اليمن ينصر غزة ولبنان بضرب قلب العدو الصهيوني ومركزه العسكري والاقتصادي
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
مرتدياً بزته العسكرية المعروفة، اعتلى المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، منصة المسيرة المليونية، عصر أمس، في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، مطلقاً العنان لحباله الصوتية، معلناً عن ضربة موجعة جديدة وجهتها القوات المسلحة اليمنية، للبحرية الأمريكية، تزامناً مع استهداف يمني للعدو الصهيوني في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، إسنادا للشعب الفلسطيني ودعما للمقاومة الإسلامية في لبنان.
وتلا العميد سريع، في المسيرة التي نظمت تحت عنوان “يمن الإيمان في جهاد وثبات مع غزة ولبنان”، بيان القوات المسلحة اليمنية، بتنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت 3 مدمرات حربية أمريكية معادية في البحر الأحمر أثناء توجهها لإسناد ودعم العدو الصهيوني.
وأوضح البيان أن العملية المشتركة بين القوة البحرية والصاروخية وسلاح الجو المسيّر نُفذت بـ23 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيّرة، وأدت «بعون الله تعالى إلى إصابة المدمرات الأمريكية الثلاث إصابات مباشرة»، مؤكدا أن هذه العملية البحرية هي الأوسع في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسنادا للشعب الفلسطيني، وردا على العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا.
وأشار البيان إلى أن العملية جاءت متزامنة مع عملية استهداف عمق الكيان الصهيوني في يافا وعسقلان المحتلتين، مجدداً تأكيد استعداد القوات المسلحة اليمنية لتنفيذ المزيد من العمليات العسكرية النوعية إسنادا للشعب الفلسطيني ودعما للمقاومة الإسلامية في لبنان، وأن عملياتها لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
قصف أهداف صهيونية في يافا وعسقلان
وفي وقت سابق، أمس الجمعة، أعلنت القوات المسلحة اليمنية ضرب أهداف عسكرية صهيونية في يافا وعسقلان المحتلتين.
وأوضحت القوات المسلحة، في بيان متلفز، أنها استهدفت، في ساعات الفجر الأولى، موقعاً عسكرياً للعدوِّ «الإسرائيلي» في منطقةِ يافا المحتلة بمدينة «تل أبيب» بصاروخٍ باليستيٍّ نوع «فلسطين 2»، فيما العملية الثانية قصفت هدفاً حيوياً في منطقةِ عسقلان المحتلةِ بطائرةٍ مسيّرةٍ نوع «يافا»، مؤكدة أن العمليتين حققتا أهدافَهما بنجاح.
وأشارت إلى أن العمليتين تأتيان «انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ ودعماً وإسناداً للمقاومتينِ الفلسطينيةِ واللبنانيةِ وفي إطارِ المرحلةِ الخامسةِ» من التصعيد اليمني ضد كيان العدو.
وأكدت القوات المسلحة اليمنية استمرارها في تنفيذ المزيدَ من العملياتِ العسكريةِ ضدَّ العدوِّ الصهيوني؛ «انتصاراً لدماء إخواننا في فلسطين ولبنان»، مشددة على أنها لن توقف عملياتها العسكرية حتى يتوقف العدوان الصهيوني على غزة ولبنان.
إلى ذلك، اعترفت وسائل إعلامية متعددة بأن انفجارات عنيفة هزت يافا المحتلة، «عاصمة» العدو الصهيوني التي تطلق عليها تسمية «تل أبيب»، إثر سقوط صواريخ من اليمن.
رعب وهلع صهيوني
وتحدثت وسائل إعلام صهيونية عن دخول أكثر من 2 مليون مستوطن إلى الملاجئ في يافا المحتلة، كاشفة عن تسجيل إصابة 18 مستوطناً جراء التدافع أثناء فرارهم إلى الملاجئ هرباً من الصاروخ اليمني، بخلاف حالات الإغماء وضيق التنفس التي أصابت العشرات من المستوطنين، بسبب الخوف والرعب.
ونشرت عدة منصات إعلامية مشاهد رعب وهلع داخل يافا المحتلة لمستوطنين منبطحين في الشوارع بعد سماع صافرات الإنذار، فيما وثقت بعض العدسات أصوات للانفجارات.
