عادل بشر / لا ميديا -
في عملية تُعد الرابعة خلال 24 ساعة، أعلنت القوات المسلحة اليمنية، مساء أمس الثلاثاء، تنفيذ عمليتين عسكريتين ضد أهداف للعدو الإسرائيلي في منطقتي يافا وأم الرشراش المحتلتين.
وأوضحت القوات المسلحة في بيان صادر عنها، أن سلاح الجو المسير نفذ عملية عسكرية نوعية استهدفت أهدافاً تابعة للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة بعدد من الطائرات المسيرة.
وأشارت إلى أن القوة الصاروخية استهدفت محطة الكهرباء التابعة للعدو الإسرائيلي في منطقة أمِّ الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة بصاروخ مجنح.. مؤكدة أن العمليتين حققتا أهدافهما بنجاح.
وأكدت القوات المسلحة أنها ستنفذ المزيد من العمليات العسكرية ضد العدو الإسرائيلي، وأنها بعون الله قادرة على استهداف المزيد من الأهداف العسكرية للعدو الإسرائيلي خلال الفترة المقبلة دعماً وإسناداً للمقاومة الفلسطينية.. مشيرة إلى أن هذه العمليات لن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.
وكانت قواتنا المسلحة أعلنت صباح أمس تنفيذ عملية نوعية استهدفت وزارة أمن الاحتلال «الإسرائيلي» في يافا المحتلة، بصاروخٍ بالستي فرط صوتي من نوع «فلسطين 2».
وأكدت القوات المسلحة، في بيانٍ متلفز، أنّ الصاروخ وصل إلى هدفه وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدّي له، لافتةً إلى أنّ هذه العملية تُعدّ الثالثة خلال 12 ساعة.
وأوضحت أنّ العملية تأتي «انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه ورداً على المجازر بحقّ إخواننا في غزة، وضمن المرحلة الخامسة من مراحل الإسناد في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدّس، وفي إطار الردّ على العدوان الإسرائيلي على بلدنا».
وشدد البيان على أن القوات المسلحة اليمنية ستصعّد من عملياتها العسكرية ضدّ الاحتلال حتى وقف العدوان على قطاع غزّة ورفع الحصار عنه.. مجددة التأكيد أنّها ومعها أبناء الشعب اليمني «لن تتخلّى عن تأدية واجباتها الدينية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم مهما كانت التداعيات».
وقُبيل هذا البيان، أقرّ «جيش» الاحتلال الصهيوني بدوي صفارات الإنذار في مناطق واسعة في فلسطين المحتلة بسبب صاروخ أطلق من اليمن.
وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، أن صفارات الإنذار دوت في «تل أبيب» ووسط الأراضي المحتلة، بعد سقوط صاروخ أطلق من اليمن.
ونقلت عن «جيش الدفاع» الصهيوني أنه جرت عدة محاولات لاعتراض الصاروخ، دون تأكيد نجاح عملية الاعتراض، ودون الإفصاح عن المزيد من التفاصيل.
وكعادته تحدث الإعلام العبري عن وقوع إصابات بين المستوطنين أثناء هروبهم إلى الملاجئ، قائلاً بأن 11 شخصاً أصيبوا أثناء التدافع وأربعة آخرين تعرضوا لنوبات من الهلع.
وأكد الأعلام العبري «حدوث اضطراب» في حركة الطيران بمطار «بن غوريون» وتعليق عمليات الهبوط والإقلاع لعدة ساعات.
وتناقلت وسائل إعلام ومنصات عبرية مشاهد توثق لحظة وصول الصاروخ اليمني في سماء الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأخرى لشظايا اخترقت سطح منزل أحد المستوطنين، قيل إنها شظايا الصواريخ الاعتراضية.
ومساء أمس الأول الاثنين أعلن المتحدّث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، تنفيذ عمليتين عسكريتين، بصاروخ باليستي فرط صوتي، من طراز «فلسطين2» و4 طائرات مسيّرة، ضدّ أهداف تابعة للعدو الصهيوني في منطقة يافا المحتلة.. مؤكداً أن العمليتين حقّقتا أهدافهما بنجاح.

