تقرير / لا ميديا -
بمزيد من الفخر والاعتزاز، قدم حزب الله قادة من أعلى الرتب، شهداء على طريق القدس في لحظة تاريخية مجيدة سجلت اصطفاف حزب الله بكل تحديه وثقله وإصراره إلى جانب الفلسطينيين في غزة والذين يتعرضون لعدوان إبادة.
وعقب اندفاع العدو الصهيوني بجنون المتخبط المأزوم لتنفيذ غارات هستيرية على الضاحية الجنوبية لبيروت، زف حزب الله ثلة من مجاهديه شهداء، جراء استهداف دموي دمر بشكل كامل مبنىً سكنياً مكوناً من 7 طوابق في منطقة الجاموس في الضاحية، أمس الأول، أدى لارتقاء 37 شهيدا وإصابة 67 جريحا، أكثرهم أطفال ومدنيون.
وزف حزب الله 16 مجاهدا على طريق القدس، بينهم القائد الجهادي الكبير إبراهيم محمد عقيل (الحاج عبد القادر)، والقيادي أحمد محمود وهبي.
وعقيل قائد رفيع لحزب الله شغل مناصب عدّة في الحزب، آخرها قيادة العمليّات العسكرية لقوّة الرضوان في جبهة الإسناد اللبنانية منذ بداية ملحمة "طوفان الأقصى"، وفق النبذة التي نشرها حزب الله عن الشهيد الكبير.
وجاء في النبذة أنّ القائد الجهادي ولد في بلدة بدنايل في البقاع في 24/ 12/ 1962، وهو من الجيل المُؤسس للعمل الإسلامي المقاوم في بيروت.
وكان عقيل من قادة العمليّات البطوليّة خلال التصدي للاجتياح الصهيوني لبيروت مطلع الثمانينيات، وتولّى مسؤوليّة التدريب المركزي في حزب الله مطلع التسعينيات، كما لعب دوراً أساسياً في تطوير القدرات البشريّة في تشكيلات المقاومة، وتولّى مسؤولية الأركان في المقاومة الإسلاميّة منتصف التسعينيات، وأيضاً تولّى مسؤوليّة وحدة عمليّات جبل عامل منذ العام 1997 وحتى ما بعد التحرير.
ووفق حزب الله فإنّ الشهيد القائد أسس ركن العمليّات في المقاومة اللبنانية، وبدءاً من العام 2008 شغل موقع معاون أمين عام الحزب لشؤون العمليّات، وعُيِّن عضواً في المجلس الجهادي، وهو من قادة التصدّي البطولي للعدوان الصهيوني على لبنان في العام 2006.
وأشرف الشهيد عقيل على تأسيس وتطوير وقيادة قوة الرضوان في حزب الله حتى تاريخ استشهاده، وكان من القادة الجهاديين الكبار الذين خططوا وأداروا العمليّات ضد الجماعات التكفيرية على حدود لبنان الشرقيّة وفي القصير والقلمون، وبقية المناطق السوريّة.
ولفت الإعلام الحربي إلى أنّ الشهيد القائد الحاج إبراهيم محمد عقيل خطط وأشرف على قيادة العمليّات العسكرية لقوّة الرضوان في جبهة الإسناد اللبنانية منذ بداية معركة "طوفان الأقصى".
كما زف حزب الله الشهيد القائد أحمد محمود وهبي "الحاج أبو حسين سمير"، وهو من مواليد العام 1964 في بلدة عدلون بجنوب لبنان، ومن سكان مدينة بعلبك في البقاع شرقي لبنان.
ووفق حزب الله، التحق الشهيد وهبي بصفوف المقاومة منذ تأسيسها، وشارك في العديد من العمليّات العسكريّة إبّان الاحتلال الصهيوني لجنوب لبنان. وتعرّض الشهيد للأسر من قبل الاحتلال في العام 1984. وكان من القادة الميدانيين في كمين أنصارية النوعي عام 1997.
وشغل وهبي العديد من المسؤوليات القياديّة في وحدة التدريب المركزي حتى العام 2007، ثم تولّى مسؤوليّة التدريب في قوة الرضوان حتى العام 2012. وتولّى بعدها مسؤوليّة وحدة التدريب المركزي حتى العام 2014، ولعِبَ دوراً أساسياً في تطوير القدرات البشريّة في مُختلف تشكيلات المُقاومة. كما تولى مسؤولية قوّة الرضوان حتى مَطلع العام 2024.
وكان الشهيد القائد أحمد وهبي من القادة الأساسيين في التصدّي للهجمات التكفيريّة على حدود لبنان الشرقيّة، وفي مُختلف المُحافظات السوريّة، خلال عشرية النار.
كما قاد العمليّات العسكريّة لقوّة الرضوان على جبهة الإسناد اللبنانيّة منذ بداية معركة "طوفان الأقصى"، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وحتى مطلع العام 2024، ليُعاود تولي مسؤوليّة وحدة التدريب المركزي بعد استشهاد الشهيد القائد الحاج وسام الطويل.
كذلك زف حزب الله 14 شهيدا من المجاهدين شهداء على طريق القدس ارتقوا في الاستهداف العدواني ذاته.
وعقب المغامرة الإجرامية للعدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي قدم فيها حزب الله قادة من الصف الأول له، يترقب الكيان الصهيوني رد فعل حزب الله اللبناني وعقابه للاحتلال على جريمة اعتبرها أمين عام الحزب، سماحة السيد حسن نصر الله، "إعلان حرب".
وكأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة التي ستقتلع العدو الصهيوني، لم تظهر تصريحات من حزب الله حول الرد أو مؤشرات حول النوايا القادمة، كما بقيت عمليات الإسناد على الحدود الشمالية للبنان على حالها ونفذ حزب الله كالعادة عدداً من العمليات ضد مواقع الاحتلال؛ لكن العدو الصهيوني يرى سيناريوهات مرعبة وموجعة له قد تتكشف في لحظات.
وفي هذا السياق، نقلت "القناة 13" الصهيونية عن قائد سلاح الجو الصهيوني قوله: "نحن في حالة تأهب قصوى على صعيد الدفاع والهجوم واستنفرنا كل قدراتنا".
كما نقلت هيئة البث الصهيونية عن مسؤول محلي بعد اجتماع مع قائد القيادة الشمالية بقوات الاحتلال أنه طلب من الصهاينة الاستعداد لأيام وصفت بالمعقدة.
وبدوره قال المتحدث باسم قوات الاحتلال إنه "مع احتمالات التعرض لهجمات وقصف صاروخي سنطبق إجراءات خاصة في الشمال".