وأفادت وسائل إعلامية عبرية بتوقف العمل في مطار «اللد» الذي يسميه العدو «بن غوريون»، فيما غيرت الطائرات التي كان من المفترض أن تهبط في المطار، مسارها، ولم تهبط فيه.
أبعاد ودلالات
وتعليقاً على العمليات الثلاث، قال لصحيفة «لا» الخبير العسكري العميد مجيب شمسان إن القوات المسلحة اليمنية «نفذت أكبر عملية بحرية واسعة استهدفت 3 بوارج أمريكية، بـ23 صاروخا باليستيا وبحريا وبطائرات مسيّرة، في الوقت نفسه الذي تم فيه استهداف العمق الصهيوني، لأن تلك البوارج كانت متجهة لمساندة العدو الصهيوني في عدوانه على غزة ولبنان».
وأوضح العميد شمسان أن العمليات الثلاث تحمل «أكثر من دلالة وبُعد على أعلى المستويات، خصوصاً في الجوانب الاختراقية، على اعتبار أن القوات المسلحة تمتلك مثل هذه القدرة لتنفيذ عمليات على بعد أكثر من 2000 كيلومتر في طبقات دفاعية متعددة، والتي تبدأ من طبقات الإنذار المبكر للنظام السعودي والبوارج الحربية الأمريكية المتواجدة في البحر الأحمر، وإلى جانب ذلك أنظمة الإنذار المصرية والأردنية، ثم الطبقات الدفاعية الصهيونية المتعددة من منظومة «آرو 3» ومنظومة «حيتس 2» والقبة الحديدية، كل ذلك فشل في اعتراض الصاروخ اليمني».
وأكد العميد شمسان أن الصاروخ «فلسطين 2» جاء «نتيجة لتراكم خبرات من واقع الميدان واكتشاف المعيقات التي كانت تصد بعض الضربات اليمنية السابقة»، لافتاً إلى أن صنعاء «استطاعت أن تكتشف ثغرات الدفاع الجوي الصهيوني وحلفائه، وراكمت تلك القدرات وصولاً إلى اختراقها بشكل مباشر لتضرب أهدافها في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة متى تشاء».
توسيع بنك الأهداف
وأضاف العميد شمسان: «إلى جانب ذلك كانت الطائرة يافا التي وسعت مسرح المواجهة وقائمة الأهداف إلى منطقة عسقلان لتقول لتحالف العدوان الصهيوني الأمريكي على غزة وعلى لبنان إن التصعيد سيقابل بالتصعيد، فكما نحن ماضون في تزخيم المرحلة الخامسة عبر «فلسطين 2» لتحويل منطقة يافا إلى منطقة غير آمنة وإجبار الصهاينة على البقاء في ملاجئهم بصاروخ واحد، نحن مستعدون أن نزخم تلك المرحلة ليس بصاروخ واحد، بل بصواريخ وطائرات مسيّرة، لنجبر الكيان الصهيوني على وقف العدوان سواء على غزة أو على لبنان، ولن تقتصر المسألة على يافا، بل ستمتد إلى كافة أراضي فلسطين المحتلة بأهدافها الحيوية والحساسة التابعة للكيان الصهيوني».
وحول الحضور الأمريكي في عمليات فجر الجمعة، قال الخبير العسكري شمسان: «كان الحضور الأمريكي في هذه العمليات اليمنية ليؤكد مدى الجهوزية والقدرة لدى القوات المسلحة اليمنية على التعامل مع أكثر من جبهة»، مضيفاً: «نحن نتحدث عن أقوى بحرية في العالم، اليوم جابهت القوات البحرية اليمنية التي تشتبك لأول مرة بحرياً مع أقوى بحرية في العالم وتجبرها على المغادرة».
وأردف: «استهداف ثلاث مدمرات وإصابتها بشكل مباشر يعني أن اليد العليا في البحر الأحمر باتت اليوم للقوات المسلحة اليمنية، وأن الأمريكي لم يبق له سوى تلك التصريحات الجوفاء بأنه لا يزال يمارس تواجده ونفوذه في منطقة البحر الأحمر، بل اليوم بات في وضع يتلقى الضربات في موضع دفاعي، وليست تصريحاته الإعلامية إلا محاولة لكسب الرأي العام الداخلي الأمريكي بأنه يقوم بعمل مساند للعدوان الصهيوني وللجرائم التي يرتكبها الكيان في غزة وفي لبنان».
