استطلاع:أحمد الشلالي / لا ميديا -
تسع مشاركات للأحمر الكبير في بطولة "خليجي"، التي تقام كل عامين، وصفت بالكارثية والمخزية لمنتخبنا الوطني، الذي أصبح بوابة عبور للمنتخبات الأخرى ومحطة لتزويدهم بما لذ وطاب من الأهداف التي يتلقاها مع كل مشاركة.
بقي شهران وبضعة أيام ويكون الأحمر الكبير على موعد جديد مع مشاركته العاشرة في البطولة، والقادمة في بلاد الرافدين، وتحديداً مدينة البصرة، حيث سيخوض منتخبنا أولى مبارياته أمام المنتخب العراقي المستضيف، والتي تتمنى من خلالها الجماهير الرياضية العاشقة للساحرة المستديرة تحقيق مستوى طيب يليق بالكرة اليمنية.
العثرات السابقة، إضافة إلى النتائج المخزية التي حققها في تصفيات آسيا الأخيرة وظهوره الباهت، كل هذا يطرح سؤالاً: إلى متى نظل جسر العبور والحلقة الأضعف في دورات الخليج؟!
ملحق "لا الرياضي" استطلع آراء بعض نجوم الرياضة والنقاد حول مشاركة المنتخب الكبير في النسخة الـ25 المقبلة، وخرج بالحصيلة التالية:

محطة لتزويد الآخرين
البداية كانت مع الزميل مضاد البعداني الذي قال: "منتخبنا وقع في مجموعة حديدية، ولن نحصل على نقطة؛ قياساً على وضع الكرة اليمنية؛ لا دوري ولا أي نشاط رياضي يوحي بأننا سنقدم شيئا".
وأضاف: "منتخبنا سيكون محطة لتزويد المنتخبات التي تضمها المجموعة: العراق والسعودية وعمان. للأسف لن نحصد شيئاً، وسنعود خائبي الرجاء، وأتمنى أن نقدم مستوى مشرفاً وألا نخرج بنتائج كارثية في هذه البطولة". 
واعتبر البعداني أن الخلل ليس في المنتخب بحد ذاته، وإنما في المنظومة الكروية ككل، قائلا: "من يديرون اللعبة لا يفقهون فيها شيئاً سوى هز الرؤوس وكفى. وكان الله في عون المتابع الرياضي اليمني، ولا نامت أعين العابثين برياضتنا".

الحلقة الأضعف
من جانبه أوجز الناقد الرياضي علي الريمي حديثه في هذا الموضوع قائلاً: "للأسف الشديد سيظل منتخبنا الحلقة الأضعف إلى أجل غير مسمى. يمكن أن نحافظ على النقطة بحماس اللاعبين فقط لا غير".

يجب تغيير الاتحاد إذا أردنا منتخباً قوياً
الزميل منصور العامري أدلى بدلوه في هذا الموضوع فقال: "وقوع منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في المجموعة الأولى متوقع، ولا فرق بين المجموعة الأولى أو الثانية، فكل المنتخبات الخليجية قوية جداً".
ويستطرد: "ضعف منتخبنا الكبير أسبابه عديدة، منها اختيار عناصر المنتخب بطريقة غير صحيحة، لا يوجد معنا دوري ولا غيره من البطولات، وحظوظنا معروفة للجميع: الخروج المبكر بنقطة واحدة".
ويختتم العامري: "تتساءلون إلى متى يظل هذا الحال؟! سيظل حتى يتم تغيير اتحاد كرة القدم الفاشل واستقدام مدرب عالمي قبل المشاركات في البطولات الإقليمية والقارية بفترة طويلة جداً كي يتسنى له اختيار اللاعبين المناسبين لتمثيل اليمن".

