حاوره:كمال مسعود / لا ميديا -
يمتلك مواصفات المهاجم المتكامل بالمهارات الأساسية، كالكنترول والتمركز والارتقاء... المهاجم رقم (9) الملقب بـ"الرأس الذهبية"، كلاسيكي المناورة بإجادة اللعب في أكثر من مركز حسب مجريات المباراة وطريقة اللعب. عمود نادي الزرانيق والمحطة المساهمة بتزويد وقود الدفع الهجومي لزملائه، وخير مثال على ذلك حصول زميله في الفريق المهاجم عبدالله سعد على لقب هداف الدوري في موسم ٨٦.
لاعب فريد من نوعه فيما يتعلق بشخصيته وعلاقته مع اللاعبين. في كل مرة يلعب فيها يقدم أفضل ما لديه، ويعلم زملاءه كيف يكون الانتماء للفريق. كما كان يتمتع بشعبية جماهيرية كبيرة، بين جماهير نادي الجيل (الغريم اللدود للنادي الأهلي) قبل جماهير الأهلي.
ولأنه شخص خجول جدا ويتميز بالتواضع والبساطة، لم ينصفه الإعلام عندما كان لاعباً، ولم ينصفه اتحاد الكرة كمدرب ولم يعطه حقه من الدورات التدريبية والعمل في الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية.
صحيفة "لا" التقت بنجم زمن الزرانيق الجميل، الكابتن الخلوق حسين المجربي، وأجرت معه حوارا هذه حصيلته...

 في البداية كيف تقيم مستوى الكرة اليمنية اليوم؟
- مستوى الكرة اليمنية خلال السنوات العشر الأخيرة لا يسر صديقاً ولا عدواً، وهذا نتيجة لتأثرها السلبي بالأوضاع العامة التي تمر بها البلاد، ولا ننسى أن غياب المسابقات أثر سلباً على كافة المنظومة الكروية: منتخبات، أندية، لاعبين،_مدربين، حكاماً... إلخ.
فحال الكرة اليمنية من سيئ إلى أسوأ. وللأسف الشديد لا يوجد عقلاء يستمعون للنصائح كي تتجنب الرياضة هذا الوضع. أما كرة القدم، وهي اللعبة الشعبية الأولى في اليمن، فهي تعاني الأمرين. توقف الأنشطة الرسمية جعل إدارات الأندية تعمل بمزاجية كبيرة، دون رقيب، وأنتجوا لنا فراغاً كرويا كبيراً، وأصبحت رياضتنا قريبة جدا من التجميد الدولي إذا استمر العناد والتعصب للمصالح الشخصية على حساب الوطنية. لكن مع كل هذا أعتقد بأن عودة الدوري الكروي سيعيد للكرة اليمنية جزءاً من بريقها المفقود .

 كيف كانت لقاءات ديربي الساحل بين الأهلي والجيل؟
- من وجهة نظري المواجهات التي كانت تجمع أهلي الحديدة والجيل من أقدم وأقوى الديربيات في الجمهورية، وكانت عادة ما تقام تحت أجواء كروية رائعة وتنافسية حماسية وجماهيرية، حيث تبدأ الجماهير بالتوافد باكراً إلى ملعب العلفي الذي تمتلئ مدرجاته منذ الساعة الثانية ظهرا، وكان يعتبر بمثابة عرس كروي جميل يقام في الحديدة سنوياً.

 أيهم أفضل جيل للأهلي، جيل الثمانينيات أم جيل التسعينيات؟
- جيلنا في الثمانينيات أفضل من جيل التسعينيات، مع احترامي لهم. جيلنا كان يضم نجوماً من العيار الثقيل، أمثال: أحمد غالب، شنب حمادي، أنور عديني (الله يرحمه)، رامي عبد الرزاق، عليبة، محمد راوح، عبد الرحمن وسالم سعيد_بهلول،_باصهي... هؤلاء النجوم كانوا قريبين من تحقيق لقب الدوري لولا سوء الطالع والحظ العاثر، فاكتفينا بالوصافة ثلاث مرات متتالية، بالإضافة إلى إحرازنا كأس رئيس الجمهورية عام 87. استطاعت هذه الكوكبة تقديم كرة قدم جميلة نالت إعجاب الجماهير الكروية في جميع ملاعب الوطن. وكان نادي أهلي الحديدة في تلك الفترة يرفد المنتخبات الوطنية باللاعبين.

