عادل بشـر / لا ميديا -
حذرت صنعاء من أنها سترد على أي عدوان عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة بعمليات عسكرية نوعية "بلا سقف أو خطوط حمراء".
جاء ذلك في بيان متلفز للقوات المسلحة اليمنية تلاه المتحدث باسمها العميد يحيى سريع الساعة الثانية بتوقيت صنعاء، فجر أمس الأحد، أعلن خلاله عن تنفيذ عملية عسكرية استهدفت حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس هاري ترومان" وعدداً من القطع الحربية التابعة لها بعددٍ من الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة، للمرة الثامنة منذ وصولها للبحر الأحمر، مجبرةً إياها على مغادرة مسرح العمليات.
وإذ أكد سريع أن هذه العملية تأتي "انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه ورداً على المجازرِ الأخيرةِ في غزة، وفي إطارِ الردّ على العدوان الأميركي البريطاني على اليمن"، حذر "القوات المعادية في البحر الأحمر من مغبة أي عدوان على اليمن خلال فترة وقف إطلاق النار"، كاشفاً أن ذلك يدفع القوات المسلحة اليمنية للرد "بعمليات عسكرية نوعية بلا سقف أو خطوط حمراء".
وكان أول استهداف للحاملة "ترومان" في 21 كانون الأول/ ديسمبر الفائت، بعد أسبوع من وصولها إلى البحر الأحمر، ونتج عن ذلك إسقاط مقاتلة أمريكية طراز F18 وإجبار حاملة الطائرات والقطع الحربية المرافقة لها إلى الفرار لمسافة بعيدة شمال البحر الأحمر، وإفشال المخطط الأمريكي البريطاني بتنفيذ عدوان واسع على اليمن.
وتلى ذلك عمليات استهداف بالصواريخ والطائرات المسيّرة لحاملة الطائرات "ترومان" والمجموعة القتالية التابعة لها، بلغت في مجملها حتى أمس، ثمان عمليات.
وقبل "ترومان" تناوبت ثلاث حاملات طائرات أمريكية على المواجهة البحرية مع القوات المسلحة اليمنية التي تخوض الحرب ضد الكيان الصهيوني انتصاراً للشعب الفلسطيني منذ أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، وكانت هذه الحاملات في مرمى نيران القوات اليمنية، ما دفع الولايات المتحدة إلى استبدالها واحدة بعد أخرى، تزامناً مع تحذيرات أطلقتها مراكز دراسات وخبراء عسكريين أمريكيين من إمكانية قوات صنعاء إغراق حاملة طائرات أمريكية.

إقرار أمريكي
في السياق وفيما دأبت البحرية الأمريكية في إنكار عمليات الاستهداف لحاملات طائراتها على أيدي القوات المسلحة اليمنية، وكان آخرها الاستهدافات الثمانية لـ"ترومان"، إلا أن بحرية واشنطن تُقر بأسلوب غير مباشر بتعرض قطعها البحرية للأضرار جراء ضراوة الهجمات اليمنية في البحر الأحمر.
أحدث هذه الاعترافات التصريحات التي أطلقها وزير البحرية الأمريكية كارلوس ديل تورو، الجمعة الماضية، بقوله إن سفناً حربية تابعة للبحرية الأميركية "ستضطر لمغادرة البحر الأحمر لأسابيع" بحجة إعادة شحن صواريخها التي استنزفتها في المواجهة مع القوات اليمنية.
ونقل موقع TWZ الأمريكي المتخصص بالشؤون العسكرية، عن الوزير تورو القول إن "المدمرات والطرادات التابعة للبحرية الأمريكية التي تحتاج إلى مغادرة المعركة الجارية ضد هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار التي يطلقها الحوثيون في البحر الأحمر لإعادة تحميل خلايا صواريخها العمودية من طراز Mk 41 تتسبب في فجوة في الوجود وتحدي حقيقي".
وأضاف: "لا نستطيع أن نتحمل التنازل عن أسبوعين حتى تتمكن المدمرات والطرادات والفرقاطات من إعادة تحميل الذخيرة".
وأشار الموقع إلى أن قادة البحرية الأمريكية وصفوا معارك البحر الأحمر بأنها أكثر المعارك الحركية استدامة التي شهدتها الخدمة منذ الحرب العالمية الثانية، مع إنفاق مئات الذخائر منذ بدء الحرب على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مما أدى إلى استنزاف جزء كبير من ترسانات الصواريخ والذخيرة الخاصة بالسفن الحربية الأمريكية.
وأوضح موقع TWZ أنه  لايزال من غير الواضح إلى أين تتجه السفن الحربية الأمريكية التي تقاتل في البحر الأحمر حاليًا لإعادة تحميل ذخائرها.. لافتاً إلى أن مسؤولين في القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية رفضوا تأكيد تلك المواقع حين طلب منهمTWZ ذلك.
ورجح الموقع الأمريكي أن أحد خيارات إعادة التحميل المحتملة هو نشاط الدعم البحري في خليج سودا، الذي يستضيف قدرات إعادة التسليح ويقع على متن جزيرة كريت اليونانية في البحر الأبيض المتوسط. وتتضمن مثل هذه الرحلة حوالي 1900 ميل وستتطلب من سفينة حربية تابعة للبحرية العبور شمالًا من البحر الأحمر عبر قناة السويس.
وأفاد بأن إعادة تسليح القاعدة البحرية في البحرين تستغرق حوالي 2500 ميل، وتتضمن مغادرة البحر الأحمر جنوباً عبر مضيق باب المندب وعبور نقطة الاختناق الاستراتيجية في مضيق هرمز.. مؤكداً أن "بعض السفن الحربية الأمريكية تحصل على بعض الذخائر في أماكن أقرب إلى البحر الأحمر، في الدول الشريكة، ولكن بقدرة محدودة للغاية".