لا جديد تحت الشمس
بدوره يقول الكابتن نبيل مكرم: "بالنسبة لخليجي 25 لا جديد تحت شمس منتخبنا الأول، الخطبة الخطبة والجمعة الجمعة؛ لا تجهيز للمنتخب بطريقة صحيحة مخطط لها، وطبيعي أن تكون البداية هي المؤشر الحقيقي للنهاية، فكرة القدم تخطيط، كلما كان الاستعداد جيدا سيكون المستوى جيدا".
ويتابع المدرب الوطني مكرم: "تجهيز المنتخب بهذه الصورة السوداوية يعتبر مؤشر لما سيحصل في القادم. منتخب يتجمع في يوم وليلة بمساعد مدرب ولا يوجد مدرب أجنبي أو محلي بشكل كامل".
وأضاف: "بالنسبة لمجموعة منتخبنا هي مجموعة قوية، فالعراق والسعودية وعمان منتخبات لها إمكانياتها الرياضية على مستوى منطقة الخليج والقارة الآسيوية، وكلنا نرى ما تقدمه هذه الدول لمنتخباتها. وفي المقابل ماذا نقدم في اليمن لمنتخبنا؟ لا شيء جديد؛ لكننا نحب اليمن الوطن الغالي ولا نريد أن نرى ممثلنا بصورة سيئة، وإن شاء الله يظهرون بصورة طيبة".
واعتبر مكرم أن ما يحصل من تجاوزات بعدم تجهيز المنتخبات بالشكل الصحيح واللائق يعطي مؤشرا مؤسفا لعدم الاهتمام وليس البحث عن التشريف والظهور بشكل مشرف.
ويستطرد: "إلا إذا كان هناك مفاجآت في كرة القدم؛ لكن لا أعتقد أن هناك مفاجآت واردة في ظل الانحسار وعدم الاهتمام بهذا المنتخب الذي يعتبر وجه اليمن؛ لذلك يجب التركيز على نتائج منتخبات الشباب والأولمبي التي تحقق إنجازات وبطولات كبيرة وهي بالأصل تجهيز للمنتخب الأول، وهذا المنتخب هو الذي يحدد مكانتك على مستوى الخليج والعرب وحتى العالم من خلال التصنيف الدولي".

على أمل الروح والعزيمة
وهنا نترك الحديث لمدافع منتخبنا الوطني سابقا محمد صالح يوسف، الذي شارك في عدة دورات "خليجي"، والذي قال: "حظوظ منتخبنا ضعيفة، لا معسكر ولا مباريات تجريبية. نحن إلى الأسوأ؛ ولكن ورغم الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا، وبروح وعزيمة من اللاعبين سوف نحقق المستحيل بالروح والإصرار وقلوبنا مع لاعبينا ومنتخبنا".

حظوظ ضعيفة جداً
عصام الذبحاني نجم منتخبنا الوطني سابقا تحدث في هذا الموضوع فقال: "بصراحة منتخبنا حظوظه ضعيفة جدا، بسبب التأخير في الإعداد، إضافة لعدم وجود دوري مستمر، منذ ثماني سنوات متوقفون عن النشاط الداخلي. لذلك أتمنى أنهم خلال الشهرين القادمين يستغلون هذه الفترة الاستغلال الصحيح ويتم التئام لاعبي المنتخب مع مدرب المنتخب الذي أعتقد أنه سيكون التشيكي سكوب والبدء بعمل معسكر خارجي لهم والتنسيق لمباريات ودية من خمس إلى ست خلال هذه المدة ليتسنى للمدرب تجهيز اللاعبين واختيار التشكيلة المناسبة".
وأضاف: "إن شاء الله يقدمون أداء جيدا ويقللون الخسائر ويحققون حتى تعادلا على الأقل؛ لأننا في النسخ الثلاث الأخيرة لم نحقق حتى التعادل، ولا حتى أن نسجل هدفاً".
ويختتم الذبحاني: "دورة كأس الخليجي تعتبر عند دول المنطقة الخليجية أهم من كأس العالم. أما بالنسبة لنا فهي بطولة موسمية نذهب لمجرد المشاركة ولا يوجد اهتمام بالمنتخب الأول إطلاقاً".

الحفاظ على النقطة صعب جدا
الإعلامي فهمي باحمدان شاركنا رأيه فقال: "لا ننكر حجم الجهد الذي يبذله الاتحاد العام تجاه إعداد وتجهيز المنتخبات الوطنية ومنها المنتخب الوطني الأول في ظل وضع صعب ومعقد. توقف المسابقات، وضعف وشحة الإمكانيات، ومع ذلك هناك حفاظ على حضور المنتخبات في معظم المناسبات. كأس الخليج منافسة كروية قوية في هذا الإطار الجغرافي وتوليها الدول المشاركة اهتماما كبيرا. من هنا وبالنظر إلى القرعة أعتقد حتى مسألة الحفاظ على النقطة يبدو صعبا؛ ولكن ليس مستحيلاً في عالم المستديرة".
ويضيف: "علينا ألا نبالغ في الطموحات. البلد يعاني في كل المجالات، ومن الصعب الحديث عن تطور في هكذا أوضاع. الرياضة جزء من واقع لا يتطور إلا مع الاستقرار. سيأتي اليوم الذي يكون للمنتخب الوطني الأول شأن؛ لكن متى؟! هذا يتوقف على عوامل عدة رياضية واقتصادية وغيرها".

