تقرير / لا ميديا -
لا تكتفي المقاومة الفلسطينية في غزة بكونها صامدة ومتجددة وبارعة في إنهاك الكيان الصهيوني، بل تقوم بتوجيه الضربات القاسية له في أحصن المناطق التي يتمركز بها وأهم خطوطه العسكرية.
ونشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أمس مشاهد لعملية اختراق وإغارة لمجاهديها على «محور نتساريم» جنوب حي تل الهوى جنوب مدينة غزة وتفجير عبوتين بآليتين لقوات الاحتلال.
وعرضت المشاهد عمليات رصد أرضي وجوي دقيقة لحركة قوات الاحتلال، فضلا عن تجهيز عبوات رعدية وتلفزيونية وزراعتها، ثم قيام المجاهدين باختراق المحور وإعداد العبوات وتفجيرها في جيبين للاحتلال، ما أدى لدمارهما ومقتل أو إصابة من كان فيهما.
وفي المشاهد قال أحد المجاهدين خلال تنفيذ العملية إنه تجند في كتائب القسام هذا العام، وخاطب العدو الصهيوني: «إحنا قسام 2024 سنكون رعباً لكم» ثم قال إن العملية إهداء لروح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السابق الشهيد إسماعيل هنية ولكل الشهداء.
وبعد انسحاب المقاومين إلى أماكنهم بسلام، قال أحد عناصر القسام متوعدا: «سنعيد الكرة وهذه رسالة لنتنياهو والقادم أعظم».
وختمت القسام الفيديو بمشاهد إجلاء أحد قتلى جنود الاحتلال من مكان العملية.
وتواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لليوم الـ317، تصديها لتوغل قوات الاحتلال في قطاع غزة، حيث تتركز المعارك في مدينة غزة، وفي خان يونس جنوبي القطاع.
وفي عملية كبيرة أخرى أعلنت كتائب القسام، أمس استهداف قوة صهيونية راجلة مكونة من 10 جنود بقذيفة مضادة للأفراد في محيط الكلية الجامعية بحي تل الهوى جنوب مدينة غزة.
وفي عملية ثالثة قالت كتائب القسام إن مجاهديها تمكنوا «من تفجير عبوة برميلية وأخرى صدمية في قوات العدو المترجلة من الآليات غرب منطقة «الحاووز» غرب مدينة حمد شمال مدينة خان يونس وإيقاعهم بين قتيل وجريح».

غزة مسرح جريمة كبرى
الضربات القاسية التي توجهها المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال الصهيونية تأتي ردا على جرائم لا يمكن وصفها ترتكبها تلك القوات حولت قطاع غزة إلى جحيم من الموت والمعاناة التي لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلا.
وواصلت قوات الاحتلال قصف مناطق عدة بالقطاع الفلسطيني المحاصر مخلفة عشرات الشهداء وجرحى، مع استمرار عدوان الإبادة لليوم الـ317 .
وقالت وزارة الصحة في غزة إن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرتين، وصل منهما إلى المستشفيات 25 شهيدا و72 مصابا خلال 24 ساعة.
وأضافت الوزارة أن عدد ضحايا العدوان ارتفع إلى 50 ألفا و99 شهيدا ومفقودا و92 ألفا و609 مصابين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ووسط القصف والغارات الوحشية، تواصل آلاف العائلات الفلسطينية النزوح في القطاع مع إجبار الاحتلال لها على النزوح القسري، فيما لا يوجد مكان آمن يذهب إليه مئات الآلاف في غزة.
وأوضحت وكالة «أونروا» أن الكيان الصهيوني قلص «المنطقة الإنسانية» إلى 11٪ فقط من قطاع غزة، ما تسبب في حالة من الفوضى والخوف بين النازحين.
بدورها أكدت المديرية العامة للدفاع المدني الفلسطيني أن آخر المعطيات الرقمية تظهر حجم تعاظم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، في ظل استمرار حرب الإبادة للشهر الـ11 على التوالي.
وكشف المديرية في مؤتمر صحفي أمس الأحد، وجود 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض، وقرابة 1760 شهيدا تبخرت جثامينهم لم يعد لهم أي أثر؛ بفعل استخدام الاحتلال أسلحة محرمة تتسبب بتبخر الجثامين.
وأشارت إلى أن 8240 فلسطينيًا تم إخفاؤهم قسرا وعدم وجود أي معلومات عن مصيرهم حتى الآن، مضيفة أن هناك 2210 جثامين تم اختفاؤهم من مقابر متفرقة في قطاع غزة، وجثامين شهداء تم فقدانهم من المناطق التي يهددها الاحتلال.
واستطاعت طواقم الدفاع المدني على مدى حرب الإبادة الجماعية انتشال 35 ألفا و580 شهيدا من بين 40 ألف شهيد ممن وصلوا إلى المستشفيات.
وأعاق الاحتلال انتشال 14420 شهيدا، وانتشل الفلسطينيون من هؤلاء الشهداء 4420، وبقي 10 آلاف تحت الأنقاض.
وقال الدفاع المدني إن «إلقاء الاحتلال لقرابة 85 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة تسببت في تدمير ما يزيد عن 80٪ من البنية الحضرية، و90٪ من البنية التحتية، منها 17 بالمائة أسلحة لم تنفجر، وتعتبر مخلفات خطيرة تهدد الحياة».
وبشأن مخلفات الحرب، أفاد الدفاع المدني باستشهاد ما يزيد عن 90 طفلاً؛ نتيجة العبث بمخلفات الاحتلال التي تشبه معلبات الطعام.

انفجار في "تل أبيب"
في تطور لاحق، هز انفجار كبير مساء أمس عاصمة العدو الصهيوني "تل أبيب".
وقالت وسائل إعلام صهيونية إن الانفجار ناتج عن تفجير شاحنة بعبوة ناسفة.
وأشارت الى أن الانفجار أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخر بجروح متوسطة.
وزعمت "شرطة" الاحتلال أن الشخص الذي قُتل كان يحمل عبوة ناسفة، ولم تعرف هويته بعد، ولا الدوافع وراء العملية.
على صعيد آخر قالت القناة الـ12 الصهيونية إن أغلب «المواقع الحكومية الإلكترونية التي تقدم خدمات للإسرائيليين» قد تعطلت يوم أمس لعدة ساعات.
وأوضحت القناة أن من بين المواقع التي تعطلت موقع رئيس حكومة الاحتلال و«وزارة الداخلية وسلطة الضرائب ومواقع أخرى».
ونقلت القناة مزاعم من «هيئة المنظومة الرقمية» والتي قالت إن العطل ناجم عن خلل تقني وقد تمت معالجته.