تقرير / لا ميديا -
في الوقت الذي تعيش فيه محافظة عدن وباقي المحافظات المحتلة انهيارا تاما في الخدمات وقيمة العملة وارتفاعا حادا في أسعار المواد الغذائية وصل حد الإضراب الشامل لأصحاب المخابز والأفران في المدينة المنكوبة، يواصل بنك الارتزاق سياسته التدميرية بالإعلان من حين لآخر عن حلول ترقيعية آخرها فتح مزاد لأدوات الدين العام المحلي طويلة الأجل، في ظل الانهيار المستمر والمتسارع للريال اليمني أمام العملات الأجنبية، ووصول سعر صرف الدولار إلى أعلى مستوى له على الإطلاق.

كشف مسؤول في أحد البنوك الرئيسية التابعة لحكومة الفنادق بمدينة عدن المحتلة عن قنبلة من العيار الثقيل بشأن الحالة المزرية التي وصل إليها بنك الارتزاق، في ظل السياسة التدميرية التي انتهجها منذ اليوم الأول لنقله إلى عدن، مضافا إلى ذلك تقاسم ونهب الثروة والموارد بين أدوات الاحتلال ومرتزقته مما يسمى المجلس الانتقالي الموالي للاحتلال الإماراتي ورئاسي وحكومة الفنادق.
وأكد المرتزق شكيب عليوة، الذي ينتحل منصب نائب الرئيس التنفيذي لبنك التسليف التعاوني والزراعي “كاك بنك” في عدن، أن خزائن البنك المركزي التابع لحكومة الفنادق خاوية على عروشها، ساخرا من المبررات والأعذار التي تطلقها قيادة البنك عن الوضع الاقتصادي في المناطق المحتلة، في ظل الانهيار المستمر والمتسارع للريال اليمني أمام العملات الأجنبية، ووصول سعر صرف الدولار إلى أعلى مستوى له على الإطلاق.
وقال عليوة في منشور على صفحته بمنصة “فيسبوك”: “يكفي مبررات وتبريرات ويكفي فهلوة وخريط ومريط، اليوم سعر الدولار 1755 ريالاً”.
وأضاف: “شي معكم أعذار ومبررات جديدة مش مبررات قد شبع الناس منها.. أفيدونا”، في إشارة إلى أن مبررات حكومة الفنادق وبنكها المركزي لم تعد مقنعة، وأن الوضع الاقتصادي ينذر بكارثة إنسانية.
ولفت إلى أنه وقبل نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن كانت العملة الأجنبية 5 مليارات دولار، والكتلة النقدية المتداولة 3 تريليونات ريال (والدولار = 215 ريالاً)، وبعد نقل البنك أصبحت العملة الأجنبية 6 مليارات دولار، والكتلة النقدية الجديدة 3 تريليونات ريال (والدولار = 1755 ريالاً)، في إشارة إلى ما طبعته حكومة الفنادق من العملة التي أفادت تقارير مالية متعددة بأنها تجاوزت 5 تريليونات ريال.
وأوضح أن حكومة الفنادق على وشك الإفلاس، مشيرا إلى أن “خزائن البنك المركزي في عدن خاوية على عروشها من النقد المحلي والأجنبي”.
وفي تعليق على منشوره، أفاد مسؤول كاك بنك في عدن بأنه قد سبق الحديث عن ضرورة قيام مركزي الارتزاق بإعادة النظر في الإجراءات وآليات المعالجات المتخذة والتي لم تجدِ نفعاً بهدف الحد من تدهور قيمة الريال مقابل العملات الأجنبية.
وأكد أن استمرار العمل بتلك الإجراءات والآليات نفسها يفاقم من استمرار التدهور الاقتصادي، لافتاً إلى أنه كان يمكن في وقت سابق أن يستقر سعر صرف الدولار ما بين 650 و700 ريال، مشيراً إلى أنه سيقوم بنشر التفاصيل حول ذلك في وقت لاحق.
يأتي ذلك في ظل ما تشهده أسعار صرف العملات الأجنبية في مدينة عدن المحتلة من صعود مستمر مقابل تردي الريال، حيث وصل سعر بيع الدولار الواحد، في تعاملات أمس، إلى 1763 ريالاً، وسعر بيع الريال السعودي إلى 463.5 ريالا.
