نغم زبيدات - صحيفة «هارتز» العبرية
ترجمة خاصة:إياد الشرفي / لا ميديا -
أثار إعلان عادي عن البنية التحتية من قبل الإمارات عاصفة على وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية، حيث اتهم المعلقون أبوظبي بالسعي إلى حفر أنفاق المسلحين وزرع أجهزة تجسس إسرائيلية.
أعلنت الإمارات يوم السبت عن مشروع لإصلاح شبكات الصرف الصحي في مناطق مختلفة من خان يونس كجزء من جهودها المستمرة في إطار عملية الفارس الشجاع 3، وفقًا لوكالة أنباء الإمارات. تهدف المبادرة إلى معالجة الأزمة الإنسانية الكارثية في غزة، حيث لم يتبق أي بنية تحتية سليمة تقريبًا. لكن هذا البيان الذي يبدو عاديًا أثار موجة من نظريات المؤامرة على وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية.
عملية الفارس الشهم 3 هي مبادرة أطلقها رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد بالتعاون مع قيادة العمليات المشتركة بوزارة الدفاع وشركاء آخرين لدعم سكان غزة.
على مدار الحرب التي استمرت 15 شهرًا، نظمت العملية حملات مساعدات متعددة، وأرسلت شاحنات محملة بالطعام والملابس والمواد الأساسية، بالإضافة إلى المساعدات الطبية، بما في ذلك المعدات والإمدادات والأدوية.
ونقلت وكالة الأنباء عن مسؤولين حكوميين قولهم إن المشروع يهدف إلى إصلاح الأضرار الجسيمة التي لحقت بشبكات الصرف الصحي والمياه في القطاع، والمساعدة في منع الكوارث البيئية وتحسين الظروف المعيشية لسكان خان يونس. وفي منشور على فيسبوك، أقرت بلدية خان يونس ورئيسها علاء الدين البطة بجهود الإمارات «لتخفيف معاناة السكان ورفع العبء عن الناس».
ومع ذلك، أثارت المبادرة الإماراتية ردود فعل عنيفة غير عادية على وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية، حيث تساءل المستخدمون عن التركيز على شبكات الصرف الصحي، وتكهنوا بأن النية الحقيقية للدولة الخليجية قد تكون استهداف أنفاق حماس في غزة.
كتب مصطفى عاشور، المذيع المصري في قناة الجزيرة مباشر، في منشور على موقع X: «لماذا الصرف الصحي بالتحديد؟ لماذا لا المدارس والجامعات والطرق والمستشفيات والآلات الثقيلة لإزالة الأنقاض؟ لماذا لا شبكات الكهرباء؟» أعرب عاشور عن امتنانه لكنه وجه تحذيرًا إلى الإمارات بأن «الحفر في أرض غزة مقدس لدى أهل غزة».
اتهم السياسي التونسي ووزير الخارجية السابق، رفيق عبدالسلام، الإمارات باستخدام شبكة الصرف الصحي كـ«مشروع استخباراتي» للتجسس فوق وتحت الأرض، زاعمًا أن نية أبوظبي الحقيقية كانت الكشف عن أنفاق حماس وزرع أجهزة تنصت وكاميرات مراقبة داخل الأنابيب نيابة عن الجيش الإسرائيلي. ووصف هذه المشاريع بأنها «متخفية تحت رحمة لكنها مليئة بالعذاب».
وهاجم ممدوح حمزة، المهندس المصري الذي أدانته حكومته بتهمة «التحريض على الإرهاب والعنف» بسبب منشوراته المناهضة للحكومة، المبادرة الإماراتية. وكتب حمزة، الذي يعيش في المنفى الاختياري، على موقع X: “يا أبطال غزة لا تدخلوا الدولة الإماراتية إلى أرضكم”، مضيفا أن “شبكة الصرف الصحي = تبحث عن الأنفاق”. وقال إنه إذا كانت دولة الإمارات تنوي المساعدة حقا، فإنها ببساطة «دفعت أموالا» لأطراف أخرى للتعامل مع إعادة إعمار القطاع.
شارك كمال شرف، رسام الكاريكاتير اليمني المعروف بتعليقاته السياسية والاجتماعية، رسماً توضيحياً على علامة X يصور جندياً إسرائيلياً يحمل رجلاً إماراتياً على شكل صاروخ محمول على الكتف. وكتب على منشوره: «الإمارات تطلق عملية الفارس الشهم»، ساخراً من المبادرة الإماراتية ومشيراً إلى أن هدفها الحقيقي هو «الحفاظ على أنفاق الصرف الصحي في غزة».
وراء الانتقادات الموجهة للإمارات يكمن قرارها في عام 2020 بتطبيع العلاقات مع إسرائيل من خلال التوقيع على اتفاقيات إبراهيم. وقد اعتبره العديد من الفلسطينيين خيانة، واتهموا أبوظبي بإعطاء الأولوية لمصالحها الاقتصادية والاستراتيجية من خلال التضحية بحق تقرير المصير الفلسطيني وإضعاف الجبهة العربية الموحدة ضد السياسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.