
عادل بشر / لا ميديا -
واصلت وسائل إعلام صينية تسليط الضوء على الفشل الأمريكي في إيقاف الهجمات اليمنية على السفن والبنية التحتية للكيان الصهيوني، انتصاراً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية في قطاع غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023م.
في هذا الصدد نشرت صحيفة "آسيا تايمز" واسعة الانتشار، أمس، تقريراً بعنوان "الولايات المتحدة وإسرائيل لم تنتصرا في حربهما على اليمن"، أكدت في مستهله أن "الضربات الأمريكية لم توقف هجمات اليمن على السفن والبنية التحتية الإسرائيلية، وهو الفشل الذي اعترف به بايدن علناً".
التقرير الذي أعده فيجاي براشاد وهو مؤرخ وصحفي ومحلل سياسي هندي، بدأ بالتذكير بخطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر 2023م، الذي تحدث فيه عن إدخال معادلة البحر الأحمر ضمن معركة إسناد غزة ضد العدو الصهيوني.
وجاء في التقرير، في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، بعد مرور شهر على هجوم الإبادة الجماعية الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة، ألقى عبدالملك الحوثي، أحد قادة أنصار الله والحكومة اليمنية، خطاباً قال فيه: "أعيننا مفتوحة للرصد والبحث المستمر عن أي سفينة إسرائيلية"، وأشار السيد الحوثي إلى أن "العدو يعتمد على التمويه في تحركاته في البحر الأحمر وخاصة في باب المندب ولا يجرؤ على رفع الأعلام الإسرائيلية على سفنه".
وأضاف التقرير: "بعد خمسة أيام، حلقت قوات الكوماندوز اليمنية بطائرة هليكوبتر فوق جالاكسي ليدر، وهي سفينة شحن مسجلة في جزر البهاما ويديرها خط الشحن الياباني NYK ولكنها مملوكة جزئياً لأبراهام أونغار، أحد أغنى الرجال في إسرائيل، ولاتزال السفينة محتجزة داخل المياه الإقليمية اليمنية"، لافتاً إلى أن "الهجوم على جالاكسي ليدر، ثم على عدة سفن أخرى مملوكة لإسرائيل، أدى إلى إيقاف حركة البضائع إلى ميناء إيلات، المنفذ الوحيد لإسرائيل عبر البحر الأحمر".
وإضافة إلى الحصار البحري، أفاد التقرير بأن ميناء إيلات "أم الرشراش" تعرض على مدار العام الماضي، لضربات بطائرات بدون طيار وصواريخ انطلقت من اليمن والعراق.
الضربات الأمريكية لم تنجح
وأوضح تقرير صحيفة "آسيا تايمز" أن "الحكومة اليمنية قالت إنها ستكف عن شن أي هجوم إذا أوقفت إسرائيل حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين"، مشيراً إلى أنه "ومع استمرار الهجوم الإسرائيلي، استمرت هجمات اليمن أيضًا، وفي المقابل تعرضت البنية التحتية الهشة في اليمن لهجمات واسعة النطاق، بما في ذلك الهجوم الإسرائيلي على مدينة الحديدة والهجمات الصاروخية التي شنتها الولايات المتحدة".
وقال التقرير: "عندما سُئل الرئيس الأميركي جو بايدن عما إذا كانت الغارات الجوية والصواريخ الأميركية على اليمن ناجحة، أجاب بصراحة: عندما تقولون إنها ناجحة، فهل يوقفون الحوثيين؟ لا. هل سيستمرون؟ نعم".
وأضاف التقرير: "بعبارة أخرى، فإن الحكومة اليمنية -التي يطلق عليها خطأً اسم الحوثيين نسبة إلى المذهب الزيدي في الإسلام الذي يتبعه ربع سكان اليمن- لن توقف هجماتها على إسرائيل لمجرد أن الولايات المتحدة والإسرائيليين يضربون بلادهم"، مؤكداً أن "المعارضة اليمنية للإبادة الجماعية الإسرائيلية للفلسطينيين تتجاوز الطائفة الزيدية وحركة أنصار الله والحكومة اليمنية".
وعلق معد التقرير على حديث الرئيس الأمريكي، بالقول: "إن اعتراف بايدن بأن الضربات الصاروخية الأمريكية لن تمنع اليمن من هجماته، كان دقيقاً. فقد واجه اليمن قصفاً قاتلاً من السعودية في الفترة من 2015 إلى 2023، وتم تدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية في اليمن، ورغم ذلك، احتفظ اليمنيون بالقدرة على ضرب أهداف إسرائيلية".
وتابع: "في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، نشر الجيش الأميركي قاذفات من طراز بي-2 سبيريت لضرب ما وصفه البنتاغون بخمسة أهداف تحت الأرض. ولم يتضح ما إذا كانت مخازن الأسلحة هذه قد دمرت، لكن ذلك يظهر مدى اليأس المتزايد الذي تشعر به الولايات المتحدة وإسرائيل لوقف الهجمات اليمنية".
ووصفت صحيفة "آسيا تايمز" أسماء المهمتين الأمريكيتين (عملية حارس الرخاء وعملية بوسيدون آرتشر) بأنها "مثيرة للإعجاب"، وأكدت أن العمليتين مدعومتان "بقائمة من مجموعات حاملات الطائرات الهجومية والمدمرات لحماية إسرائيل وضرب اليمن، إضافة إلى كمية كبيرة من القوة النارية الأميركية في المنطقة المحيطة بإسرائيل".
حل سياسي
تقرير الصحيفة الصينية الشهيرة، أفاد بأن الرئيس الأمريكي بايدن "ليس الشخص الوحيد الذي قال إن الهجمات الأمريكية على اليمن فشلت. فقد ألقى نائب الأدميرال الأمريكي جورج ويكوف، الذي يقود عملية حارس الازدهار، كلمة أمام جمهور في واشنطن العاصمة من مقره في البحرين في آب/ أغسطس الماضي، قال فيها إن الولايات المتحدة لا تستطيع إيجاد مركز ثقل مركزي لليمنيين. مما يعني أنها لا تستطيع تطبيق سياسة ردع كلاسيكية. فإذا لم تتمكن الولايات المتحدة من بث الرعب في نفوس قيادة الحكومة اليمنية، فإنها لا تستطيع وقف الهجمات اليمنية على السفن أو البنية التحتية الإسرائيلية".
وأضافت الصحيفة: "ومثل بايدن، قال ويكوف: هل أوقفناهم؟ لا. وفي تعليق جانبي مثير للاهتمام، قال ويكوف: الحل لن يأتي في نهاية نظام الأسلحة". مشيرة إلى أنه "في ما يتعلق بالحكومة اليمنية، فإن الحل الوحيد سيأتي عندما تتوقف إسرائيل عن الإبادة الجماعية".
وترى "آسيا تايمز" بأن كلاً من ويكوف وبايدن يتفقان على أن السياسة الأمريكية لم تنجح، بل إن ويكوف قال إن الحل لن يكون من خلال القوة العسكرية، ويجب أن يكون سياسياً.
وخلصت الصحيفة إلى القول: "في النهاية، قد يكون اليمنيون هم من أذلوا الجيش الأميركي، حيث ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، مؤخراً، أن مخزون الولايات المتحدة من صواريخ الدفاع الجوي بدأ ينخفض، وأن أمريكا أنفقت مليار دولار على حربها في اليمن خلال العام المنصرم".
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا