تقرير- عادل عبده بشر / لا ميديا
شهدت عدد من المحافظات خلال الأيام القليلة الماضية هطول أمطار غزيرة، أدت إلى حدوث فيضانات وسيول، وخصوصاً في محافظات الحديدة وحجة وتعز، نتج عنها وفاة وفقدان العشرات من المواطنين، ونفوق الكثير من المواشي ودمار وتضرر آلاف المنازل والمزارع والممتلكات، وسط استمرار التحذيرات الجوية من هطول الأمطار الغزيرة المصحوبة بالعواصف الرعدية والرياح وحبات البرد على معظم المحافظات اليمنية خلال الأيام القادمة.
وتوجَّه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بخالص العزاء والمواساة لكل أهالي المنكوبين من السيول في محافظة الحديدة وغيرها.. مؤكدا على الجهات الرسمية والشعبية التعاون وبذل أقصى الجهد في العناية بالأهالي في المناطق المتضررة بكل ما يمكن.
وشدد على أهمية أن يكون هناك وعي شعبي بأهمية التخطيط الحضري، والحذر من البناء العشوائي في مصبات السيول، الذي يشكل تهديدا على حياتهم.. معبِّرا عن الأمل في أن يكون هناك أثر كبير في ما يتعلق بالجانب الزراعي في الاستفادة من موسم الأمطار.
وحثّ السيّد عبدالملك بدر الدين الحوثي الجهات الرسمية على بذل أقصى الجهد للاهتمام بالمتضررين من السيول، وتفادي الأضرار في بقية المناطق.
واجتاحت سيول الأمطار الغزيرة قرى عديدة على طول شريط السهل والساحل التهامي من جنوب محافظة الحديدة، وصولا إلى محافظة حجة، شمالاً.
وبحسب مصادر محلية فإن الكارثة الكُبرى جراء تلك السيول، كانت من نصيب محافظة الحديدة، حيث سُجِّلت أضرار كبيرة في مدينة الحديدة ومديريات القناوِص وباجِل والزَّيْدِيَّة والزهرة والمَراوعة، والدُّرَيْهمي وزَبيد وبيت الفَقيه والتُّحَيْتا.
وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، مشاهد لسيول الأمطار وفيضانها، حينما داهمت مساكن المواطنين مساء السادس من آب/ أغسطس الجاري، في محافظة الحديدة، والناس نيام، لتجرف كثيرا من القرى والممتلكات.
وفي إحصائية غير نهائية أفادت السلطة المحلية بالحديدة بأن سيول الأمطار التي استمرت لعدة ساعات متواصلة، أودت بحياة 30 شخصا وفقدان 5 آخرين، ونزوح أكثر من 500 أسرة بعد انهيار منازلهم جراء قوة السيول، بينها العديد من المنازل تهدمت بشكل كامل، كما جرفت السيول أكثر من 7 سيارات.
وأوضحت مصادر طبية أن المياه غمرت مستشفى باجل والمراكز الصحية في مديريات المراوعة والزيدية والزهرة، وألحقت أضرارا جسيمة بمركز السل، ودمرت جميع المعدات والأدوية فيه. كما تضررت عدد من الأقسام في مستشفى الثورة بمدينة الحديدة، دون أن تؤدي تلك الأضرار إلى توقف الأقسام عن العمل.
وفي محافظة تعز هطلت أمطار غزيرة على مديرية مقبنة، مكونة سيولاً جارفة تسببت بوفاة وفقدان 15 شخصاً، وتضرُر منازل 120 أسرة، وجرف أراض زراعية وطرقات وممتلكات وأشجار نخيل ومانجو.
وبحسب تقرير للمجلس المحلي بالمديرية، فإن مياه السيول طمرت 87 بئراً يدوية وتضَرَرت بئران ارتوازيتان وجرفت 50 مضخة و6 منظومات طاقة شمسية مخصصة للقطاع الزراعي، إضافة إلى تضرُر 6 مشاريع مياه، و12 محلا تجاريا ومسجدا، وجرف 25 سيارة و32 دراجة نارية، ونفوق 65 رأس ماشية وفقدان أكثر من 500 متر من الأنابيب التابعة لفرع هيئة مشاريع مياه الريف بالمديرية.
والجمعة قبل الماضية شهدت منطقة شمير بمديرية مقبنة التابعة لمحافظة تعز أمطاراً غزيرة تدفقت على إثرها السيول الجارفة، محولة شمير إلى منطقة منكوبة وفق ما أعلنه الناشطون الذين تداولوا على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو أظهرت أضراراً كبيرة طالت مزارع ومحلات ومساجد في شمير مقبنة، مؤكدين أن السيول جرفت 15 سيارة واقتلعت 300 نخلة وهدمت 13 منزلاً.
ومساء أمس الأول، شهدت العاصمة صنعاء، أمطاراً غزيرة، استمرت لأكثر من ساعتين. حيث تدفقت السيول بكثافة من الجبال المحيطة بالأمانة إلى شوارع وأحياء المدينة، ما أدى إلى تعطل حركة السيارات في عدد من الشوارع.
وتسببت السيول في حدوث انهيارات صخرية بمنطقة «فج عطان»، ما أدى إلى تضرر عدد من السيارات التي كانت تمر عبر الطريق المتفرع من شارع الستين.
وتداول ناشطون مقاطع فيديو تظهر جرف السيول سيارات لمواطنين في شارع حدة بصنعاء.
كما غمرت السيول عددا من المحلات التجارية في العاصمة صنعاء.
وحذرت شرطة المرور السائقين ومستخدمي الطريق من السير في ممرات السيول ومصبات المياه والأودية وتوخي الحيطة والحذر أثناء القيادة في الأجواء الماطرة.
وشددت شرطة المرور على ضرورة التزام السائقين ومستخدمي الطريق بالإرشادات والتعليمات المرورية وعدم الخروج إلى الشوارع بالمناطق التي تشهد أمطارا.

