليات البحرية اليمنية في 14 كانون الأول/ ديسمبر الفائت، بهدف تحييد قدرات صنعاء العسكرية ومحاولة صد الهجمات اليمنية على الكيان الصهيوني في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو فك الحصار البحري عنه في البحر الأحمر، منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023م.
وخلال الفترة من 21 كانون الأول/ ديسمبر 2024م إلى 17 كانون الثاني/ يناير الفائت، أعلنت القوات المسلحة اليمنية استهداف حاملة الطائرات "ترومان" سبع مرات، مؤكدة نجاح عمليات الاستهداف.
ووفقاً لخبراء عسكريين فقد نجح اليمنيون، خلال الخمسة عشر شهراً الماضية، في إحداث تغيير جذري في معادلة القوة البحرية، حيث لم تعد الهيمنة الأمريكية القائمة على الأساطيل الحربية كافية لفرض السيطرة.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا