بشرى الغيلي / لا ميديا -
يلتقطون بعدساتهم بانوراما الطبيعة الساحرة، يحلقون بك عاليا فوق حدقاتِ الغيم، يوثقون اللحظات الجميلة مع البسطاء في القرى، وبطون الأودية والحقول، والسواقي والعيون العذبة، مجموعة من مصوري حجة الفوتوغرافيين المبدعين والذين برزوا مؤخرا ويشكلون ظاهرة جميلة تستحق التوقف لقراءتها، محافظة حجة التي أقصيت كثيرا إعلاميا، وتنمويا، رغم أنها محافظة ولّادة بالمبدعين في شتى المجالات... وحتى فتراتٍ قريبة لم يكن أحد يعرف عن تفاصيلِ مناطقها وجمالها ومعالمها التراثية والحضارية، حتى قيض الله لها هؤلاء الشباب المحترفين والهواة في نقلِ صورةٍ جميلة ورائعة عن المحافظة، بل البعض منهم صارت اهتماماته على مستوى اليمن الكبير والتنقل بين المحافظات... صحيفة «لا» توقفت معهم فتحدثوا إليها حديثا لا يخلو من جماليات لقطاتهم البديعة كونوا مع السياق.

 حجة مقصيّة إعلاميا
 بداية تحدث لصحيفة «لا» عبدالسلام الأشول -مصور فوتوغرافي اختصر وجهة نظره قائلا: «بالنسبة لي التصوير اكتسبته من  أخي الأكبر مني رعاه الله، ومحافظة حجة مظلومة ومقصية إعلاميا، وأردت أن أعرّف الآخرين عنها من خلال الصور المتنوعة، وتستهويني اللقطات التي تكون للطبيعة الجميلة والساحرة، خاصة بعد هطول الأمطار لأنها تعطي طابعا متفردا للصور، وعادة ما أستخدم تطبيق lightroom...».

قصة عشق مع الكاميرا منذ الطفولة
المصور الفوتوغرافي حاشد القيدلة الذي معظم فيديوهاته وصوره من الطبيعةِ الجميلة والتي تتناقلها الكثير من المواقع والقنوات الإعلامية يقول لصحيفة «لا»: «التصوير الفوتوغرافي قصة عشق وشغف منذ الطفولة هو لغتي التي أتحدث بها دون كلمات، قصة حب أبدية بيني وبين عدسة الكاميرا، حيث يتلاقى الواقع والخيال وتُحاكي الألوان والظلال رقصة حميمية على غلاف الصورة مسجلاً لحظات بعيون مختلفة، أبحر في تفاصيلها الصغيرة وأقترب منها بشغف لتجسيده في إطار لا يمحوه الزمن».
ويضيف القيدلة: «لقد زرت العديد من الدول العربية والأجنبية في مختلف أنحاء العالم واندمجت مع العديد من الجنسيات وسألتهم عن معرفتهم بدولة اسمها اليمن ماذا تعرفون عنها؟ فكان ردهم سلبيا جدا من خلال معرفتهم من وسائل الإعلام والمحتوى المضلل والمحارب لليمن، فحينها لم أكن أستطيع أن أرد عليهم بشيء مرئي، لأثبت لهم جمال اليمن وأريهم تفاصيل الحياة التي نعيشها وأنقل لهم ولو القليل من تاريخنا وثقافتنا الغنية عن التعريف».
 
 أرغبُ في كسرِ الصورةِ النمطية
 ويستطرد القيدلة مستدركا: «ولكن للأسف الشديد لم أجد محتوى يهتم بتلك الأشياء، وحينها اضطررت للعودة إلى اليمن وصناعة محتوى ينقل اليمن وروحها الفريدة إلى العالم، لأن هذا البلد الذي ينبض بالتاريخ والثقافة والطبيعة الخلابة، يستحق أن يُعرّف بشكلٍ أفضل وأن تُنقل صوره بشكل إيجابي، وأنا أعلم تمامًا أن اليمن قد تعرض للتشويه في وسائل الإعلام العالمية، ولكنني أرغب في كسر هذه الصورة النمطية وإظهار جانبها الحقيقي والجميل».

توثيق لحظات الحياة اليومية
وعن أهم ما تنقله عدسته يقول القيدلة: «أُسجِّل من خلال عدستي لحظات الحياة اليومية في اليمن، من الناس والمناظر الطبيعية والمعالم التاريخية، وتنوع الثقافات والحضارات النابضة بالحياة في الريف والحضر، ولطالما كان شغفي الأكبر إلى حياة البساطة حياة الريف، وأسعى لنقل الألوان الزاهية والتفاصيل الدقيقة، لأبث في قلوب الناس الإيمان بجمال اليمن وتعميق الفهم لهذا البلد العريق».