المشكلة في اللجنة الفنية ولجنة المنتخبات
ختام جولتنا الاستطلاعية كانت مع الزميل عبدالكريم الرازي، مدير الإعلام بصندوق رعاية النشء والشباب والرياضة، الذي قال: "مشاركة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في كاس الخليج الـ25، والتي من المتوقع أن تقام في مدينة البصرة العراقية، جميعنا كإعلاميين ومتابعين والشارع الرياضي اليمني نتطلع إلى أن تكون مشاركة إيجابية وتقديم مستوى كروي يجعلنا نتفاءل أن يكون للمنتخب حضور طيب لأجل المنافسة وألا يظل منتخبنا يراوح في محله بالنقطة الوحيدة التي عرف بها في مشاركاته. وبعيدا عن حسابات البعض الذين سيطلقون التسميات على مجموعة منتخبنا كونها تضم العراق والسعودية وعمان ومنتخبنا أنها قوية نحن ندرك قوة هذه المنتخبات؛ ولكن لدينا ثقة بمهارة لاعبينا إن وجدوا المدرب المحترف الذي يستطيع توظيف إمكانياتهم. وها نحن بانتظار وصول المدرب الأجنبي الذي سبق له العمل مع منتخباتنا ويعرف الكرة اليمنية جيدا؛ ولكن المشكلة ليست في مهارات اللاعبين بقدر ما تكمن في عشوائية اللجنة الفنية ولجنة المنتخبات بالاتحاد، اللتين ظلتا تهملان إعداد المنتخب الأول وهو أساس التصنيف للكرة اليمنية، وكالعادة لا يفيقون إلا قبيل المشاركة بوقت قصير، وكأن مشاركتنا في دورات كاس الخليج ليست إلا إسقاط واجب، ولا يهتمون لسمعة الرياضة اليمنية بشكل عام وكرة القدم خاصة".
ويضيف: "كما أن اختيار اللاعبين أو لنقل القائمة الجاهزة التي تسلمها المدرب الوطني الكابتن محمد الزريقي ينبغي ألا يقبل بها المدرب الأجنبي ولا حتى مساعده المدرب الوطني الكابتن محمد الزريقي، وبلادنا تمتلك مواهب مميزة، وشعار المنتخب ينبغي أن يكون للأفضل وليس لأصحاب الحظوة، خاصة أن هناك أسماء لم يعد لديها ما يمكن أن تقدمه وكانت مستوياتهم في المشاركات السابقة سيئة".
وتابع: "لا شك أننا كيمنيين، في الداخل ومغتربين، نتطلع لمشاركة إيجابية؛ ولكن بالتشكيلة الحالية وبالأسلوب الذي تتبعه اللجنة الفنية ولجنة المنتخبات بالاتحاد لست متفائلاً. وعندي أمل أن يكون للمدرب الأجنبي رأي عندما يتسلم مهامه؛ هذا إن وصل، وأن نشهد ضم لاعبين جدد للمنتخب وتسريح من لم يعد لديهم ما يمكن أن يقدموه".
ويختتم الرازي: "الواجب أن يكون هناك خطة وبرنامج طويل للإعداد الجيد للمنتخب الأول، وألا ننخدع بالانتصارات التي يحققها الناشئون، لأنها انتصارات الموهبة، ولأنهم ما يزالون موهوبين بالفطرة؛ ولكن عندما يكبرون لا نعود نري إنجازاً ولا انتصاراً، والعيب ليس في اللاعبين؛ قد يكون هناك لاعبون غير جديرين بتمثيل المنتخب؛ ولكن العيب الأكبر والقصور عند لجان الاتحاد التي تعمل بعشوائية وبدون استراتيجية. وأخشى أننا في مشاركتنا في خليجي 25 بالبصرة غير قادرين على استعادة النقطة الوحيدة التي معنا في 6 مشاركات، و3 مشاركات صفرية، وسننتظر الأيام القادمة وطريقة عمل المدرب الأجنبي عندما يتسلم مهامه لتتضح الصورة أكثر".