تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
أكد تقرير بحثي أمريكي، لجوء الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، إلى الحرب الاقتصادية في محاولتهما هزيمة من وصفهم التقرير بـ"الحوثيين".. موضحاً أن خطورة التهديد الذي أطلقه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في الحادي عشر من تموز/ يوليو المنصرم، واضعاً فيه معادلة "البنك بالبنك والمطار بالمطار والميناء بالميناء"، دفعت بالرياض إلى توجيه حكومة الفنادق بالتراجع عن قرارات استهداف البنوك في صنعاء.
وذكر التقرير الصادر من معهد دول الخليج العربية في واشنطن، وأعده الخبير في أكاديمية القوات الجوية الأمريكية غريغوري دي جونسن، أنه بينما كانت الولايات المتحدة "تكافح لردع هجمات الحوثيين" المساندة للشعب الفلسطيني، عملت ما تُسمى "حكومة الشرعية" الموالية للسعودية والإمارات، على تحريك الملف الاقتصادي، بهدف الإضرار بصنعاء وإضعافها، إلا أن هذا النهج "حمل مخاطر كبيرة"، من أبرزها أنه "سيدفع بالحوثيين إلى إشعال الهجمات على السعودية".. مشيراً إلى أن "هذه هي المعضلة الكبيرة" التي واجهت السعودية وأمريكا.
وتطرق التقرير إلى الإجراء الذي اتخذته "حكومة الفنادق" في السابع من تموز/ يوليو الماضي، بإلغاء تراخيص ستة بنوك لم تستجب لقرار مرتزقة التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي في نقل مقارها الرئيسية من العاصمة صنعاء.. لافتاً إلى أن هذه الخطوة كانت "جزءاً من استراتيجية أوسع" لحرب اقتصادية ضد صنعاء، بالتزامن مع تصنيف الولايات المتحدة لـ"أنصار الله" كجماعة إرهابية.
وأوضح أنه بعد أربعة أيام من قرار إلغاء تراخيص البنوك الستة، أصدر السيد عبدالملك الحوثي "خطاباً عاماً هدد فيه بالانتقام من السعودية بتنفيذ هجمات ضدها، إذا لم يتم التراجع عن استهداف البنوك في صنعاء، فاستجابت المملكة بسرعة".
وأضاف التقرير: "من نواح عديدة، توضح المواجهة الاقتصادية المشكلة الرئيسية التي تواجهها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في محاولتهما هزيمة الحوثيين. فالحوثيون متحدون ويعملون نحو هدف مشترك، أما أعداؤهم فلا".. مشيراً إلى أن "التحالف المحلي المناهض للحوثيين، المعروف باسم مجلس القيادة الرئاسي، ممزق"، بينما "الحوثيون متحدون بطريقة تسمح لهم باللعب بأعدائهم ضد بعضهم البعض".
معضلة الحملة العسكرية
تقرير الخبير في أكاديمية القوات الجوية الأمريكية غريغوري دي جونسن ذكر أن المعضلة في الضغط على صنعاء اقتصاديا، لا تختلف عن المعضلة التي تواجهها واشنطن في الحملة العسكرية التي تشنها ضد اليمن، مُنذ إعلان القوات المسلحة اليمنية الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بعمليات عسكرية بحرية تستهدف السفن الصهيونية والسفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، ثم إدراج السفن الأمريكية والبريطانية في قائمة الأهداف المشروعة، دفاعاً عن اليمن وسيادته.
وأفاد التقرير بأن الولايات المتحدة والمملكة السعودية تفتقران إلى القدرة العسكرية اللازمة لخوض حرب كاملة مفتوحة مع من وصفهم بـ"جماعة الحوثيين" لإلحاق الهزيمة "الحاسمة بالجماعة وتدميرها".. مضيفاً: "وحتى لو امتلكت الولايات المتحدة الإرادة السياسية، فإن هزيمة الحوثيين بشكل حاسم لن تكون سهلة أو سريعة أو حتى مضمونة، بل من المرجح أن تكون حرباً طويلة ودموية وغير حاسمة".
وأكد التقرير أن حملة القصف التي تشنها أمريكا وبريطانيا على اليمن منذ كانون الثاني/ يناير الماضي، فشلت، ولم تتمكن من إلحاق الضرر بـ"الحوثيين الذين تنمو قوتهم باستمرار".