الصور قادرة على تغيير نظرة العالم
وبحسب القيدلة فإن الصور قادرة على تغيير نظرة العالم، وقال: «في كل صورة ألتقطها، أحاول أن أكون صوتًا لليمن وأن أنقل رسالة إيجابية للعالم، فكل صورة تحمل في طياتها قوة التأثير وإمكانية التغيير».
وأضاف: «أعلم أنني مسؤول عن تمثيل اليمن، وأعد الجميع بأنني سأستمر في نقل صور جميلة وإيجابية لليمن بشكلٍ عام،  وقد استطعت في فترة وجيزة أن أوصل المحتوى الخاص بي إلى شخصيات، ووكالات، وقنوات، ومواقع محلية ودولية وتصدرت الترند وبإذن الله إلى العالمية دوماً».

حجة مصدر إلهام لتصوير الطبيعة
محمد شهاب مطهر العزي -مصور فوتوغرافي- يقول إن الذي جذبه  للعمل في مجال التصوير هو الجمال الطبيعي والتضاريس الجميلة، مشيرا إلى أن محافظة حجة هي مصدر إلهام كبير لتصوير الطبيعة، والمناظر الساحرة، ونقل صورة جميلة عن هذه المحافظة التي كانت مجهولة.
أما عن رسالته من خلال التصوير  فيقول العزي: «رسالتي أو هدفي هو إبراز جمال محافظة حجة الذي لا يعرفه الكثير من الناس، وأيضاً محافظة حجة تمتاز بتراث وتاريخ عظيم، فكانت رسالتي هي إبراز أهم  معالمها لتبقى لها صور يخلدها التاريخ عن طريق عدستي».

يشدني التصوير الجوي
وعن التصوير الجوي يرى العزي أنه ينقل صورة عظيمة لإبداع الخالق في خلقه، كما تظهر فيه مختلف التضاريس البرية، والجوية، والمعالم الأثرية.
ويضيف: «لكل مصور رؤية خاصة تعكس شخصيته من منظوره الخاص، فأنا عندما ألتقط الصور لي رؤيتي الخاصة في التقاط الزوايا وتكوين الصور، واختيار اللقطات المناسبة في الوقت المناسب التي تعبر عن الزمان والمكان وتبرز عظمة المنظر وجماله وتعديلها وإضافة لمساتي الفنية لكي تكون صورة في منتهى الجمال».
وأوضح العزي أن الأساليب التي دائماً تحفزه، وتجعله يلتقط صورا جميلة هي الرغبة، والشغف والإيمان والثقة بالنفس.
وقال: «عندما ألتقط الصورة لا أستخدم أي قواعد رسمية للتصوير، بل أقوم بتكوين قواعدي بنفسي مما يجعل للصورة اختلافا وتميزا عن باقي الصور».

والدي كان مصورا
عبدالماجد حمود محمد راشد -مصور فوتوغراف وفيديو- يبدأ وصف علاقته بالكاميرا بالقول: «انجذبت إلى التصوير الفوتوغرافي لأن والدي كان مصورا، وكذلك طبيعة حجة الجميلة».
ويضيف عبدالماجد أن لدى محافظة حجة تراثا عظيما وجميلا، وهو يحاول من خلال عدسته جذب السياحة إليها، ويقوم بتصوير الأشخاص لبث السعادة في قلب كل شخص يعكس تعامله مع عدسته كمصور مبدع وانفرادي عن البقية. ويختم: «بصوري الجميلة أقوم  بالتصوير من أماكن جديدة، وفي كل فترة أحاول نقل حاجة جديدة عن محافظتي الرائعة».

شغف في التصوير
عماد مبخوت شمسان -مصور فوتوغرافي- يصف عشقه للتصوير قائلا إنه عندما يمسك بالكاميرا، يجد نفسه قادرًا على تجسيد لحظات فريدة وعواطف وجوانب مختلفة من العالم من حوله.
وأوضح شمسان أن التصوير يساعده في التعبير عن رؤيته ومشاركتها مع الآخرين، كما أن التصوير يسمح له بالتركيز على التفاصيل الصغيرة والجمال الذي يمكن أن يفوّته الآخرون.
عن الرسالة التي يحاول إيصالها من خلال الصور التي يلتقطها يقول شمسان: «التعبير عن الجمال والروعة الموجودين في محافظة حجة، كذلك  نشر الوعي والتعليم حول قضايا معينة، ونشر الثقافات المختلفة، وتسليط الضوء على الأماكن التاريخية والأثرية وإيصالها لعدد كبير من الناس».
وأوضح أن أكثر ما يحفزه للتصوير والاستمرار فيه هو الشغف ونقل معاناة الناس وإيصال أصواتهم للجهات المعنية، وحل بعض الإشكاليات.
ويقول شمسان لـ«لا» إن «التصوير الفوتوغرافي فن، وعملية تسجيل الصور بواسطة الكاميرا، حيث يتم استخدام الضوء والعدسات والتقنيات المختلفة لإنشاء صور تعبر عن الواقع، أو تعبّر عن رؤية المصوّر».
ويرى أن التصوير الفوتوغرافي وسيلة قوية للتواصل والتعبير، حيث يمكن للصور أن تحكي قصصًا وتثير العواطف وتسلط الضوء على التفاصيل الجمالية للعالم من حولنا. كما أنه وسيلة لتوثيق اللحظات الثمينة والذكريات وتسجيل الأحداث التاريخية، وأيضا مهارة فنية وعلمية تتطلب تفهمًا للتركيب المرئي والإضاءة وتقنيات التصوير المختلفة.

ألتقط لحظات لا يمكن نسيانها
عبدالرحمن حمود راشد -مصور فوتوغرافي- هو أيضا ممن برزوا في مواقع التواصل الاجتماعي ويتم تداول صوره الخاصة في الكثير من المواقع يقول: «التصوير أجمل هواية يمكن ممارستها فيمكنني من خلاله أن أرى جمال كل شيء وعندما أصور أشعر بأني التقطت لحظات لا يمكن نسيانها، ومن خلال التصوير تمكنت من توثيق جمال وطبيعة مدينة حجة ومديرياتها والتي تسمى مدينة الفصول الأربعة، وكانت مدينة حجة منسية ومحرومة إعلاميا ولكن تمكنت من إيصال جمالها إلى العالم.
ويضيف راشد أن الرسالة التي يطمح إليها من خلال صوره هي تسليط الضوء على المناطق الأثرية والتراثية وهي جميلة بطبيعتها الخلابة والمختلفة، وأن مدينة حجة مليئة بالمناظر الطبيعية الخلابة بالرغم من الحرب والظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا تمكن من نقل أجمل صورة عنها.

تشدني كثيرا المناظر الطبيعية
أما عن أكثر الأشياء التي تشعره بالرغبة في تصويرها يقول راشد: «المناظر الطبيعية المختلفة والتي لا تتكرر إلا في فترة بسيطة من السنة، وكذلك تصوير اللحظات الإنسانية المعبرة والهادفة والتي قد يكون لها تأثير كبير على الناس وهي تحكي عن أفراحهم أو أحزانهم، أو موقف جميل.
ويضيف راشد أنه من خلال التصوير يعبر عن كل ما في خاطره من كلام، وأحاسيس. مؤكدا أن التصوير الفوتوغرافي هو اللغة الوحيدة التي يمكن فهمها في جميع أنحاء العالم.
وأوضح: «في كل مرة ألتقط فيها صورة أحاول أن تكون هذه الصورة مليئة بالحياة فهي عندما ينظر أي شخص إلى أي صورة يشعر كأنه متواجد في نفس مكان التقاط الصورة، وأحاول دائما أخذ صور مختلفة جدا، ومن زوايا ليست معروفة لدى الجميع، وأتمنى أن أوثق كل ما هو جميل في محافظتي الجميلة حجة، وفي اليمن بشكل عام وأن يصل هذا الجمال إلى العالم».

تستحق حجة أن تكون وجهة سياحية
فضل فؤاد -مصور فوتوغرافي- يتحدث لـ«لا» عن عشقه لفن التصوير قائلا: «بالنسبة لي التصوير الفوتوغرافي متعة، وتشويق، وإثارة، فعند التقاطي لصور الطبيعة تشعرني بالسعادة، ورسالتي عبر التصوير نقل الصورة المشرفة والجميلة عن مدينتي الجميلة حجة بجوها وناسها، وبساطة حياتهم ومعيشتهم، كما أنها تستحق أن تكون وجهة سياحية من قبل من لم يزوروها أبدا، كما أشعر بالحماس كثيرا عند تصوير الطبيعة فلكل مصور لقطته، وزاويته الخاصة لإبراز المدينة بأفضل صورة، وأجواء حجة معروفة وتضاريسها متقلبة، وهذا ما يجعلها مدينة الضباب فأتحمس وأختار أفضل الزوايا التصويرية المناسبة لها،  كذلك تصوير الأطفال وسعادتهم وبراءتهم يسعدني ذلك كثيرا».