 ماذا عن الأجواء وأبرز النجوم على المستوى الوطني في جيلكم؟
- كانت حقبة الثمانينيات فترة ذهبية، فقد تميزت بأجواء كروية ممتعة على مستوى تاريخ الكرة اليمنية. فرغم إقامة المباريات في ملاعب ترابية وغياب الدعم المادي الحكومي والأهلي وضعف البنية التحتية الرياضية في حينها إلا أن التنافس الرياضي بين الأندية في المسابقات كان قوياً، وجميع الأندية كانت تضم نخبة من النجوم الكبار، فعلى سبيل المثال في الحديدة كان هناك أحمد غالب وعبد الرقيب حسن وناصر الرويس وناجي الصباحي وأنور عديني ومحمد ثابت، ومن صنعاء جمال حمدي والعرشي والسنيني وعبدالله الصنعاني وحسين جباري وعزيز الكميم وخالد الناظري، ومن تعز عبد العزيز القاضي وعبد الملك ثابت وعبدالحميد الشاويش ومضر السقاف وأحمد ناصر ومحمد درهم وخالد محمد علي، ومن إب إبراهيم الصباحي والحاج الصباحي والجاموس والسحراني وأحمد البريد... والقائمة تطول.

 متى بدأ ظهور المجربي؟
- بدايتي الكروية كانت عام 1980، والفضل في ظهوري بعد الله يعود إلى المدرب المخضرم مقبل الصلوي أطال الله في عمره.

 ابتعدت عن الملاعب وأنت في قمة العطاء. ما السبب؟
- الإصابة اللعينة كانت سبباً رئيسياً في إنهاء مشواري الكروي مبكراً. وقد يظن البعض أنني أبالغ إذا قلت إني كنت ألعب وأنا مصاب، حتى سنة اعتزالي اللعبة موسم 90م، فبعد عودتي من رحلة علاجية في القاهرة العام 1984 كان لا بد أن أقضي فترة تأهيل، وشاركت في مباراة لحاجة النادي لي، وفزنا برباعية نظيفة؛ ولكن الإصابة تفاقمت أكثر، وكان قرار مشاركتي حينها خاطئاً.

 هدف سجلته ما زال في ذاكرتك...؟
- أغلى أهدافي هو الهدف الذي سجلته في مرمى نادي شعب إب في ملعب المريسي في نهائي كأس الجمهورية العام 87. كان هدف الفوز الوحيد في المباراة، الذي أهدى الكأس لفريقي أهلي الحديدة.

 أفضل لاعبي الوسط والهجوم وحراس المرمى...؟
- كابتن أهلي الحديدة ونجم المنتخب الوطني المايسترو أحمد غالب أفضل لاعب خط وسط في اليمن، والثعلب عزيز الكميم لاعب نادي شعب صنعاء أفضل مهاجم، ومحمد راوح أفضل حارس مرمى .

 اللاعب الذي تمنيت وجوده في الأهلي...؟
- نجم الجيل والمنتخب الوطني سابقاً الكابتن ناجي الصباحي ( الله يرحمه)، لاعب تمنيت وجوده في أهلي الحديدة.

 الأندية التي كانت صاحبة الأداء الأفضل...؟
- الصقر والطليعة والمجد والجيل وشعب إب أندية تقدم كرة قدم جميلة .

 ماذا أعطتك كرة القدم؟ 
- أعطتني حب الناس، وهذه نعمة من الله.

 كلمة أخيرة كابتن حسين؟
- شكرا لكل من ساعدني وساندني خلال مسيرتي الكروية. وأشكركم أخي العزيز الإعلامي الرياضي كمال مسعود وأشكر ملحق "لا الرياضي" على هذا اللقاء الجميل الذي عاد بذاكرتي للأيام الجميلة، والشكر موصول لجميع أسرة صحيفة "لا" الأعزاء، والقراء الكرام.