طائفية أبو سلمية وطوائفيـــة الزعاتــرة
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
في الشهور الأولى للعدوان البعراني العبراني على اليمن 2015 دخلت في جدلٍ ونقاشٍ ساخنين مع كاتب وإعلامي إخواني فلسطيني اسمه ياسر الزعاترة. كان الزعاترة وما زال حتى وقت قريب مؤيداً وبكل لؤمٍ وشدة للعدوان على اليمن، بل ومزايداً على عروبة اليمنيين ودينهم واضعاً نفسه الطائفي الكريه في كل كلمةٍ مسمومة يكتبها عن البلد الذي منه يأتي نَفَس الرحمن، كما حدّث بذلك الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم. حاولت مواجهته بالحجة وبالتي هي أحسن، وما يزال يتهمني بالمجوسي والفارسي والرافضي حتى عييت من نقاش شخص يؤمن بأن محمد النفس الزكية مجوسي وأن محمد بن سلمان سيحرر القدس.
جرت في النهر مياه كثيرة واغتسل الكثيرون من ذنوبهم بحق اليمنيين الذين تناسوا جراح سنوات العدوان ونسوا بيانات مشعل وأبو مرزوق باسم حماس تأييداً لقتلهم وذبحهم وهبوا لأداء واجبهم الإنساني والديني والأخلاقي والقومي في نصرة فلسطين وغزة ضاربين بكل بروباغندا الطائفيين عرض حائط المبكى اللعين. فيما ما يزال الزعاترة مجبولاً لحربٍ خارج جباليا التي فيها يُباد أهله/ أهلنا بأسلحة الصهاينة وبأموال بن سلمان. الزعاترة الذي لم يعتذر عن طائفيته القذرة بحق اليمنيين ليس أحسن حالاً من أدهم أبو سلمية الطائفي (ناشط وإعلامي إخواني فلسطيني) الذي ينبش اليوم الجثث الطائفية في سورية متمثلاً وساخة معلمه الزعاترة وممتثلاً لقذارة أستاذه مشعل، والذي قال ذات يومٍ طائفيٍ كريه وهو يحمل علم الاحتلال الفرنسي في إدلب: «إن كانت القدس ستتحرر على يد الأسد فلا نريدها أن تتحرر».
فكيف بهؤلاء وأمثالهم وهم ينظرون إلى حكام السعودية والخليج وهم يمولون ويشاركون في إبادة أهل غزة؟! وكيف بهم وهم يقرؤون بيانات الدواعش مكفرةً قادة المقاومة هنية والسنوار؟! وكيف لهم أن ينطقوا وهم لا يجدون حتى رصاصةً يرميها الجولاني باتجاه الجولان؟!
هؤلاء وأمثالهم لا يمثلون الفلسطينيين ولا يتمثلون بالمجاهدين ولا يمتثلون لثيمة وأيقونة أبي إبراهيم يحيى السنوار. هؤلاء بضعةٌ من أردوغان وبضعةٌ أخرى من عزمي بشارة، والباقي تفاصيل يكمن فيها الشيطان. فدعوهم فإنهم منتنون.
«مجاملة غبية». هكذا وصفت توكل كرمان -التي التقت قبل أيام في أنقرة بالسفير الأمريكي في اليمن- حديث الناطق باسم كتائب القسام أبي عبيدة عن ذعر الصهاينة ليلة هجوم الوعد الصادق الإيراني. تضيف كرمان أن «ما تقدمه إيران لغزة وللقضية الفلسطينية مجرد فتات»، ولا ندري ما الذي قدمته توكل نفسها للقضية ومن خلفها التنظيم الدولي والخليفة العثماني وآل ثاني وهي التي لم تجرؤ على الاعتصام أمام سفارة «تل أبيب» في أنقرة، كما سبق واعتصمت أمام قنصلية بن سلمان، وما كان أحرى بها أن يدفعها الألم من ذبح آلاف الأطفال والنساء للقيام بذلك كما حفزها ذبح خاشقجي للصياح في ميكروفون الجريمة ليل نهار وكأنه زمن «الجعاشن» قد عاد من جديد!
مفهوم أن تزايد كرمان وأمثالها على إيران من موقع الانكشاف الذي وضعوا أنفسهم فيه قبل أن تطرحهم طهران إليه؛ أما أن يزايدوا على مجاهدي القسام أنفسهم فهذا لا يزيد ما لديها وأمثالها مثقال ذرة على ما جمعته جماعتها/ـم من شيلان التبرعات للقدس في مساجد اليمن ولم يصل منه دولار أو دينار إلى الشهيد السنوار، بل ظهر عقارات في إسطنبول.
وبين ترندات أغاني بلقيس فتحي وصور خلود باشراحيل وصفعات عمرو دياب ودموع كريستيانو رونالدو يقبع الملايين من أتباع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين (جناح قطر تركيا خاصة) خلف شاشات الكمبيوتر والهاتف رافعين هذه وهذا وخافضين تلك وذاك، وكأن ما يحدث في غزة لا يستحق أن تضغط أصابعهم من أجله بضع كلمات أو تعليقات أو هاشتاجات. لا ينتظر الغزاويون من أمثال هؤلاء شيئاً. وهم (أي الغزاويين) يصنعون بأنفسهم ملحمة أسطورية بطولية غير مسبوقة في التاريخ في مواجهة أبشع جنس بشري قاتل وأشنع آلة حربية متوحشة وأفظع حرب إبادة جماعية، وقد خذلهم الأعراب الصهاينة والعالم الانجلوسكسوني. ثقتهم في الله وحده وفي عدالة قضيتهم وفي طهر دمائهم وفي إسناد أشقائهم من محور المقاومة. أما أولئك الترنديون بالتفاهة ففي الفتنة سقطوا، فقد صارت حماس (السنية - الإخوانية) بنظرهم ضالة وفي ضلالة؛ لا لشيء غير أن السنوار والضيف فصلا القسام عن خالد مشعل وأمثاله وعن مخابرات الدوحة وأنقرة ووصلوها بمحور «الشيعة المجوس». حين قطع بن سلمان جسد جمال خاشقجي وأذابه في سائل حمض الكبريتيك تلقى القطيع الخونجي أوامر بالتغريد والفسبكة والتلفزة والبودكاستينغ عن تلك الجريمة مركزين على التشهير بابن سلمان على حساب الإنصاف لخاشقجي. استمروا شهوراً، وعلى مدى خمسة وعشرين ساعة في اليوم، ثم أتتهم الأوامر أن توقفوا واصمتوا فقد استلم الخليفة أردوغان الدية وتقاسم ثمنها مع ولي أمر الجزيرة آل ثاني! وبين التباكي على خاشقجي والتغابي عن عشرات الآلاف من الشهداء في غزة مسافة نفاق تبدأ من الترند وتنتهي إليه وعنوانه: بعاااع!
المصدر «لا» 21 السياسي