تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
يواجه الجيش الأمريكي معضلة كبيرة في التعامل مع الأسلحة اليمنية المستخدمة في معركة إسناد الشعب الفلسطيني، ضد الاحتلال الصهيوني ومن ورائه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. ففي حين يبحث البنتاغون عن تقنيات دفاعية حديثة لتخفيف تكلفة الصواريخ الدفاعية باهظة الثمن التي تستخدمها بحرية واشنطن لمواجهة الطائرات المسيّرة والصواريخ اليمنية في البحر الأحمر، تؤكد تقارير وأبحاث أمريكية أن السلاح البديل المزود بالليزر لن يكون بديلاً فعالاً ولن يستطيع التغلب على الصواريخ، وخصوصاً الفرط صوتية.
مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية المعنية بشؤون الدفاع، والمتخصصة في تقنيات الأسلحة المتطورة، نشرت تقريرين متتاليين في أقل من أسبوع، خلصت فيهما إلى أن أشعة الليزر تمثل «حلاً غير موثوق به ضد تهديدات الصواريخ، وفي مقدمتها الصواريخ الأسرع من الصوت».
ففي تقرير بعنوان «الجيش الأمريكي منزعج: الليزر ليس سلاحاً سحرياً لإسقاط الصواريخ»، ذكرت المجلة أن «الحوثيين» حسب وصفها «نجحوا في استهداف السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن بالصواريخ والطائرات بدون طيار»، متسائلة: «فهل تستطيع البحرية الأمريكية استخدام الليزر للدفاع عن نفسها؟!».
وأوضحت أن التكلفة العالية لاستخدام الصواريخ المضادة للطائرات في تدمير الطائرات المسيّرة، رخيصة الثمن، «أثارت المخاوف»، لافتة إلى أن «أسلحة الليزر التي يتم الترويج لها كبدائل فاعلة من حيث التكلفة، تعتبر في مرحلة التطوير؛ ولكنها تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك متطلبات الطاقة العالية والمدى المحدود».
وأشار التقرير إلى أن «أنظمة الليزر الحالية، مثل نظام الدفاع الليزري الطبقي من إنتاج شركة «لوكهيد مارتن» ونظام «دراجون فاير» من إنتاج المملكة المتحدة، تعتبر واعدة؛ ولكنها غير قادرة بعد على الحلول محل أنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية».
وتابع: «هناك العديد من الجهود الجارية لتطوير أسلحة الليزر المضادة للصواريخ أو الطائرات بدون طيار، ومن بين هذه الأسلحة نظام الدفاع بالليزر متعدد الطبقات (إل إل دي)، وتزعم الشركة المنتجة له أنه قادر على مواجهة أهداف تتراوح بين الأنظمة الجوية غير المأهولة والقوارب الهجومية السريعة إلى الصواريخ المجنحة».
وتساءل التقرير: «نظراً للمبالغة التي أبدتها شركة «لوكهيد مارتن»، والاختبار الأخير الذي أجرته باستخدام صاروخ «دراجون فاير»، فإن السؤال الذي يتعين طرحه هو: لماذا لا يتم تركيب هذه الليزر على السفن الحربية في الوقت الحالي؟!».
وللإجابة على ذلك، نقل التقرير عن الخبير أليكس هولينجز قوله إن هذه الأنظمة «تتطلب قدراً كبيراً من الكهرباء، حيث يمكن لأشعة الليزر في الأسلحة التي تبلغ طاقتها 100 كيلووات أن تهاجم الطائرات بدون طيار، والقوارب الصغيرة، والصواريخ، والمدفعية، أو قذائف الهاون؛ بينما يمكن استخدام الأسلحة التي تبلغ طاقتها 300 كيلووات ضد جانب جسم صاروخ كروز لتدميره أو إخراجه عن مساره، ويتطلب الأمر سلاحاً تبلغ طاقته 1 ميجاوات (1000 كيلووات) لتدمير الصواريخ الباليستية أو الأسرع من الصوت، وقد يقتصر ذلك على حرق جانب جسم الصاروخ»، موضحاً أن «المسألة الأخرى هي مدى الأسلحة الليزرية في الوقت الحالي، والذي يقل عن ميل واحد، وحتى أكثر التوقعات تفاؤلاً في المستقبل القريب لا تزال تشير فقط إلى أن الليزر سيكون قابلاً للاستخدام على مدى أقل من خمسة أميال فقط».
