تقرير / لا ميديا -
لا يكاد يمر شهر تموز/يوليو من أي عام إلا بحدوث كارثة تسرب نفطي في الشواطئ اليمنية، آخرها ما رصدته الأقمار الاصطناعية وتحليلها بأن ميناء عدن يواجه مصادر متعددة للتلوث النفطي، منذ أكثـر من أسبوعين، نتيجة تسرب نفطي بقطر 14 كيلومترًا، من المحتمل أن يكون من سفينة واحدة، ولايزال هناك تسرب نفطي شوهد في 21 يوليو 2022، مما أدى إلى تفاقم التلوث البحري والساحلي. أما مصدر ذلك التسرب فسفن الاحتلال التي تنهب النفط اليمني بالتواطؤ مع حكومة الارتزاق.


كشفت مصادر مطلعة عن حدوث تسرب نفطي واسع النطاق في ميناء عدن المحتلة، وسط تكتم من سلطات الارتزاق في إدارة الميناء.
وقالت المصادر إن تسرباً نفطياً رصد أمس الأول، بقطر 14 كيلومتراً (7 أميال بحرية)، مصدره سفينة تابعة لتحالف الاحتلال، ويعتقد أنه يعود إلى الـ5 من تموز/يوليو الجاري، تسبب في نفوق أطنان من الأسماك في شواطئ عدن، خلال الفترة الماضية.
وأضافت أن التسرب النفطي لايزال مرئياً بعد أسبوعين من حدوثه، في ظل صمت مطبق من إدارة ميناء عدن التابعة للاحتلال، وتقاعسها عن احتجاز السفينة المتسببة فيه.
ويفسر ذلك النفوق المتكرر للأسماك في شواطئ عدن، نتيجة التلوث النفطي الذي ستستمر تداعياته على البيئة مستقبلاً.
وكان عدد هائل من الأسماك نفق على امتداد كيلومترين من ساحل أبين في مدينة عدن المحتلة، تزامناً مع ارتفاع مستوى التلوث البيئي، فيما تغاضت حكومة الارتزاق عن الأمر واعدة بإجراء تحقيق «لرصد وتقييم الأسباب»، حسب بيان لما تسمى وزارة المياه والبيئة.
وفي السياق ذاته، أظهرت صور حديثة لأقمار اصطناعية أوروبية، وجود تسرب نفطي قُبالة ميناء عدن (جنوبي اليمن).
وحسب الصور التي التقطتها محطات تصوير الفضاء الأوروبي (European Space Imaging)، فإن انسكابات نفطية شوهدت قُبالة ميناء عدن منذ الخامس من تموز/يوليو الجاري، ما سبب تلوثا نفطيا وتدهورا بحريا وساحليا.
وقال رئيس مشروع نزع السلاح الإنساني في (European Space Imaging)، ويم زويجننبرغ، في سلسلة تغريدات على تويتر إن ميناء عدن في جنوب اليمن “يواجه مصادر متعددة للتلوث النفطي، بدءًا من 5 يوليو مع تسرب نفطي بسمك 14 كيلومترًا مرئيًا، على الأرجح من سفينة واحدة”.
وأضاف أن الانسكابات لاتزال مُشاهدة حتى الخميس الماضي 21 يوليو 2022، متحدثاً عن تدهور بحري وساحلي.
وأضاف، مُرفقاً صوراً فضائية، أن المزيد من الانسكابات التي شوهدت هنا من مختلف السفن، بين 5 يوليو و21 يوليو، ستضع عبئًا بيئيًا إضافيًا على النظم البيئية البحرية المحلية المتضررة بالفعل.
يذكر أنه في يوليو من عام 2021، غرقت ناقلة النفط الصدئة DIA-1 لمالكها المرتزق أحمد العيسي أكبر هوامير المشتقات النفطية، وتسببت في حدوث انسكاب هائل للديزل داخل وحول ميناء عدن، مما أدى إلى انجراف الشواطئ وتهديد المحميات الطبيعية، كما أدى إلى تلوث شواطئ عدن الصغرى والبريقة وميناء الزيت، ولم تستطع الجهات المعنية عمل أي شيء يذكر تجاه هذه الكارثة التي تغاضت حكومة الارتزاق عنها باعتبار العيسي أحد فاسديها الكبار.
وفي يوليو 2013، يتذكر أبناء المكلا كارثة تسرب النفط من السفينة “شامبيون1” وهي محملة بأكثر من 4000 طن من مادة المازوت، مسببة بذلك أكبر كارثة لسكان المكلا خاصة، ولحضرموت عامة، والتي أعلن وزير البيئة حينها أن حجم الكارثة يفوق إمكانيات الوزارة والحكومة، ووقفت عاجزة أمام هذا التلوث البسيط، مقارنة بما قد يحدث في حال حدث تسرب نفطي من الخزان العائم صافر، الذي تصل حمولته الى أكثر من 140 ألف طن من النفط الخام.
وبحسب خبراء فإن هذا التلوث الذي تشهده سواحل اليمن يأتي من مصدرين: الأول مصدر بحري ناتج عن تفريغ البواخر التجارية التابعة للاحتلال وهوامير نهب النفط اليمني، والبوارج العسكرية للزيوت والشحوم وقيامها بالتخلص من المواد الكيماوية السامة والخطرة في البحر. إضافة إلى حوادث التسرب النفطي من ناقلات النفط في ضوء غياب رقابة السلطات الحكومية في اليمن.
تجدر الإشارة الى أن الأثر الحقيقي لهذه الكوارث يظهر بعد سنوات من خلال ظهور سرطانات أو حالات تسمم، لأن المخلفات النفطية تتركز فيها المواد الكبريتية والإسفلتية الصمغية الراتينجية والتي تنتقل إلى الكائنات البحرية ومنها إلى الأسماك التي تعد مصدرا مهما للغذاء في المناطق الساحلية، ولهذا يشكل هذا التلوث كارثة حقيقية على صحة الإنسان بحسب مختصين.