مستعدون للرد
وفي سياق حديثه لـ»لا» علق الخبير العسكري العميد مجيب شمسان على تهديدات قيادات في «الجيش» الصهيوني برد قوي على اليمن، قائلاً: «نحن مستعدون لكل ما يمكن أن يأتي، سواء من العدو الصهيوني أو من الأمريكي، وعليهم أن يدركوا جيداً أن عمليات اليوم (أمس) لا تأتي إلا فقط في إطار ما يسمى تزخيم المرحلة الخامسة، بمعنى أن ردنا على العدوان الصهيوني، لاستهدافه ميناء الحديدة، لم يبدأ بعد، لأن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي وضع محددات ذلك الرد بأنه ينبغي أن يكون مزلزلاً».
وشدد العميد شمسان: «لذلك عليهم أن يدركوا أن الرد اليمني الذي سيأتي على العدوان الصهيوني على ميناء الحيديدة، لا يزال قائماً على أعلى مستويات الجهوزية، وبانتظار إشارة السيد القائد، فإذا قاموا بعدوان جديد، عليهم أن ينتظروا ما لا يخطر ببالهم وحسبانهم، لأن القيادة اليوم هي قيادة ربانية لا يمكن أن تتأثر بالترهيب ولا بالترغيب، فمواقفها مبدئية ومنهجية، وإذا كانوا سيصعدون فهذا ما يسعى إليه الشعب اليمني، الذي يتوق بشوق كبير للمواجهة المباشرة مع الكيان الصهيوني أو من يقف وراءه».
المقاومة الفلسطينية تبارك
إلى ذلك باركت لجان المقاومة في فلسطين الضربة الصاروخية اليمنية التي أصابت قلب الكيان الصهيوني ومركزه العسكري والاقتصادي.
وقالت في بيان صادر عنها: «إنّ الضربة اليمنية أكّدت أن الكيان الصهيوني الغارق في سكرة القوة والعنجهية ما هو إلا وهم وسراب ولا يستطيع حماية نفسه».
وأضافت: «نتوجه بالتحية إلى الأيادي والقلوب الطاهرة في القوات المسلحة اليمنية وجيشها الأبي، وإلى كل الضاغطين على زناد الإسناد والمقاومة في كافة الجبهات»، مؤكدة أن «وصول الصاروخ اليمني المبارك «فلسطين 2» إلى «تل أبيب» المحتلة والمسيّرة «يافا» إلى عسقلان، أصابا الوعي الصهيوني برعب الأيام القادمة».
يذكر أن القوات المسلحة اليمنية نجحت خلال الأشهر الماضية في استهداف يافا المحتلة مرتين، الأولى بطائرة مسيّرة من طراز «يافا» في 19 تموز/ يوليو الفائت وتم ضرب أحد الأهداف المهمة في قلب «عاصمة» الكيان، وأدت إلى مقتل صهيوني وإصابة 7، بحسب اعترافات قوات الاحتلال، أما العملية الثانية فكانت في 15 أيلول/ سبتمبر الجاري، حيث نفذت القوة الصاروخية اليمنية ضربة نوعية لهدف عسكري صهيوني في منطقة يافا الفلسطينية المحتلة، بصاروخ «فلسطين 2» الباليستي الفرط صوتي، الذي وصل إلى هدفه وأخفقت دفاعات العدو في اعتراضه والتصدي له، وقطع مسافة تقدر بـ2040 كيلومتراً في 11 دقيقة ونصف الدقيقة.
وكشفت القوات المسلحة اليمنية في 16 أيلول/ سبتمبر الجاري عن تفاصيل صاروخ «فلسطين 2» الفرط صوتي، الذي يصل مداه إلى 2150كم ويعمل بالوقود الصلب على مرحلتين، ويتمتع بتقنية التخفي وسرعة تصل إلى 16 «ماخ»، مما يجعله قادراً على تجاوز أحدث منظومات الدفاع الجوي، بما في ذلك «القبة الحديدية».
ويمتلك الصاروخ قدرة عالية على المناورة، مما يعزز فاعليته في اختراق الدفاعات الجوية المعادية.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا