يحكى أن...

«لا» 21 السياسي -
في العام 1989 ذهب أحد أبناء الشمال لزيارة عدن، بعد الاتفاقية بين قيادتي الشطرين على السماح بالزيارات المتبادلة بالبطاقات الشخصية. المهم وأثناء زيارة صاحبنا وتجوله بسيارته في عدن حدث أن قطع الشارع مرتكباً مخالفة مرورية. أوقفه شرطي مرور شاب وركب معه السيارة وأصر على أخذه إلى إدارة المرور. وهما في طريقهما إلى هناك عرض صاحبنا على الشرطي مبلغاً من المال كرشوة. جن جنون الشرطي الشاب وهدد صاحب السيارة بأنه سيوجه له تهمة محاولة رشوة موظف حكومي وسينال عقوبتها. هدَّأ صاحبنا الشرطي وحدثه بأن الأمر معتاد في مدن الشمال وأنه لم يكن يتوقع ردة الفعل العنيفة تلك. وصلا أخيراً إلى الإدارة وسجلت المخالفة ودفعت الغرامة. مرت بضع سنوات على هذا الموقف، وحدث أن كان صاحبنا في زيارة لعدن - بعد الوحدة طبعاً، وصادف أن ارتكب مخالفة مرورية ليوقفه الشرطي الشاب نفسه. وما إن تعرف عليه السائق اتجه رأساً إلى مبنى إدارة المرور بصحبة الشرطي. المفاجأة حدثت حين طلب الشرطي من السائق إيقاف السيارة، ثم زاد حجم المفاجأة حين خاطبه قائلاً: «هيا ما لك؟! اتلحلح وهات حق القات وروّح!!».