رغم الاعتراف بالفشل..واشنطن تضغط للحصول على تفويض «قانوني» لتمديد العدوان عـلى بلادنا
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا
تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
بحلول الـ12 من آذار/ مارس الجاري، يكون العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن حماية للكيان الصهيوني، قد أكمل شهره الثاني، وبالرغم من الاعتراف الصريح للإدارة الأمريكية بأن الضربات الجوية على صنعاء وعدد من محافظات السيادة اليمنية على مدى الأسابيع السبعة الماضية، لم تنجح في ردع القوات المسلحة اليمنية، أو التأثير على قدراتها العسكرية، إلا أن أعضاء هذه الإدارة نفسها يضغطون على الكونجرس الأمريكي لإعداد تفويض قانوني باستخدام القوة العسكرية ضد اليمن، والتي نفذها الرئيس جو بايدن بتاريخ 12 كانون الثاني/ يناير الماضي، دون تفوض من الكونجرس.
مجلة «فورين بوليسي Foreign Policy» الأمريكية، كشفت في تقرير لها، أمس، أن المشرعين الأمريكيين يتحركون لتمديد الحرب على اليمن..
وقالت المجلة: «مع مواجهة إدارة بايدن موعدًا نهائيًا ملزمًا قانونًا في 12 آذار/ مارس الجاري لإنهاء أعمالها الحربية في اليمن، يستعد المسؤولون في الكونجرس لمنح الإدارة التفويض «القانوني» لمواصلة شن الحرب في المستقبل القريب»، وأن هذا «من شأنه أن يمنح إدارة بايدن السلطة القانونية لمواصلة الضربات الجوية ضد الحوثيين»، في إشارة إلى سُلطة المجلس السياسي الأعلى.
وأوضح السيناتور الديمقراطي كريستوفر ميرفي أن «الدستور يتطلب من الكونجرس تفويض أعمال الحرب». وأشار السيناتور إلى تفضيله «لتفويض محدد زمنيا من الكونجرس»، قائلا: «سأجري مناقشات مع زملائي في الأيام المقبلة لتقديم مثل هذا التفويض».
وقالت المجلة: «بعد أن بدأت إدارة بايدن الأعمال العدائية ضد الحوثيين، يتعين عليها اتباع قرار سلطات الحرب، الذي يحد من استخدام القوة لمدة 60 يومًا»، لافتة إلى أنه «ومع تحرك أعضاء الكونجرس لتزويد بايدن بالتفويض، يتساءل البعض عن منطق شن الحرب ضد الحوثيين. ويحذرون من أن الضربات العسكرية الأمريكية المستمرة ضد الحوثيين قد تفشل في ردع الهجمات المستقبلية ويمكن أن تثير حربًا أوسع في الشرق الأوسط».
وأضافت: «وكما أشار السيناتور ميرفي، فإن التدخل العسكري لإدارة بايدن يأتي بعد سنوات من الجهود الفاشلة التي بذلها تحالف عسكري بقيادة السعودية وبدعم من الولايات المتحدة لمهاجمة الحوثيين بضربات جوية، وعندما بدأت قوات واشنطن ولندن غاراتهما الجوية في يناير/ كانون الثاني، استهدفت المواقع التي سبق أن ضربها التحالف السعودية مئات المرات». وهو ما دفع السيناتور ميرفي إلى التساؤل، كيف أن «حملتنا من الضربات الجوية ستكون لها نتائج مختلفة».
هناك عامل آخر يثير الشكوك في واشنطن وهو عدم وجود معلومات استخباراتية عسكرية أمريكية عن صنعاء وقدراتها العسكرية. وكما اعترف المسؤولون الأمريكيون، فإنهم لا يعرفون إلا القليل عن القدرات العسكرية لأنصار الله.
وذكرت المجلة أن «العامل الأكثر إثارة للانقسام في واشنطن يتعلق بالارتباط بين هجمات الحوثيين في البحر الأحمر والهجوم العسكري الإسرائيلي في غزة»، مشيرة إلى أن «المسؤولين الأمريكيين يدركون جيداً أن الحوثيين يهاجمون السفن التجارية كوسيلة للضغط على المجتمع الدولي لإنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة».
وعلى الرغم من أن إدارة بايدن قللت من أهمية هذا الارتباط، إلا أن بعض أقرب مؤيديها في الكونجرس رفضوا موقفها من خلال الإشارة إلى أن أنصار الله أثبتوا نواياهم من خلال أقوالهم وأفعالهم.
وأضافت المجلة: «مع ذلك، لم يفعل المشرعون الأمريكيون أي شيء من شأنه أن يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة. وكل ما فعلوه هو الاعتراف بأن وقف الحرب في غزة من شأنه أن يقوض موقف الحوثيين».
تبرير الفشل بالافتقار للمعلومات الاستخبارية
تقرير «فورين بوليسي» الذي حاول كغيره من وسائل الإعلام الغربية، تبرير فشل العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن في إيقاف العمليات العسكرية لصنعاء ضد السفن الصهيونية والمتجهة إلى موانئ الاحتلال، أو حتى الحد من تلك الهجمات، بافتقار الوكالات الاستخبارية الغربية للمعلومات حول القدرات العسكرية اليمنية، تزامن مع تقرير مشابه نشرته صحيفة «فايننشال تايمز» قالت فيه إن الولايات المتحدة «تعاني من ثغرات استخباراتية كبيرة في اليمن، وأن هذه الثغرات تعيق المساعي الأمريكية للتأثير على قدرات الحوثيين العسكرية، إذ لا يمتلك الجيش الأمريكي معلومات عن الترسانة التي بحوزتهم وعن تأثير الضربات التي استهدفت البلد خلال الفترة الماضية».
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم: «إن محاولة الجيش الأمريكي لوقف الهجمات اليمنية في البحر الأحمر تعرقلها المعلومات الاستخباراتية غير الكافية حول ترسانة الحوثيين وقدراتهم الكاملة»، مشيرة إلى أن الهجمات اليمنية على السفن الصهيونية وتلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال جنوبي فلسطين المحتلة، بدأت بعد أن شنت «إسرائيل» حربها ضد قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حيث أكدت صنعاء أن «حملتها ستستمر طالما استمرت إسرائيل في حربها بغزة».
وتطرقت الصحيفة الأمريكية إلى مزاعم البنتاغون بأن الغارات الجوية على اليمن من قبل واشنطن ولندن بدعم من حلفاء آخرين، منذ 12 كانون الثاني/ يناير الماضي، دمرت 150 هدفاً بما في ذلك قاذفات صواريخ مضادة للسفن وصواريخ أرض جو، ومرافق اتصالات، وطائرات بدون طيار، وسفن سطحية بدون طيار، والمراقبة الجوية، ومستودعات الأسلحة، ومنشآت القيادة.. مضيفة بالقول: «لكن الحوثيين، الذين تحملوا ما يقرب من عقد من القصف من قبل التحالف الذي تقوده السعودية قبل الصراع الحالي، أثبتوا براعتهم في إعادة ترتيب مواقعهم واستمروا في عملياتهم البحرية».
ونقلت الصحيفة عن تيد سينغر، وهو مسؤول كبير متقاعد مؤخراً في وكالة المخابرات المركزية، قوله إن «الحوثيين يميلون إلى تخزين أسلحتهم في تضاريس وعرة للغاية، لكن الحصول على معلومات استخباراتية على الأرض كان أكثر صعوبة منذ أن أخلت الولايات المتحدة سفارتها في صنعاء عام 2015».
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا