تقرير / لا ميديا -
تحرر 183 مختطفا فلسطينيًا، أمس السبت، ضمن الدفعة الرابعة من المرحلة الأولى من «اتفاق وقف إطلاق النار» الذي أجبرت المقاومة الفلسطينية العدو الصهيوني على التوقيع عليه بعد صمودها لـ15 شهرا في وجه عدوان غاشم غير مسبوق.
وشملت الدفعة الرابعة في إطار المرحلة الأولى من صفقة التبادل: 18 مختطفا من ذوي المؤبدات؛ و54 مختطفا من أصحاب الأحكام العالية؛ بالإضافة إلى 111 مختطفا من أبناء قطاع غزة المختطفين بعد 7 أكتوبر.
كما تضمنت هذه الدفعة 39 مختطفا قديماً من غزة، و32 من الضفة الغربية، وأسيرًا يحمل الجنسية المصرية، بالإضافة إلى 111 مختطفا جديدا، اختطفوا من غزة بعد السابع من أكتوبر. كما أوضحت الهيئة أنه سيتم إبعاد 7 أسرى دون تحديد وجهتهم.
ووصل 32 مختطفاً فلسطينيًا من الضفة الغربية إلى رام الله، وسط استقبال جماهيري حاشد أمام قصر رام الله الثقافي، رغم التهديدات الصهيونية التي تمنع الاحتفال بتحرير المختطفين. في المقابل، تم نقل الأسرى المحررين من قطاع غزة إلى المستشفى الأوروبي في خان يونس عبر معبر كرم أبو سالم، وسط تفاعل شعبي واسع.
وبدا الأسرى بهيئة صحية متردية وأجساد نحيلة، وظهر بعضهم عاجزا عن المشي، وخضعوا لفحوصات طبية أولية من طواقم طبية، وذلك نتيجة الاعتداءات التي تعرضوا لها داخل السجون منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حتى اللحظات الأخيرة من احتجازهم.
وفي ظل التدهور الصحي لعدد من الأسرى نتيجة التنكيل والانتهاكات، جرى نقلهم إلى المستشفيات. وتزامن وصول الأسرى مع اقتحام قوات الاحتلال بلدة بيتونيا واعتداءاتها على الأهالي، فيما رافقت الحافلة آليات عسكرية صهيونية من سجن «عوفر» إلى مشارف رام الله.
وفي ظل التصعيد المتواصل للاحتلال ومساعيه لتنغيص فرحة الفلسطينيين في إطار تنفيذ الدفعة الرابعة من صفقة تبادل الأسرى، شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات لمنازل عدد من الأسرى المقرر الإفراج عنهم، موجهةً تهديدات لعائلاتهم بعدم إقامة أي احتفالات.

القسام تفرج عن 3 أسرى للاحتلال
في المقابل سلمت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ضمن عمليات منظمة يتخللها استعراض عسكري أمس السبت، أسيرين للعدو الصهيوني أحدهما يحمل الجنسية الفرنسية للصليب الأحمر في خان يونس، كما سلمت أسيرا ثالثا يحمل الجنسية الأميركية في ميناء غزة.
وبينما تتواصل المباحثات حول المرحلة الثانية المرتقبة من «اتفاق وقف إطلاق النار»، أوفت فصائل المقاومة بالتزاماتها في الدفعة الرابعة ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل، في عملية تسليم سريعة ومنظمة.
وانطلقت عملية الإفراج وسط حضور شعبي حاشد وبتواجد مجاهدي «وحدة الظل» في كتائب القسّام الذين اعتلوا منصة تسليم الأسيرين، كما نقل الأسيران إلى نقطة التسليم على متن سيارة اغتنمها عناصر القسام في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وقالت منصة إعلامية تابعة للعدو إنّ عوفر كالدرون ويردن بيباس وقعا على وثيقة يتعهدان فيها بعدم العودة إلى الخدمة في قوات الاحتلال.
ورفعت كتائب القسام في موقع تسليم الأسرى صور قائد هيئة أركانها الشهيد محمد الضيف، ورفاقه القادة.
وأكدت وسائل الإعلام الفلسطينية أن المشرف على عرض تسليم الأسرى أمس كان القائد في كتائب القسّام هيثم الحواجري «أبو عمر» قائد كتيبة الشاطئ الذي سبق أن أعلن الاحتلال عن قتله في كانون الأول/ ديسمبر 2023.
وعلّقت وسائل إعلام الاحتلال على الأمر قائلة إن حماس تواصل تحدي «إسرائيل».
وتحدثت منصة إعلامية صهيونية أخرى عن أنّ الناطق العسكري باسم كتائب القسام «أبو عبيدة» تواجد أثناء عملية تسليم الأسرى.
في سياق متصل بدأ معبر رفح، أمس، استقبال المرضى والجرحى الفلسطينيين من قطاع غزة، وفق ما ينص عليه «اتفاق وقف إطلاق النار»، وذلك بعد إعادة فتحه أمام الحالات الإنسانية.
ووفق التقديرات، سيتم السماح بمرور 50 حالة مرضية يوميًا، يرافق كل مريض ثلاثة أشخاص، ليصل إجمالي العابرين إلى 200 شخص يوميًا.

حماس: مشاريع أمريكا في غزة لن تمر
من جهتها أكدت حركة حماس، أمس السبت، أن التصريحات الأميركية المتكررة بشأن تهجير سكان غزة تحت ذرائع إعادة الإعمار، تعكس إصرارًا على الشراكة في الجريمة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.
وشددت الحركة، في بيان رسمي، على أن هذه المشاريع لن ستفشل ولن تحقق أهدافها.
ونقل البيان عن القيادي في الحركة، سامي أبو زهري، قوله إن «هذه المشاريع سخيفة وليس لها قيمة»، مضيفًا أن الاحتلال فشل في فرضها بالقوة، ولن ينجح عبر «ألاعيب السياسة».
وأضاف أبو زهري أن إصرار إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على مشاريع التهجير يشكل «وصفة لمزيد من الفوضى والتوتر في الإقليم».

استشهاد فتى وإصابة 2 في جنين
في ذات إطار الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين استشهد الفتى أحمد عبدالحليم السعدي (14 عاما) وأصيب شخصان آخران بجروح جراء قصف صهيوني استهدف الحي الشرقي في مدينة جنين؛ مساء أمس.
ويواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه الموسع في مخيم جنين لليوم الـ12، وفي مخيم طولكرم لليوم السادس، متسببًا في دمار واسع للبنية التحتية والمنازل، ما أدى إلى نزوح عشرات العائلات قسرًا وسط أوضاع إنسانية متدهورة.
ويفرض العدو الصهيوني حصارًا خانقًا على مستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي، ويعيق حركة الإسعاف والطواقم الطبية، بينما يواصل دورياتها الراجلة اقتحام أحياء مدينة طولكرم ومخيمها، وتحويل مبانٍ سكنية وتجارية إلى ثكنات عسكرية.
وتقوم قوات الاحتلال بتفجير المنازل وإحراقها في عدة مناطق من مخيم طولكرم، خاصة في أحياء النادي والشهداء والمطار، وسط عمليات تفتيش واسعة وإجبار الأهالي على مغادرة منازلهم، فيما جُرفت المرافق الأساسية، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات.
ونشرت قوات الاحتلال القناصة على أسطح المباني، وأطلقت طائرات تصوير في أنحاء المدينة، بينما نفذت عمليات تفتيش وتمشيط مكثفة في المقبرة الغربية والمناطق المجاورة، وأجبرت المواطنين والمركبات على العودة إلى منازلهم تحت تهديد السلاح.