تقرير/عادل بشر / لا ميديا -
ضربات موجعة تلقتها الولايات المتحدة على يد القوات المسلحة اليمنية، خلال الأيام الماضية، رغم فارق التسليح والتكنولوجيا العسكرية المتطورة لدى «واشنطن»، الأمر الذي دفع الصحافة البريطانية إلى القول إنه «حان الوقت لأن يعترف المسؤولون الأمريكيون بأنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تكون قوة مطلقة في العالم»، بعد الفشل الذريع أمام القوة العسكرية اليمنية، التي أثبتت نجاعتها وقدرتها على لعب تكتيكات مختلفة تستطيع من خلالها التعامل مع متغيرات الميدان.
في هذا الصدد نجحت القوات المسلحة اليمنية، أمس الأول الخميس، في إسقاط طائرة تجسس مقاتلة أمريكية طراز (MQ9) المتطورة متعددة الأغراض، أثناء قيامها بأعمال عدائية في سماء اليمن.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، في بيان مقتضب، أمس الجمعة: «تمكنت الدفاعات الجوية اليمنية -بعون الله تعالى- من إسقاط طائرة أمريكية (MQ9) مساء أمس الخميس، أثناء قيامِها بأعمال عدائية في أجواء محافظة مأرب»، مشيراً إلى أن الاستهداف تم بصاروخ أرض جو محلي الصنع.
وبث الإعلام الحربي، مشاهد (فيديو) توثق عملية إسقاط الطائرة الأمريكية بصاروخ يمني.
وتُعد هذه الطائرة هي الرابعة من الطراز ذاته يتم إسقاطها خلال معركة «الفتح الموعود والجهاد المقدس» إسناداً لغزة، والثامنة منذ بداية العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن.
فبعد شهر واحد من بدء معركة «طوفان الأقصى»، وفي عملية هي الأولى من نوعها خارج البر اليمني، أسقطت القوات الجوية اليمنية، في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 طائرة التجسس الأمريكية (إم كيو 9) خلال قيامها بأعمال عدائية ورصد وتجسس في «أجواء المياه الإقليمية اليمنية» في إطار حماية واشنطن لكيان العدو الصهيوني، وضمن الدعم العسكري المقدم للكيان.
وفي 19 شباط/ فبراير 2024 تم إسقاط طائرة (MQ9) في أجواءِ محافظةِ الحديدة، تلا ذلك في 26 نيسان/ أبريل المنصرم، إسقاط طائرة من الطراز ذاته في أجواء محافظة صعدة.
وخلال سنوات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، أسقطت القوات المسلحة أربع طائرات تجسسية أمريكية من نوع (MQ9)، كانت الأولى في تشرين الأول/ أكتوبر 2017 في أجواء صنعاء، والثانية في حزيران/ يونيو 2019 في أجواء محافظة الحُديدة، والثالثة في آب/ أغسطس 2019 في محافظة ذمار، والرابعة في آذار/ مارس 2021 بمحافظة مأرب.
كما تُعد الطائرة (MQ-9 Reaper) من بين أحدث الطائرات الأمريكية بدون طيار متعددة الأغراض في المراقبة والتجسس والقتال، وتتمتع بمواصفات تكنولوجية عالية، وتُقدر قيمتها بنحو 30 مليون دولار أمريكي.
ويرى مراقبون عسكريون أن إسقاط الطائرة (MQ9) التي يطلق عليها الأمريكيون «الصياد القاتل»، يعكس ما وصلت إليه القوات الجوية اليمنية من تطور وقدرات تمكنها من إسقاط هذا النوع من الطائرات الأكثر تطوراً في العالم.

إصابة المدمرة «مايسون»
إسقاط الطائرة (MQ9) الأمريكية، جاء بعد ساعات من إعلان القوات المسلحة اليمنية إصابة المدمرة الأميركية «يو إس إس مايسون» جراء استهداف يمني جرى بعد اشتباكات دامت لساعات في البحر الأحمر.
وأوضحت القوات المسلحة، في بيان له، الأربعاء، أن القوات البحرية نفذت عمليةً عسكريةً استهدفت المدمرةَ الأمريكيةَ «مايسون» في البحرِ الأحمرِ بعددٍ من الصواريخِ البحريةِ المناسبة، وكانت الإصابةُ دقيقةً.