وأضاف: «بعبارة بسيطة، أغلب السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية لا تمتلك القدرة الكافية لإطلاق ليزر قادر على تدمير صاروخ على الفور، ومن المرجح أن يتطلب ذلك مفاعلات نووية، مثل تلك الموجودة على حاملات الطائرات العملاقة، كما يتعين على الليزر أن يظل موجهاً نحو الهدف، وهو ما قد يشكل مشكلة للسفن الحربية التي تتحرك بسرعات عالية في البحار الهائجة».

كابوس الجيش الأمريكي
في تقرير آخر نشرته مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية، الخميس، بعنوان «كابوس الجيش الأمريكي: الليزر لا يتغلب على الصواريخ الأسرع من الصوت»، ذكرت المجلة أنه «من الناحية النظرية، توفر أشعة الليزر ميزة السرعة، بسبب سرعتها في السفر بسرعة الضوء والذخيرة غير المحدودة، إلا أنها تواجه تحديات تكنولوجية كبيرة، مثل إنتاج الطاقة، والتداخل الجوي، والاستهداف الدقيق. وفي الوقت الحالي، تجعل هذه القيود أشعة الليزر حلاً غير موثوق به ضد تهديدات الصواريخ الأسرع من الصوت».
وأفاد التقرير بأنه «تم اقتراح استخدام الليزر، أو أسلحة الطاقة الموجهة (DEWs) كوسيلة دفاع محتملة ضد الصواريخ الأسرع من الصوت، والتي تسافر بسرعات تتراوح بين 5 إلى 25 ضعف سرعة الصوت»، مؤكداً: «على عكس الصواريخ الباليستية التقليدية، تتبع الصواريخ الأسرع من الصوت مسارات غير متوقعة، مما يجعل من الصعب تتبعها واعتراضها».
ووصف التقرير هذه النتيجة بأنها «الإجابة التي لا يريد أحد سماعها».
وتحت عنوان «الدفاع ضد ما لا يمكن الدفاع عنه»، أشار التقرير إلى أن روسيا والصين استثمرتا بشكل كبير في الأسلحة الأسرع من الصوت، مما دفع المسؤولين الأمريكيين إلى التساؤل عما إذا كانت لديهم القدرة على الدفاع ضد مثل هذه الأسلحة السريعة الحركة»، مؤكداً أنه «لا يوجد في الترسانة الدفاعية التقليدية الأمريكية أي سلاح مجهز لإخضاع هجوم صاروخي أسرع من الصوت بشكل موثوق».
وأضاف أن «تقنية الليزر ليست موثوقة بما يكفي للتعامل مع تحدي إحباط صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت».
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد كشفت، أواخر حزيران/ يونيو الماضي، عن صاروخ فرط صوتي محلي الصنع، استخدمته في استهداف السفينة (MSC SARAH V) «الإسرائيلية» في البحر العربي.
وأفادت بأن الصاروخ الباليستي هو من نوع «حاطم 2»، ويعمل بالوقود الصلب، ولديه نظام تحكم ذكي، وسرعته أعلى من سرعة الصوت، ولديه قدرة كبيرة على المناورة، ويمتلك عدة أجيال بمديات مختلفة، وتم تصنيعه في هيئة التصنيع العسكري اليمني.
ونشر الإعلام الحربي اليمني مشاهد للحظات إطلاق الصاروخ وتحليقه في الجو، مؤكداً أن الصاروخ يتميز بالقدرة على إصابة الأهداف بدقة وعلى مسافات طويلة.