إعلام عبري: «مجلس العليمي» يعرض مساعدة «إسرائيل» في الرد على الفرط صوتي
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

تقرير عادل بشر / لا ميديا -
كشفت وسائل إعلام عبرية، أمس، عن عرض جديد تقدم به ما يُسمى «مجلس القيادة الرئاسي» المعين من قبل السعودية والإمارات، عبر أحد أعضائه، للكيان الصهيوني يتمحور حول التبعية لـ«إسرائيل» مقابل دعم الأخيرة لهم، ضد من يصفونهم بـ«الحوثيين»، خصوصاً بعد الضربة الاستراتيجية التي وجهتها صنعاء، الأحد المنصرم، إلى «تل أبيب» بصاروخ فرط صوتي يمني، تجاوز كل طبقات الدفاع الصهيوني، وأصاب هدفه في عمق العدو.
وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» إنها أجرت «مقابلة حصرية» مع من وصفته بـ«مسؤول يمني رفيع المستوى، في الحكومة المدعومة من السعودية»، عبّر خلاله عن رغبة قيادة مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن، بالتبعية للكيان الصهيوني، وتحريك الجبهات ضد صنعاء التي تخوض الحرب ضد العدو الصهيوني منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023م، إسناداً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية في قطاع غزة على مدى عام كامل.
وأوضحت الصحيفة أن هذا المسؤول ينحدر مما يُسمى «المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو فصيل ممثل في المجلس الرئاسي المتحالف مع السعودية، ويسيطر حالياً على ميناء عدن وأجزاء من جنوب اليمن ويسعى للانفصال عن الجمهورية اليمنية».
ويترأس ما يسمى «المجلس الانتقالي» عيدروس الزبيدي، ويشغل منصب نائب العميل رشاد العليمي، ويتحرك وفقاً لتوجيهات الإمارات العربية المتحدة، حيث يُعد مجلس الزبيدي أحد الفصائل التابعة لها.
ونقلت الصحيفة العبرية عن هذا المسؤول مطالبته لحكومة الاحتلال بتزويد مرتزقة العدوان على اليمن بأسلحة متطورة، كي تسهم قوات المرتزقة في إسناد «إسرائيل» ضد صنعاء، انتقاماً للضربة الصاروخية على يافا المحتلة بصاروخ فرط صوتي، وقبل ذلك بطائرة مسيرة، وفك الحصار البحري الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية على الاحتلال الصهيوني، وخصوصاً ميناء أم الرشراش، منذ الحرب الصهيونية على قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023م.
وقال القيادي المرتزق لصحيفة «يسرائيل هيوم» إن «رد إسرائيل على إطلاق الحوثيين الصاروخ الأخير يجب أن يشمل تزويد قواتنا البرية بأسلحة متطورة».. مشدداً على أن أي عمل «إسرائيلي ضد الحوثيين، يجب أن يكون بما يتناسب مع حجم الضربة التي شنتها في يوليو/ تموز على ميناء الحديدة».
وكانت مقاتلات الكيان الصهيوني قد نفذت بتاريخ 20 تموز/ يوليو الماضي، غارات جوية استهدفت منشآت مدنية تمثلت في ميناء الحديدة ومخازن الوقود في الميناء ومحطة الكهرباء، بعد يوم من استهداف صنعاء عمق الكيان الصهيوني بطائرة «يافا» المسيرة التي تمكنت من الضرب وسط عاصمة الاحتلال.
وأشارت صحيفة «يسرائيل هيوم» إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، تقود منذ فترة طويلة تحالفاً غربياً، ضد اليمن، حماية للكيان الصهيوني، ونفذ هذا التحالف مئات الغارات على مناطق متفرقة في اليمن، ومع ذلك فإن القيادي في مجلس المرتزقة، غير راضٍ عن تلك الهجمات، واصفاً العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن بأنه «غير فعال إلى حد كبير»، وفقاً للصحيفة العبرية.
ورداً على استفسارات ذات الصحيفة حول ما وصفته بالتردد الأمريكي المحتمل في دعم ما سمتها «القوات الجنوبية» ضد «أنصار الله»، قال القيادي في مجلس العمالة والارتزاق: «أعتقد أن هذه القضية لا تلقى صدى لدى الأمريكيين بقدر ما نجدها عندكم أيها الإسرائيليون. ففي نهاية المطاف، يتحمل كلانا وطأة وجود هذه الفصائل الإرهابية».