وأشارت إلى أن القوات البحرية والقوة الصاروخية وسلاح الجوِّ المسير نفذت عمليةً مشتركةً استهدفت السفينة (Destiny) في البحرِ الأحمرِ وكانت الإصابةُ دقيقةً، لافتة إلى أن استهداف السفينة جاء بعد انتهاكها قرار حظر مرور السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، وذلك بتوجهها إلى ميناء أُم الرشراش في 20 نيسان/ أبريل الماضي، بأسلوب الخداع والتمويه بادعاء توجهها إلى ميناء آخر، إلا أنها كانت تحت الرصد والمتابعة من قبل القوات اليمنية التي وجهت لها التحذيرات بعدم دخول موانئ فلسطين المحتلة، إلا أنها أصرت على انتهاك قرار المنع، فأصبحت في قائمة السفن المستهدفة والممنوعة من الإبحار في منطقة عمليات القوات المسلحة اليمنية.
وأفاد البيان بأن استهداف المدمرة «مايسون» والسفينة (Destiny) يأتي انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ورداً على العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.
واعترفت «القيادة المركزية الأميركية»، في بيان، بتعرّض «مايسون» لهجوم، وقالت إن المدمّرة اعترضت صاروخاً باليستياً. كما أكدت تعرّض قواتها في البحر الأحمر لهجمات واسعة، وقالت إنها «اشتبكت مع أربع طائرات مسيّرة وتمكّنت من تدميرها».
وكنوع من التمهيد للاعتراف بإصابة المدمرة «مايسون» كشف وزير البحرية الأمريكية، كارلوس ديل تورو، عن تعرض البوارج الأمريكية في البحر الأحمر لحوالى 300 هجوم، مشيراً إلى تسجيل عمليات إطلاق صواريخ يمنية باتجاه البحر الأبيض المتوسط، زاعماً إسقاط العديد منها.
وتأتي تصريحات الوزير الأمريكي عشية إعلان السيد القائد عبدالملك الحوثي دخول المرحلة الرابعة من التصعيد حيز التنفيذ وتدشين المرحلة بعمليتين تم تنفيذهما باتجاه البحر الأبيض المتوسط.
وأكد أن عدد العمليات على السفن الأمريكية وحدها في البحر الأحمر وخليج عدن بلغ أكثر من مائة هجوم بالصواريخ والطائرات المسيَّرة، خلال معركة «الفتح الموعود والجهاد المقدس» نصرة لفلسطين، بخلاف الاستهدافات التي طالت السفن الصهيونية وتلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة والسفن البريطانية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي.
 
الحوثيون يهزمون الجيش الأمريكي
في سياق آخر قالت صحيفة «التلغراف» البريطانية إنه حان الوقت لأن يعترف المسؤولون الأمريكيون بأنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تكون قوة مطلقة، تخوض كل معركة في جميع أنحاء العالم.
وفي مقال بعنوان «إيران والحوثيون هزما الجيش الأمريكي»، قالت الصحيفة: «يفترض مهندسو السياسة الخارجية للولايات المتحدة في كثير من الأحيان أن أمريكا تتمتع بالقوة المطلقة، وأنها قادرة على إكراه الأصدقاء والخصوم على حد سواء على تكييف سياساتهم بما يرضي واشنطن»، مضيفةً: «هذا الافتراض يكاد يكون عالمياً، إلا أنه تم دحضه مرارا وتكرارا، خاصة في الشرق الأوسط. ففي اليمن على سبيل المثال يتعامل الحوثيون مع البحر الأحمر باعتباره ميدان إطلاق نار خاصاً بهم منذ تشرين الثاني/ نوفمبر، وهاجموا السفن المدنية وسفن البحرية الأمريكية التي تعبر الممر المائي أكثر من 100 مرة خلال تلك الفترة الزمنية، لدعم الفلسطينيين».
وأكدت أن «أمريكا كثيراً ما تضخم قوتها، وتقلل من قوة الدول الأخرى في مقاومة الإملاءات الأمريكية. أما الواقع فهو أكثر تعقيدا بكثير، وقد حان الوقت للاعتراف بذلك من قبل المسؤولين الأمريكيين».