استنفار العدو
العمليات اليمنية الثلاث خلال 12 ساعة، جاءت في وقت يعيش الكيان الصهيوني حالة استنفار قصوى منذ أيام، تحسباً لردٍ يمني على العدوان الثلاثي (الأمريكي البريطاني الإسرائيلي) الذي استهدف بنى تحتية في العاصمة صنعاء ومحافظتي عمران والحديدة، الجمعة الماضية.
وأقرت وسائل إعلام صهيونية، في وقت سابق، بمخاوف تسود المنظومة الأمنية لكيان العدو جراء رد محتمل للقوات المسلحة اليمنية على العدوان الثلاثي.. مشيرة إلى أن المنظومة الأمنية «الإسرائيلية» في حالة يقظة عالية، تخوفا من رد اليمن متوقع على قصف الجمعة.
كما أقر إعلام العدو بفشل الغارات على اليمن في التأثير على قدرات الجيش اليمني أو معنويات الشعب اليمني الذي يخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس نصرة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية في قطاع غزة المحاصر منذ عام وثلاثة أشهر.

الردع لا يكفي
من جهة أخرى أكد الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية «الإسرائيلية» ورئيس منظمة «مايند إسرائيل» الاستشارية، عاموس يدلين، أن «خطر التهديد الذي تشكله القوات اليمنية على كيان الاحتلال يتجاوز حدود مفهوم الردع التقليدي الذي لازال من الصعب تحقيقه، ويتطلب تحركاً لإسقاط النظام في صنعاء، مع شن حملة واسعة ضد وسائل الإعلام التابعة لها»، حدّ تعبيره.
وقال في مقال نشره موقع القناة 12 العبرية: «يجب أن نفهم أن الهدف الرئيسي للحوثيين هو تدمير إسرائيل، وهذا الهدف ليس شعاراً، بل هو عقيدة دينية جهادية تؤدي إلى خطة عمل تنفيذية، ولذلك فإن الاستراتيجية المبنية على الردع وحده تتطلب فحصاً مستمراً لصلاحية الردع لتجنب فشل مثل 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023».
واعتبر أن ما وصفه بالردع ضد الحوثيين «ليس الهدف النهائي، بل هو علامة فارقة في استراتيجية أوسع، فإذا اختارت إسرائيل تحديد الردع ووقف إطلاق النار كهدف، فلا بد أن يكون هذا مصحوباً بجهد طويل الأمد لإسقاط النظام تحت ضغوط عسكرية واقتصادية وتنظيمية هائلة».
وتابعَ: «إن إهمال هذا الموضوع بعد تحقيق ردع مؤقت هو وصفة لمفاجأة أخرى من عدو أثبت بالفعل قدرته على المفاجأة».. مشيراً إلى أن «إسرائيل» إذا فشلت في ردع «الحوثيين» حسب تسميته، فإنها (أي صنعاء) ستحاول مفاجأة «إسرائيل»، وأضاف: «حتى مع عدم وجود حدود مشتركة لكنهم يستطيعون أن يكيفوا السيناريو مع موقعهم وقدراتهم وهم بالفعل يعملون على تحسين وتطوير القدرات الصناعية العسكرية».
وركز المسؤول الاستخباري السابق للاحتلال على الجبهة الإعلامية بوصفها الشق الثاني من خطة «إسرائيل» لتحييد الجبهة اليمنية بشكل مستمر، قائلاً بأن «تنفيذ حملة حازمة ضد الجناح الإعلامي لنظام الحوثي يمثل عنصراً أساسياً في أي استراتيجية إسرائيلية، لأن الضرر الجسيم الذي يلحق بصورة الحوثيين وقدرتهم على التأثير يمكن أن يحدث تأثيراً هائلاً وقد يشمل ذلك عدة جوانب منها على سبيل المثال لا الحصر: الدفع باتجاه طرد الناشطين الإعلاميين الحوثيين من الدول التي قد تتعاون معهم، والإضرار بالبنى التحتية المادية والسيبرانية التي تمكن الآلة الإعلامية الحوثية، وحتى الإضرار بالناشطين الإعلاميين الحوثيين أنفسهم».
ولتفادي السخط الدولي جراء توجه الاحتلال لضرب الإعلام اليمني، قال المسؤول الاستخباري الصهيوني: «إن المؤسسة الدبلوماسية والعسكرية الإسرائيلية يجب أن تكون فعالة في تقديم الحجة القائلة بأن هؤلاء الأهداف هم قادة حرب المعلومات لمنظمة إرهابية».