وأوضح أن الدول العربية، عدا البحرين، امتنعت عن الانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد اليمن، حماية للكيان الصهيوني، مؤكداً أن «السعودية ترى بأن مخاطر الانضمام إلى هذا التحالف، أكثر من الفوائد، في حين تشعر الإمارات بالقلق من هجمات الحوثيين التي قد تؤدي إلى شل قطاع السياحة في الإمارات».
تقرير صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، جاء بعد يوم واحد من لقاء جمع بين العميلين طارق عفاش وعيدروس الزبيدي، بالعاصمة الإماراتية أبوظبي.
وذكرت وسائل إعلام موالية للعدوان على اليمن، أن اللقاء تركز على بحث سبل التعاون والتنسيق بين فصيل يُسمى «المكتب السياسي للمقاومة بقيادة عفاش»، وفصيل «المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الزبيدي» لمواجهة «الحوثيين» في ظل تصعيد صنعاء عملياتها العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني.
وقوبل هذا الاجتماع، بسخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، كون عفاش والزبيدي عضوين في مجلس العميل رشاد العليمي، بينما الوسائل الإعلامية التابعة لتحالف العدوان السعودي على اليمن، أظهرتهما في تقاريرها وكأن اللقاء جمع بين زعيمين لدولتين عظميين، وليس لفصيلين تابعين للإمارات المطبعة مع الكيان الصهيوني والداعمة له في عدوانه على الشعب الفلسطيني، وينفذان أجندتها التخريبية في اليمن.
عروض لا تتوقف
ليست هذه هي المرة الأولى التي تدفع الإمارات بأدواتها إلى الارتماء بين أحضان «تل أبيب» فقد سبق أن فضحت وسائل إعلام عبرية، عروضاً تقدمت بها فصائل المرتزقة الموالية لأبوظبي في اليمن، بالتبعية للكيان الصهيوني، مقابل الحصول على الدعم لمواجهة القوات المسلحة اليمنية.
وقال موقع «كان» العبري، في 11 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أن المرتزق عيدروس الزبيدي «أظهر استعدادا مفاجئا للتعاون مع إسرائيل في مجال الملاحة البحرية، مع تصاعد العمليات اليمنية المساندة لغزة».
ونقل الموقع عن الزبيدي القول إن «قواته على استعداد للعب دور في تأمين الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وبذلك ستجد إسرائيل حليفاً في الميدان ضد تهديدات الحوثيين».
وسبق أن أبدى الزبيدي في عام 2021 في لقاء مع قناة «روسيا اليوم» استعداد «المجلس الانتقالي للتطبيع مع إسرائيل أسوة بالتطبيع الإماراتي الصهيوني».
ولم تخل تصريحات أدوات الإمارات من فصائل المرتزقة في اليمن، من إشارات إلى استعدادهم للعمل لصالح الكيان الصهيوني، ضد القوات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني.
ومنذ معركة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تخوض اليمن بقيادة حركة «أنصار الله» حرباً ضد الكيان الصهيوني انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وتدرجت صنعاء في عملياتها ابتداء بحظر الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، ثم توسيع نطاق استهداف السفن الصهيونية والمتجهة إلى موانئ الاحتلال، لتشمل البحر العربي وخليج عدن، ثم المحيط الهندي، وبعد ذلك استهداف جميع السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة في البحر المتوسط، من أي جنسية كانت، ونجحت اليمن في فرض حصار بحري على ميناء أم الرشراش، وتكبيد العدو الصهيوني خسائر اقتصادية فادحة، بخلاف الهجمات بالطائرات والصواريخ الباليستية على «إيلات» كما نجحت القوات اليمنية في استهداف عمق الكيان الصهيوني بطائرة مسيرة وصاروخ فرط صوتي، عجزت كل دفاعات الاحتلال والأساطيل الأمريكية والغربية المساندة له، في صدها أو اكتشافها.
وأكد قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في أكثر من خطاب أن اليمن لن تتراجع عن إسناد الشعب الفلسطيني مهما بلغت التحديدات، حتى توقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا