«لا» 21 السياسي -
كان النائب التركي عن حزب السعادة، حسن بيتميز، يشرح علاقة حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب أردوغان، بالكيان الصهيوني، من على كرسي الهيئة العامة للبرلمان، عندما هجم عليه بالصراخ نواب الحزب، ما أدى إلى إصابة بيتميز بنوبة قلبية سقط على إثرها أرضاً وأدخل إلى المستشفى ليتوفى بعدها بيومين (14 كانون الأول/ ديسمبر) عن عمر 53 عاماً، وهو الذي قال في كلمته أمام البرلمان إن «التاريخ لن يرحم مزوّدي إسرائيل بالبضائع، وإذا لم يحاسبكم فلن تنجوا من غضب الله».
ولتفصيل ما كان يقصده بيتميز يفضح الصحافي التركي متين جيهان من خلال تعقُّب حركة الملاحة والتجارة بين تركيا و»إسرائيل» استمرار حركة الملاحة والتجارة كاشفاً التواريخ المفصّلة وأسماء السفن وأصحابها وما تحمله من مواد حيوية للعدو. وفي عيّنات ممّا يورده يذكر ما يأتي:
- بحلول الـ13 من تشرين الثاني/ نوفمبر بلغ عدد السفن المبحرة من تركيا إلى الكيان الصهيوني 253 سفينة، ومن بين الحمولات المرسَلة: النفط، الوقود، الحديد والفولاذ، وغيرها. وفي اليوم نفسه، كان وزير الصحة، فخر الدين كوجا، يقول إن تركيا أرسلت سفينة محمّلة بالأدوية إلى غزة، علماً أن الكيان الصهيوني كان يمنح أذونات للإبحار إلى مصر وليس إلى القطاع، فيما لم تستطع تركيا إيصال حتى الدواء إلى الغزيّين. وفي اليوم نفسه، كانت شركة «إيرين» ترسل الأسمنت إلى الكيان (وهي شركة معروفة بعلاقتها الوثيقة مع أردوغان ووزراء في حكومته).
- في الـ14 من تشرين الثاني/ نوفمبر رست السفينة «هاتاي رورو» التابعة للقيادي في «العدالة والتنمية»، إبراهيم غولر، في ميناء حيفا.
- في الـ16 من تشرين الثاني/ نوفمبر هبطت طائرة شحن في مطار «تل أبيب» قادمة من إسطنبول، علماً أنها تتبع شركة «إم إن جي إيرلاينز» المقرّبة من أردوغان، وهي من بين الشركات التي كانت تنال أكثر من غيرها التزامات من الدولة.
- في الـ18 من تشرين الثاني/ نوفمبر وصلت سفينة تحمل اسم «عارف بيرقدار»، وهي أكبر سفينة شحن في تركيا ودخلت الخدمة أخيراً في احتفال ضخم رعاه أردوغان، إلى ميناء حيفا قادمةً من إسطنبول.
في الـ24 من الشهر نفسه، بلغ عدد السفن التركية إلى الكيان الصهيوني، حتى ذلك الوقت، 318 سفينة. وفي اليوم نفسه، كان أردوغان يرعى احتفالاً نظّمته وزارة التجارة ومجلس المصدّرين الأتراك، ويتحدّث لاعناً الكيان، ومقدّماً جائزة لشركة «فيستيل» للأدوات المنزلية، التابعة لشركة «زورلو» (وهذه الأخرى تؤمّن عبر فروعها في الكيان الصهيوني 7٪ من احتياجات الأخيرة من الأدوات الإلكترونية).
- في الـ27، يكتب جيهان أن إحدى الشركات التي تؤمّن للكيان الصهيوني جزءاً من حاجتها إلى الكابلات، هي شركة «باموق كابلو» التركية، وصاحبها من مؤسّسي «حزب الاتحاد الكبير» والمرشّح عن «حزب العدالة والتنمية» للنيابة. وفي اليوم نفسه، بلغ عدد السفن الواصلة إلى الكيان من تركيا 355 سفينة. وشركة «ليماق» وحدها، المقرّبة من أردوغان، أرسلت من الإسكندرونة فقط 78 سفينة محمّلة بـ600 طن من البضائع. وواحدة من الشركات التي ترسل البضائع تابعة لبراق، ابن أردوغان، وقد ثبت ذلك من خلال موقع التتبّع البحري. وفي اليوم نفسه، رست سفينة باسم خالد يلديريم في ميناء «أشدود»، علماً أنها تتبع شركة «مانتا» التابعة لبراق وصاحبها مرت تشيتين كايا. وكان والد تشيتين، مجيد، رفيق أردوغان في الثانوية العامة ولا يزال.
- في الـ28، كان الرأي العام، وفق متين جيهان، مشدوهاً، ويتساءل: «كيف يمكن لبراق أردوغان أن يرسل سفنه بصورة منتظمة إلى موانئ إسرائيل في وقت تستمر فيه المجازر في غزة؟!». وقد برّر أردوغان ذلك بأن هناك اتفاقات سابقة يجب تنفيذها.
- في الـ29، بدأ بعض النواب ينقلون موضوع السفن إلى البرلمان، مستشهدين بما يكتبه جيهان نفسه.
- في الأول من الشهر الجاري، كتب متين جيهان أن شركة تابعة لرئيس الوزراء السابق، بن علي يلديريم، وابنه، ترسل شحنات من البضائع بصورة منتظمة منذ ثلاثة أسابيع، عبر شركة «أوراس» التابعة لشركة في مالطا يملكها يلديريم.
- في الثاني من الجاري، تظاهرت مجموعة من الأشخاص أمام مبنى شركة يملكها براق أردوغان، وعلّقوا عليها علم فلسطين. ووفق جيهان، فإن الحكومة بدأت تغيّر بيانات النقل البحري إلى الكيان الصهيوني، وأن بعض الحمولات، وفقاً لأحد نواب «حزب السعادة»، كانت عبارة عن شحنات بارود. ويؤكد جيهان أن إحدى الشركات التابعة للدولة الصهيونية تنقل من تركيا شحنات كبيرة من النفط والوقود والمواد الكيميائية من مستودعات شركة «كولين» القريبة من أردوغان، ومن مؤسّسها رشاد سوزين من «حزب العدالة والتنمية»، ومقربين من صالح زكي تشاكير، صاحب شركة «أوراس» سابقة الذكر.
كذلك، انتشرت مقاطع مصوّرة لسترات حرارية يرتديها جنود صهاينة من ماركة «ترمال» التركية. ومع أن رئاسة الجمهورية قالت إن الصور قديمة، غير أن التحقّق منها أثبت أنها جديدة، وأن شركة «زيم» الصهيونية التي تستورد هذه السترات هي التي تكفّلت بشراء البضاعة التركية، منذ الـ8 من تشرين الأول/ أكتوبر ولـ78 مرّة.