وفي سياق الحلول الترقيعية، أعلن بنك عدن، أمس، عن فتح مزاد لأدوات الدين العام المحلي طويلة الأجل والمتمثلة بسندات خزينة بأجل (3 سنوات)، مشيرا إلى أن القيمة المبدئية الكلية للمزاد 5 مليارات ريال قابلة للزيادة عند الحاجة.
وكان البنك أعلن الخميس المنصرم عن نتائج المزاد رقم 8 للعام 2024 لبيع عملة أجنبية، حيث بلغ سعر الدولار الأمريكي الواحد في المزاد 1706 ريالات، فيما بلغت نسبة التغطية 58% وشارك فيه أربعة بنوك تجارية، تقدمت بثمانية عطاءات قُبلت جميعها.
وكانت مصادر مطلعة كشفت، الأسبوع الماضي، أن سلطات الرياض استدعت رئيس حكومة الفنادق المرتزق أحمد عوض بن مبارك وقيادة البنك للقاء مع سفير الاحتلال السعودي محمد آل جابر في الرياض، بعد تلقي الأخيرة رسائل تحذير مباشرة من صنعاء تحملها مسؤولية تداعيات قرار نقل مقرات البنوك إلى عدن، معتبرةً أنه لم يصدر إلا بضوء أخضر من السعودية، وهو ما دفع بآل جابر إلى تأكيد أن بلاده لا ترغب في تصعيد عسكري.
وفي سياق تقاسم المناصب بين أدوات الاحتلال كشفت مذكرة رسمية عن قُرب صدور قرارات تعيين في وظائف ومناصب عليا لصالح شخصيات في انتقالي الإمارات وأخرى في ما يسمى الحزب الاشتراكي.
ووفق المذكرة فإن المرتزق رشاد العليمي رئيس ما يسمى مجلس القيادة وافق على تنفيذ مقترح «الانتقالي» بمنحه مع الاشتراكي عدداً من المناصب الرفيعة، في الوقت الذي تتزايد فيه التظاهرات الشعبية الغاضبة احتجاجا على الأوضاع المعيشية الصعبة وانهيار العملة حيث وصل سعر الدولار في عدن إلى 1760 ريال، إضافة إلى انهيار الخدمات في مقدمتها الكهرباء.
وتشهد مدينة عدن صيفا جحيميا في ظل انقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم التي تحولت إلى صفيح ملتهب يفرون منه إلى الشوارع للمبيت.
ورصدت مقاطع مرئية هروب العشرات من المواطنين مع عائلاتهم إلى المولات والمراكز التجارية هربا من صيف المدينة اللاهب.
وكشفت مقاطع الفيديو كيف أن المراكز والمولات باتت ممتلئة بالمواطنين الذين فروا من منازلهم بعدما تحولت إلى أفران بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وفي ظل أزمة الخبز التي تعيشها المدينة، وصل سعر قرص الرغيف الواحد، أمس، إلى مائة ريال، في ظل إغلاق عشرات المخابز والأفران أبوابها أمام المواطنين منذ يومين.
وكانت جمعية المخابز والأفران المهنية أعلنت، الجمعة الماضية، تنفيذ إضراب جزئي، وإضراب كلي مفتوح من السبت لجميع المخابز والأفران في مدينة عدن.
وأدانت الجمعية، في بيان صدر عن اجتماع هيئتها الإدارية، ما تعرضت له المخابز والأفران في مديرية البريقة، من إغلاق وإجراءات تعسفية من قبل فصائل الاحتلال الإماراتي بحُجة مخالفة التسعيرة.
وأعلنت الجمعية تنفيذ الإضراب المفتوح حتى يتم السماح بفتح مخابز البريقة وتقبل السعر الجديد 100 ريال للقرص الروتي وزن 60 جراماً، بسبب “زيادة أسعار المواد الداخلة في تكوين الروتي”، لتعلن أمس الأحد، أنها ستبيع القرص الروتي بـ75 ريالا لمدة 15 يوما، استجابة لوعود ما يسمى مكتب الصناعة والتجارة بدراسة التكلفة.