حاوره:يحيى الضلعي / لا ميديا -
يعد نجم القوس والسهم اليمني محمد فراس القشيبي، واحداً من الأسماء التي حملت في مكنونها الكثير من مقومات النجاح والتفوق والإبداع الرياضي، وقدم نفسه بطلاً بخطى ثابتة مع هذه الرياضة العاشق لها حد الجنون.
انطلقت مسيرته الرياضية مع القوس والسهم منذ عشر سنوات، قبل أن يغادر إلى السعودية. حظيت موهبته هناك بالترحاب ليستفاد منه ومما لديه من خبرات في هذه الرياضة.
وفي الغربة، فرض البطل نفسه في ميدان المنافسة، وأصبحت مهاراته مصدر فخر لبلده اليمن حتى نال لقب "روبن هود"، وشكلت قدراته في القوس والسهم رمزاً للتحدي والإصرار، وعكست قدرة الإنسان اليمني على تحقيق النجاحات والمعجزات في ظروف الغربة .
نجومية الرامي محمد فراس لقيت تفاعلاً كبيراً من المهتمين بهذه الرياضة، ما جعله مصدر إلهام للكثير من المتابعين، الأمر الذي دفع عدداً من المدارس والأكاديميات الرياضية إلى الاستعانة به واستقطابه لتدريب الهواة وتعليمهم مهارات وفنون هذه اللعبة، خاصة بعد أن نال الشهادة الدولية كمدرب معترف به في عالم القوس والسهم.
"لا الرياضي" يسلط الضوء على مشوار البطل والمدرب محمد فراس القشيبي، في حوار سرد لنا فيه تفاصيل بداية مشواره مع هذه الرياضة، معرجاً على تاريخها والصعوبات التي ترافق الاتحاد اليمني للقوس والسهم وسبل تطوير اللعبة والارتقاء بممارسيها، وأشياء أخرى، فتابعوا...

 متى كانت بدايتك مع رياضة القوس والسهم؟
- كانت بداية مشواري مع هذه الرياضة عام 2014، وما جذبني لها هو الكثير من مميزاتها، مثل أن الشخص يكتسب أثناء مزاولتها الهدوء.

 لماذا اخترت هذه الرياضة؟
- كان لديّ شغف كبير بممارسة الرماية منذ الصغر على عدة أدوات؛ ولكن فيما يخص القوس والسهم كان من أسباب انجذابي لها أنها رياضة جديدة بالنسبة لي، وحينها تعززت عندي الرغبة في مزاولتها بشكل كبير جداً.

 وهل تزاول ألعاباً رياضة أخرى؟
- نعم، هناك الكثير من الألعاب التي أمارسها، مثل الغوص والسباحة.

 الكثير من المتابعين ربما لا يعرف تفاصيل عن رياضة القوس والسهم... ماذا عن تاريخ هذه الرياضة؟
- هي أحد أنواع الرماية، وتحظى باهتمام كبير بعدما دخلت الألعاب الأولمبية ونظمت لها بطولات العالم، وترجع بدايات هذه الرياضة إلى اختراع إنسان ما قبل التاريخ القوس والسهم، فأحدث بذلك ثورة في طرائق الصيد البدائية، بحيث أصبح بمقدوره قتل الحيوانات عن بعد، وكان قدامى اليمن أول من عُرفوا باستخدام القوس والسهم على نطاق واسع، إذ يعود ذلك إلى 5000 سنة، وتلاهم المصريون والآشوريون والفرس، وفي أوائل القرن العاشر الميلادي تطورت معدات الرماية بشكل متقدم.

 ما هي العناصر التي يجب أن تتوفر لدى من يرغب بمزاولة الرماية بالقوس والسهم أو تدريبها؟
- يتوجب على اللاعب أو المدرب أن يحصل على رخص للتدريب تتعلق بالرماية، لممارستها وتدريبها، ولكن ليس بالدور الكبير، فالخبرة والممارسة خوض المشاركات المحلية والخارجية لها الدور الأهم في تكوين شخصية قوية للاعب أو المدرب.

 وماذا عن الأدوات التي يجب توفرها لهذه الرياضة؟
- في القرون الماضية كانت الرماية بالقوس والسهم تجرى باستخدام الأقواس المصفحة المصنوعة من الخشب وقرون الحيوانات والأوتار، ثم أسهم الرماة في العصر الإسلامي بتطوير الأقواس والسهام في حروبهم. ورياضة الرماية بالسهام تعتبر من أقدم الرياضات في تاريخ البشرية ومن أكثرها متعة وفناً في وقتنا الحالي، بعد أن أصبحت رياضة أولمبية. هذه التجربة تتيح لنا التعرف على هذه الرياضة والأهداف والمهارات الأساسية وطرق السلامة، ومزاولة هذه الرياضة تقوي الجسم وتهذب النفس وتعلم الإنسان الصبر والإصرار على تحقيق النجاح، وتعتبر من عمق ثقافتنا، انطلاقاً من مقولة رسول البشرية محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله: "علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل".

 كيف ترى رياضة القوس والسهم في اليمن؟
- أناشد وزارة الشباب والرياضة إنشاء الملاعب والصالات الرياضية لهذه الرياضة وإيجاد بنية رياضية متطورة. بلدنا مليء بالمواهب، والكثير من الشباب والأشبال قادرون على تقديم نتائج عالية ورفع علم الجمهورية اليمنية في كل المحافل الدولية. كل هذا يحتاج إلى الدعم الكافي والبدء في خطة استراتيجية واضحة لبناء جيل رياضي قادر على تحقيق الإنجازات ومواكبة الدول المتطورة رياضياً.

 ما تقييمك للاتحاد اليمني للقوس والسهم؟
- هناك صعوبات ومعوقات كبيرة ترافق أداء الاتحاد، خاصة خلال استعداد لاعبي المنتخب الوطني للمشاركات الخارجية، فلا يوجد إعداد جيد، والمعسكرات الداخلية شبه غائبة، وإن وجدت فهي ضعيفة. كذلك يفتقد اللاعبون اليمنيون للمعسكرات الخارجية التي يتخللها التحضير اللازم لخوض المنافسات.

 كيف جاءت تسميتك بـ"روبن هود"؟
- سبب تسميتي هذه هو حبي وشغفي بهذه الرياضة. و"روبن هود" هو رامي سهام بارع شارك في الحروب الصليبية خلال فترة حكم ريتشارد الأول ملك إنجلترا، ثم تحول إلى لص نبيل يواجه الظلم بسلب قوافل المملكة، ويوزعها على الفقراء... ومن امتلك القوس امتلك السهم، ومن امتلك القوس والسهم امتلك الإرادة والقوة.

 من هو أفضل مدرب من وجهة نظرك؟
- أعتبر المدرب القدير فيصل الكحلاني هو الأفضل ويمثل لي القدوة في هذه الرياضة، فهو المدرب الذي جعلني أحبها.

 ما هي طموحاتك في المستقبل؟
- أطمح إلى أن أكون من أفضل المدربين في عالم القوس والسهم .

 كلمة أخيرة تود قولها في نهاية هذا الحوار؟
- أشكر أهلي، الذين وقفوا بجانبي حتى صرت مدرباً دولياً معتمداً، والشكر موصول لكم على هذا الحوار، ولصحيفة "لا" التي دائماً ما تسلط الضوء عبر ملحقها الرياضي على النجوم الرياضيين في مختلف الألعاب.