45 مديرية متضررة
في السياق قالت جمعية الهلال الأحمر اليمني، في صنعاء، إن الأمطار الغزيرة الأخيرة على عدة محافظات أدت إلى فيضانات شديدة، مما تسبب في أضرار جسيمة وتشريد العديد من الأسر.
ونشرت الجمعية، أمس، إحصائية شاملة بالأضرار التي خلفتها سيول الأمطار في محافظات الحديدة وحجة وتعز وعمران وصعدة وذمار وصنعاء.
بحسب الإحصائية فقد بلغ عدد المديريات المتضررة جراء الحالة المطرية الأسبوع الماضي، 42 مديرية، وبلغ عدد الأفراد المتضررين 93,440 شخصاً.. مشيرة إلى أن السيول نتج عنها 45 حالة وفاة، فيما لايزال 12 شخصاً في عداد المفقودين، بالإضافة إلى نزوح 3,640 شخصاً وتضرر 12.584 منزلاً.

قنابل عنقودية
من جهة أخرى جدد المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، تحذيره للمواطنين في محافظة الحديدة وبقية المحافظات، من الاقتراب من الألغام والقنابل العنقودية ومخلفات الحرب التي جرفتها السيول إلى مناطق متفرقة.
وأكد المركز في بيان له أن هذه المخلفات التي جرفتها السيول من المواقع الملوثة إلى المناطق السكنية والزراعية تمثل تهديدا إضافيا للمدنيين في ظل استمرار الأمطار الغزيرة والسيول التي شهدتها الحديدة والمحافظات الأخرى خلال الساعات الماضية.
ودعا المركز المزارعين ورعاة الأغنام والإبل في الوديان والمزارع والصحارى والمناطق القريبة من السكان في مدينة الحديدة الملوثة بهذه المخلفات إلى عدم العبث بها، وفي حال العثور على أجسام غريبة جرفتها السيول إلى مناطقهم إبلاغ عمليات المركز على الأرقام التالية: (777666519) واتس اب، أو الاتصال على الرقم (01835882).
وأشار البيان إلى أن الفرق التابعة للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام تعمل بالتنسيق مع بقية الجهات بشكل متواصل لحماية المواطنين في كل المناطق المتضررة من السيول وغيرها.

حسنات الكارثة
وفي الساحل الغربي تسببت السيول بمصرع 6 مرتزقة بينهم قياديان كبيران.
وقالت وسائل إعلامية تابعة للمرتزقة إن السيول جرفت رئيس ما تسمى «عمليات اللواء التاسع عمالقة» المرتزق أحمد حسن أحمد عبدالسلام، وقائد ما تسمى «مدفعية اللواء الثاني زرانيق» المرتزق محمد عثمان مشعفل، إضافة إلى 4 جنود مرتزقة آخرين.